العدد 5366 - الثلثاء 16 مايو 2017م الموافق 20 شعبان 1438هـ

ما يبين في عيون زوجتي!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

يتحدث بعض الرجال عن أن كل ما يقمن بعمله من أجل زوجاتهم، «ما يبين في عيونهم»، كما يقال بلهجتنا الدارجة، لأنهن دائماً ما ينسين عطاء أزواجهن عند أول مشكلة أو خلاف، فيقلن له كلمات جارحة من قبيل، «ما شفت منك إلا الهم»، أو يتهمنه بالبخل أو عدم الانفاق، وهو ما يؤدي بحسب الرجال إلى أن يصل الرجل إلى قناعة بأنه إذا ما أعطى أو منع فإن النتيجة واحدة، وهي النكران وعدم الاعتراف بما يقدمه الرجل!

في هذا الموضوع بالذات هناك زوايا عدة يمكن الحديث عنها، الزاوية الأولى، هي أن زوجاتنا العزيزات لسن كذلك مطلقاً، بل هن يقدرن كل عطاءاتنا وتعبنا من أجلهن، والموضوع يحتاج أحياناً لأن نسأل أنفسنا، هل نحن كرجال نقدم لهن ما يردنه هن أو ما نريده نحن لهن؟ فكثير منا نحن الرجال يبذل الكثير ويقدم الهدايا في كل مناسبة لزوجاتهم، ولكنه يقدم ما يريده هو، لا ما تريده هي، وبالتالي فإن كثرة الهدايا والعطاء هنا، لا يحمل الكثير من العاطفة، بقدر ما يحمل «براءة الذمة»، من الرجل تجاه زوجاتهم بأنهم يقدمون ويعطون ويهدون، وكأن ذلك أحد الواجبات الروتينية التي يجب على الرجل تأديتها، بينما المرأة لا تنظر إلى العطاء في حد ذاته، بقدر ما تنظر إلى المدلول العاطفي المرافق لكل ذلك، لذلك فإن وردة حمراء ندية قد تدخل البهجة على المرأة، أكثر ما قد تحمله هدية باهظة الثمن، حينما تكون تلك الوردة معطرة بمشاعر حب صادقة وعواطف جميلة تتلمسها المرأة.

الزاوية الثانية، وهي أن علينا كرجال أن ندرك أن المرأة كائن عاطفي إلى أبعد درجة، لذلك فإنها في بعض الأحيان عندما تمر بمشكلة ما مع زوجها، فإنها تتأثر بشكل عاطفي كبير، وهذا الأمر هو الذي يدفعها أحياناً لأن تقول كلمة ما قد يستشف منها الرجل أنها لا تقدر عطاءه، فهي قد تسارع بإطلاق بعض العموميات بسبب حدث بسيط، من باب التنفيس عن الضغط العاطفي الذي يصيبها، وليس أكثر من ذلك، وعلينا نحن الرجال ألا نصاب بالضيق كثيراً إذا ما سمعنا مرة كلاماً بهذا المؤدى أو فيه بعض العموميات والاطلاقات، لأنهن سرعان ما يندمن على كلامهن أو تصرفاتهن الجارحة حين تهدأ نفوسهن وعواطفهن، وبالمناسبة فإننا نحن الرجال نقوم بذات الأمر أحياناً، وإن كان أغلبنا لا يتحدث به علناً مع زوجته، إلا أنه في داخله قد يفكر بذات الطريقة، لذلك فإن معرفتنا بطريقة تفكير المرأة وتفهمنا لما يمررن به أحياناً من ضغط نفسي، يدفعنا لأن لا نهول الكثير من الكلام والتصرفات، ولا نحمل الأمور أكثر ما تحتمل.

الزاوية الثالثة، موجهة إلى المرأة، وهي أن عليها أن تحفز زوجها على العطاء دائماً، بكلمات المدح والثناء والإطراء على كرمه، حتى وإن كان مُقِلّاً، لأن ذلك يدفعه لا شعورياً إلى بذل المزيد، ويعطيه شعوراً جميلاً بأن عطاءه مقدر ومشكور حتى ولو كان هذا العطاء بسيطاً أو رمزياً.

وأخيراً تذكروا دائماً أيها الرجال أننا نملك وروداً جميلة تحتاج منا دائماً إلى ريها بماء الحب والعطاء والتغافل والصدق والعاطفة، وزوجاتنا العزيزات يستحقن منا دائماً كل ما هو جميل.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 5366 - الثلثاء 16 مايو 2017م الموافق 20 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:36 ص

      لو عاكس الموضوع ما يبين في عيون الرجال شي جان صار اقوى

    • زائر 8 | 1:05 م

      كلمة أحبك تدخل في قلب المرأة المحبة والمودة.

    • زائر 7 | 9:00 ص

      الهدية خسارة

    • زائر 6 | 8:55 ص

      34سنة متزوج ادلعها و أقول لها جاني او جانو (يعني عمري) ولا مره قالت لي نفس الشي بنت ال.....

    • زائر 4 | 4:53 ص

      الزوجة لو تولع اصابعك وتخليها شموع اليها ما يبين في عيونها ...ما طلعنا وما تشتري لينا والجهال ما عدهم ثياب وووو ياالله لمساعد رب العالمين

    • زائر 5 زائر 4 | 8:02 ص

      لعنة على الزواج و ساعته

    • زائر 2 | 1:51 ص

      كلام جميل ولكن ....
      رغم الثناء والإطراء على زوجي في أبسط الأمور إلا أنه لم يحدث قط أن قدم لي هدية في أي مناسبة من المناسبات .. حتى في عيد ميلادي .. رغم أني أغدق عليه الكثير من الهدايا .. لا أدري هل هذا بخل منه أم لأنه لا يحمل عاطفة تجاهي !!!

اقرأ ايضاً