قال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري أمس ان جهود الولايات المتحدة لاستخدام مجلس الأمن غطاء للعدوان على العراق أحبطها المجتمع الدولي لأن المجتمع الدولي لا يشارك الإدارة الشريرة في واشنطن شهيتها للعدوان والقتل والتدمير، وان القرار هو موضع دراسة الآن في بغداد وان بيانا بموقف العراق منه سيصدر لاحقا.
من جانبه نفى وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان يكون القرار الذي اتخذه مجلس الأمن حديثا بمثابة ذريعة لعمل عسكري اميركي ضد العراق، في وقت قال رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير انه يتعين على صدام الآن أن يحدد اختياره، ورسالتي إليه هي انزع الأسلحة والا واجهت القوة ولاتخامرك شكوك أيا كانت في هذا الشأن. وأوضح صبري ان جهود الولايات المتحدة لاستخدام قرار مجلس الأمن الدولي لشن هجوم على العراق قد أجهضت، كما دعا الوزير العراقي بعد لقاءات أجراها مع كل من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووزير خارجية مصر احمد ماهر، جميع الدول العربية إلى التعامل مع الموقف الاميركي باعتباره تهديدا للأمن القومي العربي ككل، وليس للعراق وحده، مضيفا ان كل العالم يعلم الآن ان هذا التهديد العدواني للعراق هو مقدمة لخطة صهيونية جديدة لتفتيت الكيانات العربية وإعطاء الغلبة المطلقة لإسرائيل على كل الأمة العربية وإعادة فرض السيطرة الاستعمارية في ثوبها الجديد، مؤكدا أن التهديد الآن لا يخص العراق فقط وإنما أمن كل الدول العربية.
وأكد ان شعب العراق سيقاتل دفاعا عن أرضه وعرضه وحريته وان المطلوب ان يعي العرب المخطط الصهيوني لأنه ليس صديقا للعرب بل ان كل العرب في عرف الصهاينة أعداء لهم وكل الكيانات العربية القوية الواعدة المتطورة المتقدمة هي هدف للمخطط الصهيوني الشرير الذي تنفذه عناصر صهيونية موجودة في الإدارة الاميركية. وقال باول ان الولايات المتحدة لا تحتاج إلى ذريعة لأنها لاتريد الحرب، وإن كل ما تريده الولايات المتحدة هو تجريد العراق من أسلحة التدمير الشامل وان الولايات المتحدة تأخذ في الاعتبار مشاعر الشارع العربي ولكن يتعين عليها أيضا ان تتخذ الخطوات الضرورية لحماية أصدقائها في المنطقة وحماية مصالحها.
ومن جانبها تدرس القيادة العراقية قرار مجلس الأمن رقم 1441 الذي تبنته بالإجماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ووصفه مصدر عراقي مسئول بأنه جائر، وسط تلميحات إلى احتمال قبوله من جانب بغداد لتفادي هجوم اميركي.
وقال المصدر العراقي ان القيادة في العراق تدرس بهدوء هذا القرار الصادر من قبل مجلس الأمن برقم 1441 على رغم انه سيئ وجائر وستصدر في الأيام اللاحقة الإشارة اللازمة بشأنه.
من جهتها أشارت صحيفة «بابل» التي يديرها عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي أمس إلى احتمال قبول العراق هذا القرار، موضحة ان المهم في كل هذا هو وعي وإدراك قيادتنا الحكيمة التي ستعمل بذكائها المعهود على تفويت الفرصة لإدارة بوش بان تستغل اي ظرف أو وضع ضد العراق.
وفي السياق ذاته تعهد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد مساء أمس الأول بإبقاء الضغط على العراق محذرا بغداد من مغبة تهديد خبراء نزع الأسلحة أو الطائرات الاميركية التي تحلق فوق منطقتي الحظر الجوي.
وأوضح رامسفيلد انه ليس من مصلحة العراق التهديد أو التصرف بطريقة عدائية حيال المفتشين أو الطائرات التي تطبق قرارات الأمم المتحدة وإن الأمر الوحيد الذي أوصلنا إلى هنا هو الضغوط على النظام العراقي وان الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام الأمم المتحدة لإنجاز عملها هي نزع أسلحة العراق. لذلك علينا إبقاء الضغوط.
وقال محللون أمس ان التصويت التاريخي للصين لصالح قرار قوي ضد العراق في الأمم المتحدة إنما هو رمز لعلاقات أوثق مع الولايات المتحدة ولأسلوب عملي متنام على المسرح الدبلوماسي العالمي، في وقت أكدت فيه روسيا ان القرار الذي صدر ليل الجمعة السبت عن مجلس الأمن الدولي بخصوص العراق لا يتضمن أية عملية تلقائية في مجال التصديق على استخدام القوة.
وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر أمس إلى انه في حال حدوث أي مشكلة بين العراق والمفتشين الدوليين فان مجلس الأمن سينعقد لبحث ذلك الموقف.
ومن ناحية أخرى قال نائب المندوب الدائم لسورية في الأمم المتحدة فيصل مقداد أمس ان القرار الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي لا يخول اية دولة شن عمل منفرد على العراق.
وقال في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن القرار لا يتضمن أي إشارة تخول دولة ما القيام بعمل منفرد، وإنه إذا أرادت دولة مهاجمة دولة أخرى من دون المرور بمجلس الأمن فباستطاعتها ذلك لكن عندها ستتعرض لحكم المجتمع الدولي وحكم شعبها. يذكر ان أعضاء مجلس الأمن ومجموعهم 15 عضوا أقروا بالإجماع قرارا يمنح بغداد الفرصة الأخيرة لنزع الأسلحة وإلا ستواجه عواقب وخيمة
العدد 65 - السبت 09 نوفمبر 2002م الموافق 04 رمضان 1423هـ