العدد 5319 - الخميس 30 مارس 2017م الموافق 02 رجب 1438هـ

لندن تحاول تقليص الجدال حول الأمن في إطار إجراءات «بريكست»

ما كادت عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي أن تبدأ، حتى اضطرت المملكة المتحدة أمس الخميس (30 مارس/ آذار 2017) إلى التقليل من حجم أول جدال تسببت به، مؤكدةً أنها لا تربط مشاركتها في أمن الاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى اتفاق اقتصادي مؤات.

وفي رسالة الخروج التي وجهتها أمس الأول إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، وضعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على ما يبدو استمرار التعاون على الصعيد الأمني في ميزان المفاوضات.

وكتبت «فيما يواجه الأمن في أوروبا اليوم ضعفاً لم يعرفه منذ نهاية الحرب الباردة، سيكون إضعاف تعاوننا من أجل رفاهية مواطنينا وحمايتهم خطأ مكلفاً».

ولم يستسغ غي فرهوفشتات، المرجع في البرلمان الأوروبي لمفاوضات بريكست، هذا التهديد المبطن.

وهذا ما شددت عليه أيضاً الصحف البريطانية على صدر صفحاتها الأولى.

وحاول وزير بريكست ديفيد دافيس صباح أمس أن يلجم الجدال، فأكد أن كلام ماي «لم يكن تهديداً» بل «حجة للتوصل إلى اتفاق».

وشدد على القول إن المملكة المتحدة لن تبقى في غياب اتفاق عضواً في الإنتربول الذي يسهل تبادل المعلومات بين أجهزة الشرطة الوطنية.

وحرصاً منها على طمأنة حلفائها الأوروبيين حول النوايا البريطانية الحسنة، كتبت رئيسة الوزراء البريطانية أمس مقالة نشرتها سبع صحف أوروبية وكررت فيها الأمور الأساسية في الرسالة الرسمية للخروج من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة الإرادة البريطانية بالبقاء عنصراً فعالاً وازناً في أوروبا.

في هذه الأثناء، نشرت لندن ابتداءً من أمس الكتاب الأبيض لمشروع قانون بعنوان «الإلغاء الكبير» من أجل إلغاء مادة من القانون تعود إلى 1972 وأتاحت دمج التشريع الأوروبي في القانون البريطاني.

والهدف من مشروع القانون الجديد هو تحويل هذه التشريعات الأوروبية إلى قوانين محلية والاحتفاظ بالقوانين المفيدة منها مع إلغاء الباقي.

في الوقت نفسه، لن تكون مفاوضات الخروج مع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أسهل.

فقد أعلنت ماي أنها تريد توقيع «شراكة وثيقة وخاصة تشمل تعاوناً اقتصادياً وأمنياً». كما طالبت بأن تتم مفاوضات بريكست بالتوازي مع الاتفاق الجديد الذي سيربط بين بلادها والاتحاد الأوروبي.

إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضت الطلب وشددت قبل كل شيء على «ضرورة توضيح كيفية فك» الروابط التي نسجت على مدى 44 عاماً.

ودعت ميركل إلى وحدة أوروبا والاتحاد الأوروبي وإلى تحمل المزيد من المسئولية الإنسانية بعد تقديم بريطانيا طلب الخروج من الاتحاد الأوروبي رسمياً.

وقالت ميركل أمس خلال لقاء مع حزب الشعب الأوروبي في مالطا: «مصيرنا يتحدد مرة واحدة فيما يتعلق بالطريقة التي نتعامل من خلالها مع الدول المجاورة لنا في إطار قيمنا، والطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض، وفيما إذا ما كنا حقاً نشكل وحدة أم لا».

وأكدت المستشارة أنه يمكن لأوروبا بشكل مشترك القيام بأشياء أكبر مما يمكن لكل دولة القيام بها لنفسها على حدة.

وأشارت ميركل إلى أنه تم ارتكاب أخطاء في الاتحاد الأوروبي أيضاً، وقالت: «لم نفكر على نحو كاف بشأن الحدود الخارجية وبشأن جوارنا»، مؤكدة أن أوروبا لديها مسئولية إنسانية.

العدد 5319 - الخميس 30 مارس 2017م الموافق 02 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً