العدد 5332 - الأربعاء 12 أبريل 2017م الموافق 15 رجب 1438هـ

تاريخ حافل لرياضة السيارات في مملكة البحرين

الدولة الأعرق خليجياً في هذه الرياضة

تعتبر مملكة البحرين أول بلد خليجي تمارس على أرضه رياضة السيارات، فقد أسس محبو هذه الرياضة أول نادٍ لرياضة السيارات في المنطقة وذلك في الخمسينات من القرن الماضي، وفي عقد السبعينات أصبحت البحرين تستضيف بشكل منظم السباقات الدولية المنوعة من سباقات السرعة والاوتو كروس مروراً بالراليات وسباقات التحمل الخاصة بالكارتنغ، لهذا فإنه من الأهمية التذكير بإرث المملكة على صعيد الرياضة الميكانيكية.

وقد كانت البحرين أول دولة خليجية تأسس فيها نادٍ أو اتحاد خاص بالسيارات علي يد مجموعة من الشباب البحريني والإنجليزي في العام 1952. وما إن شارف العقد على الانتهاء حتى تمّ تنظيم أول سباق حقيقي للسيارات والذي عرف مشاركة عدد كبير من محبي هذه الرياضة لمثل هذا النوع من السباقات.

وكان العام 1953 من أهم المحطات التاريخية في رياضة السيارات في البحرين، بعدما حصل النادي على عضوية نادي السيارات الملكي البريطاني (أر أيه سي)، إضافةً إلى عضوية الاتحاد الفرنسي السياحي العام 1957.

وفي العام 1966 تم تنظيم سباق تسلق الهضبة الذي اعتبر أكثر السباقات نجاحاً آنذاك، بحيث عرف مشاركة 55 سائقاً توزعوا على 7 فئات مختلفة. وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1968 وبحضور المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أقيم السباق النهائي للعربات الصغيرة التي تُعرف أيضاً بـ»عربات الصابون». وجرى السباق الأول من نوعه في الجزيرة واشتمل على 21 جولة، 6 منها للأشبال و14 للكشافة، وذلك برعاية القطاع التجاري الخاص، وتحديداً برعاية مباشرة من زيوت كالتكس وحضره حوالي 500 مشاهد، وكان طول مسار السباق المنحدر نزولاً 300 ياردة وعرضه 10 ياردات، وجرى فرشه بطبقة إسفلتية.

وخلال عقد الستينات شهدت دول العالم هبوطاً في الطلب على السيارات بشكل عام، وتراجع الاهتمام الدولي برياضة السيارات، وهو ما أثّرَ بالفعل على الرياضة في المنطقة.

وكان نادي البحرين للسيارات يسعى بخطط طموحة لبناء مقر خاص به، ولكن نتيجةً للظروف الصعبة التي مرّت بها الرياضة آنذاك ولقلة الإمكانات المادية اللازمة لتمويل المشروع، فإن نشاط النادي تراجع وفتر الحماس الذي عاشته الرياضة في الخمسينات.

وفي العام 1972 أقيم سباق تسلق مرتفع الرفاع الشرقي تحت رعاية شركة بابكو وكالتكس في المنطقة الواقعة شمال شارع عوالي، وعرف مشاركة 56 سيارة توزعت على 7 فئات حسب قوة وسعة كل محرك. وفي 1974 أقيم سباق تسلق هضبة الرفاع بمشاركة 70 سائقاً ارتفع عددهم في العام التالي ليصلوا إلى 85 سائقاً، في وقت عرف الحدث إدخال جهاز اليكتروني حساس قادر على تسجيل الوقت بدقة متناهية بدلاً من ساعة التوقيت اليدوية المستخدمة في سباقات السنوات الماضية.

وفي مطلع العام 1978 وتحديداً في يناير/ كانون الثاني استضافت البحرين أول رالي دولي أقيم على أراضيها، وشكل الجولة الأولى من أصل ثلاث جولات (قطر، الكويت) اشتملت عليهم البطولة، وابتدأ من أمام فندق الخليج في المنامة.

وفي العام التالي نُظمّ رالي البحرين وشكل الجولة الثالثة من بطولة الشرق الأوسط للراليات، كما كان لاهتمام المسئولين دور كبير في إنجاحه، إذ افتتحه المدير العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة حينها الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، لينطلق المشاركون ويتنافسوا فيما بينهم على مسافة قاربت 500 كيلومتراً.

وفي العام التالي حمل الرالي الرقم 2 في البطولة، وأعطى حينها رئيس اتحاد كرة القدم ورئيس اللجنة الأولمبية حينها الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، شارة البدء من أمام فندق هيلتون البحرين، وانتهى الحدث بفوز الفريق الكيني شيكر مهتا.

وفي العام الذي تلاه غابت البطولة لتعود في العام 1982 تحت تسمية جديدة هي بطولة الخليج للراليات، إذ شكّل رالي البحرين أولى جولاتها.

وعرف العام 1984 تنظيم رالي البحرين الدولي الذي كان سبباً وراء انطلاق بطولة الشرق الأوسط للراليات، البطولة التي بقيت منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر البطولة الإقليمية الوحيدة التي تُنظم في منطقتنا وتحظى باعتراف من قبل الاتحاد الدولي للسيارات «فيا»، كما كان هذا الرالي بمثابة نهاية حقبة زمنية حافلة بالنشاطات والإنجازات على صعيد رياضة السيارات البحرينية بعدما توقف تنظيم الراليات الدولية في الجزيرة العربية.

والعودة لم تكن إلا مع إدخال منافسة جديدة ومثيرة لرياضة السيارات في الشرق الأوسط، عُرفت ببطولة تحدّي الصحراء، وحصرت المشاركة في رالياتها بسيارات الدفع الرباعي. وتألفت البطولة خلال عامها الأول من ثلاث جولات أقيمت في كل من الكويت والبحرين والأردن. ونجحت هذه البطولة في جذب اهتمام أبرع سائقي الراليات في المنطقة.

وكان على عشّاق رياضة السيارات البحرينيين انتظار العام 2000 ليشهدوا عودة البحرين للإنضمام من جديد إلى بطولة الشرق الأوسط للراليات، أي بعد غياب دام زهاء الستة عشرة عاماً، والتي تمكّن فيها محمد بن السليم من انتزاع الفوز في رالي البحرين الدولي.

وقد غاب رالي البحرين عن روزنامة بطولة الشرق الأوسط للراليات العام 2003 ليعود من جديد خلال العام التالي، إذ حفل بالكثير من الندية والتشويق، وفي النهاية تمكن الشيخ خالد القاسمي من انتزاع المركز الأول مسجلاً بذلك فوزه الدولي الأول الذي كان سبباً لفوزه في أواخر الموسم بلقب البطولة. وفي العام التالي حقّق القطري ناصر بن صالح العطية انتصاراً بفوزه بالرالي، وكان هذا الرالي الدولي الأخير الذي تمّ تنظيمه.

وفي العام 2004 دخلت مملكة البحرين تاريخ رياضة السيارات من أوسع أبوابه، عندما استضافت في أبريل/ نيسان إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا 1 التي تعتبر قمة رياضة السيارات على ارض حلبة البحرين الدولية، لتكون البحرين بذلك أول دولة شرق أوسطية تنال شرف احتضان إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا 1، وكانت كذلك خطوة أخرى جدية تؤكّد دور مملكة البحرين الرياضي والريادي بعدما انطلقت منها شرارة الرياضة ولتعمّ بعدها الحلبات منطقة الخليج العربي.

العدد 5332 - الأربعاء 12 أبريل 2017م الموافق 15 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً