قتلت قوات اسرائيلية احد قادة حركة الجهاد الاسلامي أمس ما اثار امكان اندلاع اعمال عنف جديدة قبل مهمة يقوم بها مبعوث أميركي للمنطقة لتهدئة الاوضاع، فيما عبرت السلطة الفلسطينية أمس عن خشيتها من استغلال اسرائيل لضربة أميركية محتملة على العراق، للمساس جسديا بالرئيس ياسر عرفات وتصعيد «عدوانها» على الشعب الفلسطيني.
وذكرت مصادر فلسطينية ان القوات الاسرائيلية قتلت زعيم الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية اياد صوالحة وانه يأتي على رأس القائمة الاسرائيلية للمطلوب القبض عليهم لتخطيطه لهجمات انتحارية.
وقد يوجه مقتل صوالحة ضربة لزيارة مبعوث اميركي الاسبوع الحالي الذي يقوم بمهمة لوقف اراقة الدماء قبل حرب محتملة ضد العراق ولقاء بين الفصائل الفلسطينية لمناقشة وقف الهجمات الاستشهادية في اسرائيل. وذكر شهود عيان ان الكثير من الجنود الاسرائيليين دخلوا البلدة القديمة في مدينة جنين إذ يعتقد ان صوالحة يختبأ وسمع بعد ذلك دوي اطلاق نيران والعديد من الانفجارات.
ووصف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مقتل صوالحة بانه «جريمة» وتعهدت حركة الجهاد الاسلامي بالثأر لقتله.
ومن المقرر ان يصل نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد إلى الشرق الاوسط يوم الاثنين لتجديد الجهود الأميركية بشأن «خارطة الطريق» التي تدعو الى اصلاحات فلسطينية وانسحاب اسرائيلي من مدن الضفة الغربية التي اعادت اسرائيل احتلالها بعد سلسلة من التفجيرات الاستشهادية.
وأكد عرفات في تصريحات للصحافيين عقب استقباله أمس القنصل التركي العام في القدس حسين أفنى بيكالكي أن الخطة العسكرية الاسرائيلية تتصاعد في كل مكان ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته واصفا ما يحدث في جنين بأنه جريمة كبيرة جدا. وقال الرئيس عرفات ان الخطة العسكرية من الجانب الاسرائيلي تتصاعد في كل مكان ضد أبنائنا ومقدساتنا وكمثال على ذلك منع أبناء الشعب الفلسطيني من الذهاب للصلاة في مسجد الاقصى المبارك.
من جانبها عبرت السلطة الفلسطينية أمس عن خشيتها من استغلال اسرائيل لضربة أميركية محتملة على العراق، للمساس جسديا بالرئيس ياسر عرفات وتصعيد «عدوانها» على الشعب الفلسطيني، منتقدة انتقائية المجتمع الدولي في تطبيق قرارات الامم المتحدة.
وجاء موقف السلطة الفلسطينية غداة اعتماد مجلس الأمن بالاجماع قرارا يشدد نظام عمليات التفتيش عن اسلحة العراق ويمنح بغداد «فرصة اخيرة» لنزع اسلحة الدمار الشامل المتهمة بامتلاكها.
ولم يخف المسئولون الفلسطينيون تخوفهم من ان تستغل اسرائيل توجيه ضربة عسكرية للعراق لابعاد عرفات او التعرض لحياته خصوصا بعد تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو العلنية بهذا الشأن.
ففي حديث صحافي قال وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات أنه في حال شنت حرب على العراق فان الحكومة الاسرائيلية «ستعمل على استغلال الظرف لتدمير عملية السلام والسلطة الفلسطينية والمس جسديا بالرئيس ياسر عرفات وهذا ما اعلنه وزير خارجيتها» نتنياهو.
وعلى صعيد آخر، تبدأ اليوم الاحد في القاهرة جولة حوار بين حركتي فتح وحماس في محاولة «صعبة» للتوصل الى قواسم مشتركة بين القوتين الأكبر على الساحة الفلسطينية، لاسيما فيما يتعلق بوسائل مقاومة الاحتلال الاسرائيلي واحتمالات اندماج الحركة الاسلامية في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد مؤسس حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس الشيخ «احمد ياسين»، عشية الحوار، مطلب حركته باستمرار العمليات الاستشهادية ضد المحتلين الصهاينة.
وقال ياسين في تصريح لصحيفة «الاهرام» المصرية أمس، «نحن نتوقع كل خير من الحوار»، مشيرا إلى انه لا يوجد خلاف مع السلطة الفلسطينية وان الحركة تعترف بالسلطة لكنها ترفض اتفاقات أوسلو لانها لم تؤد إلى استعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
وتعتبر قضية العمليات الاستشهادية التي تنفذها حماس في اسرائيل ومسألة انضمام الحركة الاسلامية الى صفوف منظمة التحرير الفلسطينية، العقبة الاصعب في طريق التوصل الى تفاهم بين الحركتين.
وقد فشلت محادثات سابقة بين الطرفين في تحقيق اي تقدم في قضية انضمام حماس الى مؤسسات منظمة التحرير بعد ان طالبت الحركة الاسلامية بنسبة 40 في المئة من مقاعد المنظمة.
من ناحية أخرى، أعلنت مصادر فلسطينية أمس أن القوات الإسرائيلية اعتقلت مواطنا فلسطينيا في أعقاب مداهمة قرية طلوزة على مسافة 15 كيلومترا شمال شرق مدينة نابلس.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن مواطنة فلسطينية ورضيعة لم تبلغ العامين اصيبتا صباح أمس جراء قصف اسرائيلي على منطقة العرايشة شمال غرب مخيم حي الأمل في خان يونس جنوب قطاع غزة.
كما أعلنت مصادر امنية فلسطينية ان قوات الاحتلال الاسرائيلي وسعت أمس من عمليات التجريف التى بدأتها قبل ثلاثة أيام في منطقة قيزان النجار جنوب شرق خان يونس.
جنين - الوسط
اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس، قائد الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة جنين والضفة الغربية أياد صوالحة عندما أطلقت عليه وحدة خاصة من قوات الاحتلال النار في البلدة القديمة.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوة عسكرية من القوات الخاصة وصلت إلى أحد بيوت حي القصبة في جنين، اذ كان اياد موجودا، وأنه «بعد الكشف عن مخبئه طلب الجنود من أياد الخروج، لكنه فتح عليهم النيران ورشقهم بالقنابل، فردوا بإطلاق النيران، وبعد انتهاء تبادل النيران عثر الجنود الإسرائيليون على جثته».
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أمس والدته وشقيقته، اذ اقتحمت تلك القوات بلدة كفر راعي واعتقلت مائدة صادق صبيح (50 عاما)، والدته وابنتها أرسلين عبدالله أبوشقارة (26 عاما).
ويلاحق الجيش الإسرائيلي صوالحة لاتهامه بتنظيم عدة عمليات فدائية في شمال إسرائيل كان آخرها عملية استشهادية أسفرت عن مقتل 13 شخصا بالإضافة إلى منفذيها، في أكتوبر/ تشرين الاول الماضي.
وكان المتحدث العسكري الإسرائيلي صرح أمس، عن مقتل قائد الجهاد الإسلامي في الضفة اياد صوالحة (30) خلال معركة تبادل النار بين الطرفين، قام خلالها صوالحة بإصابة ثلاثة جنود.
القدس المحتلة - محمد أبوفياض
طالب وزير خارجية اسرائيل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الايطالي، بحث امكان انضمام اسرائيل الى الاتحاد الاوروبي خلال محادثة هاتفية بينهما.
وتوجهت اسرائيل بطلب الى ايطاليا لبحث امكان العمل على ضمها الى الاتحاد الاوروبي، وذكرت المصادر الاسرائيلية ان وزير الخارجية الجديد في حكومة شارون المؤقتة، نتنياهو كان قد قدم هذا الطلب الى رئيس الوزراء الايطالي خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما اثر تولي نتنياهو مهمات منصبه الجديد.
وكان مكتب الخارجية الاسرائيلية قد نشر بيانا جاء فيه ان نتنياهو «اكد في احاديثه مع عدد من الزعماء والمسئولين في العالم خلال الايام القليلة الماضية أنه لا ينوي ادخال تغيرات على السياسية الخارجية خلال الفترة القصيرة المتبقية حتى الانتخابات العامة المقبلة».
يذكر ان وزير الخارجية الاسرائيلية الجديد، كان قد استبعد وفي اول تصريح ادلى به بعد تسلمه منصب وزير الخارجية، التزام الحكومة بخطة الطريق الاميركية لحل الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، زاعما انها ليست مطروحة على جدول الاعمال بسبب احتمال اندلاع حرب ضد العراق؟!
وقال انه سيولي اهتمامه للاعلام الاسرائيلي في الخارج، مؤكدا انه ينوي العمل على جبهتين في آن واحد: القيام بمهماته كوزير للخارجية والمنافسة على رئاسة الليكود
العدد 65 - السبت 09 نوفمبر 2002م الموافق 04 رمضان 1423هـ