فئات عمرية متنوعة واتجاهات مختلفة استقطبها معرض “الوسط” للكتب المستخدمة في نسخته الخامسة، والذي اختتم أمس السبت (22 أبريل/ نيسان 2017).

وعبر مرتاديه وزواره، أبان المعرض الاتجاهات الحالية لعدد من القراء البحرينيين، فيما كان السؤال المتكرر “ما الجدوى؟ وما الفائدة؟”.

يبدأ الشاب محمد جعفر سلمان (17 سنة)، الحديث وهو يوضح ما اقتناه من كتب باللغة الإنجليزية، مضيفاً “أنا من عشاق القراءة الورقية، ذات الطقوس الأكثر متعة، أما الفائدة فمن كل كتاب يستفيد المرء، وشخصياً كانت الفائدة منعكسة على نقاشاتي في العرض في المدرسة، والبحث، وأحياناً أبحث عن معلومة فلا أجدها في الكمبيوتر بل في الكتاب”.

أما المواطن جاسم عباس، الذي كان حاضراً بمعية زوجته زهرة، فقد تحدثا كأسرة عن التأثيرات، وقالا: “القراءة تفتح للمرء أبواباً ومعرفة وتوفر له بعداً ثانياً ونظرة ثانية. القراءة حياة، توسع مدارك المرء وتضيف له الكثير، كما تضيف له مبادئ ومعتقدات جديدة في تعامله مع الناس، معارف تنتهي بالتأثير على السلوك”.

وأضافا “بالنسبة لنا، فقراءاتنا في نطاق الأسرة والعلاقات بين الزوجين، وتربية الأطفال، وفي طريقة التعامل مع النفس، وللعلم فإن هدية زواجنا كانت كتاباً من الشيخ الذي عقد قراننا، وهو كتاب يتعلق بالعلاقة الزوجية”.

بدورها، بينت المواطنة رقية أحمد وهي تتحدث بصوت منخفض، إثر القراءة، فقالت: “القراءة تجعلك تسافر إلى عوالم جديدة، وعلى صعيد حياتي الشخصية فقد استفدت كثيراً، وخصوصاً في تربية الأطفال، بحيث إنني توصلت لمفاهيم جديدة، من بينها طريقة التعامل مع الطفل العنيد”، مضيفةً “لدي طفل عنيد جداً وقد استفدت من كتاب عن تربية الأطفال. في السابق كنت أضربه كثيراً والآن اختلف الأمر وأصبح التواصل مع الطفل بشكل كبير وأفضل”.

أما الشاب عمار ياسر خيامي (21 سنة)، فأوضح الأثر بالقول: “كلما قرأت كتاباً اتسعت ثقافتك، وتغيرت نظرتك للحياة، وشخصياً شعرت بذلك وأنا القارئ منذ نحو 5 سنوات. بدأت بالقصص، أما الأثر فيتمثل في تغيير نظرتي للعالم، نتيجة لمعرفة أمور لم أكن على علم بها، والاطلاع على مشاكل حدثت سابقاً”.

وعند الباحث الشيخ إسماعيل كلداري، كانت الوقفة والذي كرر زياته للمعرض 4 مرات طوال أيامه الثلاثة، مبيناً أن مجموع ما اقتناه يبلغ 60 كتاباً تتركز في مجال التاريخ والتراث، ومحورها البحرين.

أما النائب السباق عبدالجليل خليل، فأثنى على ما أبانه معرض “الوسط”، وقال: “كان الحديث سابقاً أن الناس لا تقرأ وقد تحولت للقراءة الإلكترونية لكن من خلال متابعتي لمعارض “الوسط” فإن الناس مازالوا يقرأون، وشخصياً تواجدت في الأيام الثلاثة للمعرض وعلى الدوام كان المعرض مكتظاً والشغف حاضر”.

وبشكل رئيسي يقرأ خليل في السياسة والتاريخ والاقتصاد، على رغم قوله: “أي كتاب يقع في يدي أقرأه، لكن من حيث الأولويات فإن المجالات الثلاثة هي التي تتصدر”.

وعاد التاريخ ليفرض نفسه من جديد، في ظل هيمنته على اهتمامات الباحث علي السلاطنة الذي جاء في اليوم الأخير، ليردد “حين أخرج من التاريخ أدخل في الروايات لكي أرطب (مخي) قليلاً”.

أما المواطن جعفر البري، فقال: “تواجدت طوال الأيام الثلاثة للمعرض، والمجموع نحو 80 كتاباً أو أكثر، أما القراءات فمتنوعة في جميع المجالات في الفلسفة والتاريخ والقرآنيات والتربية”.

وإلى الشابة أمل ميرزا التي كانت الروايات كل مبتغاها. تقول: “أقرأ الروايات الإنجليزية، وهي من تتصدر اهتماماتي تحديداً تلك المتعلقة بالإجرام والمغامرات، إلى جانب الكتب الجامعية الدراسة”.

وفيما كان الإداري في نادي المالكية حسن حسان يقول إن ما يستهويه يتعلق بكتب التفكير والنقد، والدراسات الاجتماعية الحديثة، إلى جانب تخصصه في مجال الرياضة، “المجال المظلوم، حيث الفراغ الكبير في مجال الكتابة للرياضة وخصوصاً في الإدارة الرياضية”، بين صديقه عبدالله الستراوي شغفه بالروايات، والمسرح الذي “يمنحه أبعاداً بسبب تنوعه ويفتح له مجالات أوسع”.

أما الشاب حسين الزاكي، فكان المجال الديني مجاله الرئيسي للقراءة، تحديداً الكتب التي تعنى بالأخلاق وتزكية النفس.

الأمر ذاته كان مع النائب السابق الشيخ جاسم المؤمن، الذي حضر بمعية ابنه محمد باقر، فقال: “قراءاتي في المجال الديني بمختلف تفرعاته، إلى جانب الاهتمام بالتراث بالتاريخ وما يرتبط فيه أيضاً بالجانب الديني، تحديداً تراث علماء البحرين والكتب التي تحدثت تاريخ البحرين، لكن بشكل عام فإن قراءاتي أيضاً عامة”.