العدد 89 - الثلثاء 03 ديسمبر 2002م الموافق 28 رمضان 1423هـ

اكتشاف مؤشرات نشوء غابة بعيد انقراض الدينصورات

أعلن علماء يجرون حفريات في منطقة جنوبي دنفر أنهم اكتشفوا مؤشرات غابة مطرية كثيفة يبدو أنها نشأت بعد وقت قصير على نحو مفاجئ بعد الاصطدام النجيمي بالأرض الذي أدى إلى انقراض الدينصورات قبل 65 مليون سنة.

إن الحجريات المكتشفة العائدة إلى أكثر من 100 نوع من الأشجار الصنوبرية الباسقة والحشائش تتحدى الفرضية السائدة بين العلماء منذ مدة طويلة بأن الكرة الأرضية التي أصبحت جرداء نتيجة لكارثة التصادم بالجسم القادم من الفضاء احتاجت إلى أكثر من عشرة ملايين سنة لكي تستعيد عافيتها، وتنمي عددا من النباتات التعيسة مدة طويلة.

ويوحي الاكتشاف بأن الحياة النباتية، على هذه المنطقة السهلية القاحلة على الأقل - كانت مزدهرة بعد 1,4 مليون سنة فقط من الكارثة. ويبلغ قطر جذوع بعض الأشجار 1,8 متر.

وقال كيرك جونسون عميد الحجريات في متحف جنفر للتاريخ الطبيعي، ان الغابات لمم تستعد عافيتها فحسب، بل «جن جنونها». جونسون نشر استنتاجاته في مجلة Science.

وقال العلماء ان الأحافير التي تم العثور عليها قد تكون أقدم نموذج لغابة مطرية استوائية حقيقية. وقال خبراء نباتات آخرون لم يشاركوا في الدراسة أن الاكتشاف لم يكن متوقعا.

وفي حين أن وجود موقع واحد كهذا لا يستطيع أن يفسر وجود الحياة النباتية في العالم خلال تلك المرحلة المضطربة، قال خبراء إن الاحافير التي عثر عليها في كاسل روك تجبرهم على إعادة النظر بالمرحلة الحياتية التي عقبت انقراض الدينصورات والتي تعرف بالحقبة الباليوسينية الدنيا.

وقال ليو هيكي عميد علوم الأحافير في متحف بيبادي في جامعة يال: «لا اعتقد أن هذه تعود إلى المرحلة الباليوسينية المبكرة إلى هذا الحد. إن الحياة النباتية التي تتسم بهذا التنوع والغنى شيء مثير للغاية».

وقال جونسون وزميلته بيث اليس التي تعمل في متحف دنفر ان مقارنة الأحافير لما قبل وبعد الاصطدام بالنجيمة تشير إلى أن الغابة ليست متبقية من أيام الدينصوات بل إنها نبتت في وقت لاحق.

وقال جونسون أيضا ان النباتات التي نمت هناك ليست من أنواع الأشجار نفسها التي نمت خلال المرحلة التي سبقت الاصطدام، بل إنها أكثر قربا من النباتات الأخرى التي نمت عادة خلال الحقبة الباليوسينية.

وقد كانت الغابة المطرية القديمة أكثر كثافة من بعض المواقع الاستوائية الحالية. وقد تعرف باحثون تابعون للمتاحف على 104 فصائل نباتية على الأقل في موقع كاسل روك. وبالمقارنة فإن الكثير من مواقع الابحات العصرية في البرازيل تضم 40 إلى 60 فصيلة نباتية. وثمة موقع في البيرو يضم 293 نوعا.

وليس واضحا كيف نمت غابة مطرية في الموقع. ويعتقد جونسون أن غابة كاسل روك تغذت من الاجواء الرطبة الحارة التي تشبه اجواء فلوريدا ومن الامطار التي بلغ متوسطها 100 بوصة ربما كانت تحملها أمطار موسمية كانت تنشأ في منطقة هي اليوم خليج المكسيك - ولكنها كانت أوسع - وبحر قديم كان يغطي المنطقة الشمالية للسهول الكبرى الحالية.

وقد اكتشف عامل بناء طرق الموقع الحالي في العام 1994. ومن المقرر أن يتم تدمير الموقع في وقت لاحق من هذه السنة في إطار أشغال توسيع الطرقات

العدد 89 - الثلثاء 03 ديسمبر 2002م الموافق 28 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً