العدد 5357 - الأحد 07 مايو 2017م الموافق 11 شعبان 1438هـ

انفانتينو يعيد صياغة النفوذ في عالم كرة القدم

يمضي رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني انفانتينو في إعادة صياغة النفوذ في عالم اللعبة، ويبدو قبل أيام من الجمعية العمومية للاتحاد في البحرين، متحصنا بتعديلات جوهرية أدخلها في ميدان اللعبة الأكثر شعبية.

منذ انتخابه مطلع 2016 خلفا لمواطنه جوزيف بلاتر الذي أنهى الفساد هيمنته لعقود على مقاليد اللعبة، لم يفشل أي مرشح لمنصب كبير دعمه انفانتينو، من رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، الى رئيس الاتحاد الافريقي أحمد أحمد، المرشح المغمور من مدغشقر الذي أنهى حكما امتد 29 عاما للكاميروني عيسى حياتو.

ويقول أحد المقربين من إنفانتيو ان الأخير "يتعرض لانتقادات على خلفية دعمه لأحمد، والذين يتهمونه بالتدخل في الانتخابات هم الأشخاص نفسهم الذين كانوا ينتقدون حكم حياتو".

يضيف "هذه الانتقادات غير عادلة لأنه يجب النظر الى ما قام به (انفانتينو) خلال عام كامل"، لاسيما خطواته لتنظيف سجل الاتحاد الدولي من أزمة الفساد التي تعصف به منذ العام 2015.

في 11 مايو/ أيار، سيكون انفانتينو على رأس كونغرس الاتحاد الدولي في المنامة التي تستضيف أيضا بدءا من اليوم الاثنين (8 مايو/ أيار 2017)، كونغرس الاتحاد الآسيوي للعبة.

ومنذ توليه مسئولياته، أقدم السويسري الذي كان بمثابة اليد اليمنى للرئيس السابق للاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني، على سلسلة خطوات ذات أهمية، مثل تعيين السنغالية فاطمة سامورا أمينة عامة للفيفا، في سابقة تولي امرأة هذا المنصب، أو الدفع باتجاه زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم الى 46 بدءا من مونديال 2026.

على رأس الاتحادات القارية، بدأت الوجوه تتبدل وتميل لصالح إنفانتينو، من دون ان يقتصر الأمر على تشيفيرين وأحمد.

فالكندي فيكتور مونتاغلياني رئيس الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) كان من الداعمين لوصول انفانتينو الى رئاسة الفيفا، ويتوقع خلال كونغرس المنامة ان يمهد الاتحاد الدولي الأرضية لامكان منح مونديال 2026 الى كندا والولايات المتحدة والمكسيك، التي سبق لها إعلان تقدمها بملف مشترك لهذا الغرض.

وفي أميركا الجنوبية، لا يخفى دعم انفانتينو لرئيس اتحادها القاري (كومنبول) أليخاندور دومينغيز.

ويقول مسئول سابق في الاتحاد الدولي ان انفانتينو الذي انتخب بشكل رئيسي على أساس برنامجه لمكافحة الفساد، "يدير الفيفا بطرق بلاتر: تقديم الوعود. الفارق الوحيد هو أنه قضى على كل معارضة".

 

"مستبد"

وتعتبر مصادر متابعة لعمل انفانتينو في الاتحاد الأوروبي (ويفا) حيث تولى منصب الأمين العام، انه أداره "بطريقة مستبدة جدا"، وانه يعمل على إحاطة نفسه بمسؤولين أوفياء له لتثبيت حكمه في الفيفا.

وباتت مواقع قيادية في الفيفا حاليا يشغلها أشخاص عملوا مع انفانتينو في الاتحاد الأوروبي، مثل المدير التجاري فيليب لو فلوك، وكيل السلامة السابق في الويفا أورس كلوسر الذي أصبح مسؤولا في مكتب سامورا، والأمين العام السابق للجنة الانضباط فيرون موسنغو أومبا الذي أصبح المدير الجديد للتطوير في أفريقيا والكاريبي.

كما تدور اسئلة عن دعم انفانتينو لأشخاص على حساب آخرين. فعلى سبيل المثال، يسود اعتقاد في عالم كرة القدم ان أحمد أحمد حظي بدعم السويسري، ردا على دعم حياتو للشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة في انتخابات الفيفا بمواجهة انفانتينو.

واعتبر الأخير بعيد انتخاب أحمد، ان "الاتحاد الافريقي كان يتعين عليه تقرير ما يرغب به للمستقبل والافارقة صوتوا من أجل التغيير".

كما تدور تلميحات في أروقة الفيفا الى خروج قريب لمسؤولين في لجنة الأخلاق المستقلة، ما يتيح لانفانتينو تعزيز نفوذه بشكل إضافي.

ويوضح مسئول سابق ثان في الفيفا ان ما يحدث حاليا "هو كونفدرالية الفيفا"، وذلك من خلال منح نفوذ أوسع لاتحادات وأشخاص بهدف "القضاء على كل معارضة في مجلس الاتحاد الدولي"، والذي كان يعرف سابقا باسم اللجنة التنفيذية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً