قالت شركة كامكو للاستثمار، في تقرير صادر عنها حول أداء أسواق النفط العالمية خلال شهر مايو/ أيار 2017: «عاودت أسعار النفط تداولاتها في نفس مستوى منتصف 40 دولار للبرميل بعد أن تعمقت المخاوف المتعلقة بعوامل كفتي العرض والطلب، كما عمًق تدهور وضع السلع العالمية. فعلى جانب العرض، استمر نمو انتاج النفط الصخري الأمريكي خلال أبريل/ نيسان 2017 وتخطي معدل الإنتاج مستوى 9 مليون برميل يومياً. وقد دعم تلك الزيادة ارتفاع الإنتاج في كل من كندا وليبيا، وخصوصاً تلك الأخيرة خلال مايو 2017. بالإضافة إلى ذلك، فإنه على صعيد رفع الانتاج، تشير أحدث البيانات الصادرة عن بيكر هيوز إلى ارتفاع عدد منصات الحفر الأمريكية على مدى 17 أسبوع متتالية، فيما يعد أطول فترة زمنية لمواصلة ارتفاع عدد المنصات منذ العام 2011».

وأضافت الشركة في تقريرها «على الرغم من استمرار انخفاض المعروض النفطي لأعضاء الأوبك على خلفية اتفاقية تخفيض الإنتاج الحالية، إلا ان هناك تقارير بشأن عدم التزام بعض الأعضاء، الأمر الذي أدى إلى تراجع المستوى الإجمالي للالتزام إلى 90 في المئة في أبريل 2017 مقابل 92 في المئة في مارس/ آذار 2017 وفقاً لرويترز. حيث تراجع متوسط انتاج الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك بمعدل 40 ألف برميل يومياً وبلغ 31.895 مليون برميل يومياً خلال أبريل 2017 نتيجة لتراجع إنتاج ليبيا، في حين أدى ارتفاع الإنتاج، وخاصة من جانب نيجيريا، إلى معادلة هذا الارتفاع على أساس شهري».

وأما على صعيد الطلب، أشارت الشركة إلى أن «هناك أنباء عن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين والذي يتوقع له أن يؤثر على مستوى الطلب على النفط في البلاد. ومن المرجح أن يتراجع استيراد الصين من النفط مستقبلياً على خلفية قانون جديد يحذر من استيراد النفط عبر المصافي الصغرى. بالإضافة إلى ذلك، هناك تراجع في واردات شهر أبريل 2017 على أساس سنوي نتيجة لأعمال الصيانة الموسمية للمصافي. إلا انه على الجانب الإيجابي يتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في أوروبا بفضل تحسن الاقتصاد الذي شهد ارتفاع مبيعات السيارات على مدى الأشهر القليلة الماضية. من جهة أخرى، شهد طلب الهند على النفط ارتفاعاً قوياً بنسبة 3.3 في المئة خلال أبريل 2017 بعد ان سجل تراجعاً متواصلاً على مدى الثلاثة أشهر الماضية».

وتابع التقرير «في الوقت ذاته، أعلنت الأوبك عن توصلها لتوافق جماعي لمد اتفاقية تخفيض الإنتاج الحالية، على الرغم من انه كانت هناك شكوكاً مبدئية عند بدأ المباحثات بنهاية أبريل 2017. وقد قام وزيري النفط العراقي والجزائري بإذاعة تلك الأنباء وذكرا ان إعلان الأوبك رسمياً سيتم خلال اجتماعها المقبل في وقت لاحق من هذا الشهر. كما اشارت كلا من السعودية وروسيا إلى موافقتهما علي تمديد الاتفاقية».

وتعتقد أبحاث كامكو أن «الشروط التي تم الاتفاق عليها مبدئياً في اتفاقية تخفيض الإنتاج الحالية سوف يطرأ عليها تعديلات وأن الأعضاء الذين تم اعفائهم من الالتزام سيتم الضغط عليهم للانضمام للاتفاقية الجديدة لزيادة خفض الإنتاج. وسوف يؤدي ذلك إلى مزيداً من تخفيض الإنتاج مقارنة بالاتفاقية الحالية بهدف سحب تخمة المعروض في القطاع النفطي بالإضافة إلى التخفيف من حدة تأثير زيادة إنتاج ليبيا ونيجيريا. ونرى ان الأعضاء المعفيين إما ان ينضموا لاتفاقية تخفيض الانتاج في يونيو/ حزيران 2017، وهو احتمال ضعيف، او قد يقوموا بالتفاوض على اتفاق يخولهم الانضمام بعد أن يصلوا الى مستوى إنتاج محدد مسبقاً».

ووفقاً لبيانات وكالة بلومبرغ، «واصل انتاج النفط للدول الأعضاء بمنظمة الأوبك تراجعه وبلغ أدنى مستوياته منذ 23 شهر وصولاً إلى مستوى 31.895 مليون برميل يومياً في أبريل 2017 بعد ان تراجع بمعدل 40 ألف برميل يومياً مقارنة بمستويات شهر مارس 2017. هذا ولم يطرأ أي تغير يذكر على انتاج السعودية خلال الشهر واستقر عند مستوى 9.95 مليون برميل يومياً، في حين قام الخمسة أعضاء الآخرين بتخفيض انتاجهم بحوالي 155 ألف برميل يومياً. كما أشارات مصادر ثانوية للأوبك إلى تراجع الإنتاج في أبريل 2017، وإن كان بمعدل اقل بلغ 18 ألف برميل يومياً مقارنة بمتوسط انتاج الشهر السابق بعد ان رفعت أنجولا انتاجها بحوالي 0.1 مليون برميل يومياً خلال الشهر. وأشارت الأوبك في تقريرها الشهري إلى ارتفاع معدل نمو انتاج الدول غير الأعضاء بنسبة عالية بلغت 64 في المئة فيما يعزى في الأساس إلى زيادة إمدادات النفط الصخري الأمريكي. ووفقاً للتقرير، يتوقع ان يرتفع انتاج الدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك بمعدل 0.95 مليون برميل يومياً في العام 2017 مقابل توقعات سابقة بنحو 0.58 مليون برميل يومياً.

من جهة أخرى، تم مراجعة الطلب العالمي على النفط للعام 2016 ورفعه بمعدل 65 ألف برميل يومياً ليعكس البيانات الصادرة عن الدول الأوربية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وفقاً لأحدث الأرقام المتاحة. وقد ارتفع مستوى الطلب لتلك المنطقة على خلفية تراجع أسعار النفط بالإضافة إلى تحسن الأوضاع الاقتصادية ومبيعات السيارات الإيجابية وبرودة الطقس. كما تم رفع الطلب من دول آسيا الأخرى بمعدل 0.03 مليون برميل يومياً في أحدث التقارير في حين تم تخفيض الطلب من الأمريكيتين بنحو 0.05 مليون برميل يومياً. وفي ظل التغيرات المذكورة اعلاه، يتوقع ان تصل معدلات نمو 2016 إلى 1.44 مليون برميل يومياً ليصل متوسط الطلب اليومي إلى 95.12 مليون برميل يومياً. في الوقت ذاته، تم الإبقاء على توقعات الطلب للعام 2017 عند مستوى 96.38 مليون برميل يومياً، مرتفعاً بنسبة 1.27 مليون برميل يومياً مقارنة بالعام 2016. كما تم مراجعة بيانات الطلب على النفط للربع الأول من العام 2017 لمنطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وتخفيضها بواقع 12 ألف برميل يومياً للعام 2017 بسبب تراجع الطلب أكثر مما كان متوقعاً للدول التابعة للمنظمة في الأميركتين إثر تراجع الطلب على الجازولين. وقد تم معادلة هذا التراجع برفع بيانات الطلب للربع الأول للعام 2017 للدول الأوربية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل 50 ألف برميل يومياً نتيجة لأوضاع الطقس التي أدت لزيادة الطلب على النفط.

كما تم تعديل توقعات المعروض النفطي للدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك عن العام 2016 وتخفيضه بمعدل 18 ألف برميل يومياً على أثر مراجعة البيانات التاريخية لإنتاج روسيا خلال الربع الأخير من العام 2016. حيث يتوقع الآن ان يبلغ المعروض النفطي للدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك للعام 2016 في المتوسط 57.30 مليون برميل يومياً، متراجعاً بمعدل 0.71 مليون برميل يومياً مقارنة بالعام السابق. وعلى النقيض، تم تعديل توقعات نمو المعروض النفطي للدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك للعام 2017 ورفعها بمعدل 0.36 مليون برميل يومياً لتصل في المتوسط إلى 58.25 مليون برميل يومياً بما يشير إلى نمو بمعدل 0.95 مليون برميل يومياً. وقد طرأت التغيرات بصفة أساسية لبيانات الطلب من الولايات المتحدة. ووفقاً لأحدث البيانات الشهرية، تراجع المعروض النفطي العالمي بمعدل 0.41 مليون برميل يومياً في أبريل 2017 مقارنة بمارس 2017 ليصل في المتوسط إلى 95.81 مليون برميل يومياً على الرغم من ارتفاع الإنتاج بمعدل 0.83 مليون برميل يومياً عن العام السابق وارتفاعه بمعدل 363 ألف برميل يومياً على أساس سنوي في الربع الأول من العام 2017.