أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني صباح أمس على ارتكاب مجزرة جديدة عندما قتلت عشرة فلسطينيين من سكان مخيم البريج للاجئين في قطاع غزة أثناء توغل الدبابات الاسرائيلية تدعمها طائرات مروحية في المخيم بهدف هدم منزلين.
وقال سكان المخيم ان ثلاثة فلسطينيين على الأقل قتلوا حين اطلقت طائرة مروحية اسرائيلية صاروخا على احد الشوارع. بينما اعلن الجيش الاسرائيلي ان قواته قوبلت بمقاومة عنيفة خلال عملية الاقتحام التي دامت ثلاث ساعات. وأعلن عن عزمه اقتلاع ناشطين شنوا هجمات على قواته طوال اكثر من عامين من الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وذكر السكان ان المسلحين اشتبكوا مع الجنود الاسرائيليين الا ان سبعة من القتلى العشرة هم مدنيون ومن بينهم امرأة، مضيفين ان اثنين من بين القتلى من رجال الشرطة الفلسطينية المكلفة بالدفاع عن المخيم. ووصف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الغارة على مخيم البريج بأنها «مذبحة جديدة».
وقال ان ما حدث «هو استمرار للمذابح ضد الشعب الفلسطيني». وقال شهود فلسطينيون ان 25 دبابة اسرائيلية تعززها بضع طائرات مروحية اقتحمت المخيم وهي تطلق نيرانها وان مسلحين فلسطينيين ردوا على النيران.
واضاف الشهود ان القوات الاسرائيلية نسفت منزلا لناشط فلسطيني وان قذيفة اطلقتها احدى الدبابات أخطأت منزلا وتطايرت شظاياها واصابت خمسة بجروح.
-------------------------------------------------------------------------------
استشهاد عشرة فلسطينيين في عملية اقتحام إسرائيلي لمخيم البريج في غزة
الفلسطينيون يصفون العملية بـ«المجزرة ضد أبرياء»
الأراضي المحتلة - الوسط - وكالات
خرج نحو مئة ألف فلسطيني في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة لتشييع عشرة قتلى سقطو اخلال عملية اجتياح جديدة نفذها الجيش الإسرائيلي أمس وهو ما وصفه الرئيس الفلسطيني بالجريمة الإسرائيلية الجديدة.
وكان عشرة فلسطينيين بينهم امرأة قد قتلوا وجرح نحو عشرين آخرين في عملية اجتياح نفذتها طائرات ودبابات إسرائيلية على مخيم للاجئين وسط قطاع غزة، استمرت أربع ساعات.
وهدم الجيش الإسرائيلي منزلين يعودان لناشطين من حركة حماس وكتائب المقاومة الشعبية، كما داهم منزل عائلة فدائي من حركة الجهاد الإسلامي قضى خلال عملية نوعية استهدفت تفجير زورق إسرائيلي شمال قطاع غزة قبل أسبوعين.
ورفع سكان المخيم نعوش عشرة فلسطينيين معظمهم من رجال المقاومة الفلسطينية، مرددين شعارات «الموت لإسرائيل» وموجهين هتافاتهم ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون بالقول «الموت لشارون» و«يا شارون أسمع الشعب الفلسطيني مش رح يركع».
ودعا المشيعون الذين ساروا من جامع العودة وسط المخيم ليطوفوا الشوارع والأزقة، كافة فصائل التنظيمات الفلسطينية إلى الثأر.
وقال أحد الملثمين عبر مكبرات الصوت، «الثأر الثأر يا قسام... الثأر الثأر يا سرايا... وين المقاومة وين؟».
وقال الدكتور أحمد رباح مدير مستشفى شهداء الاقصى «إن أربعة فلسطينيين وصلوا إلى المستشفى جثثا هامدة وبعد نصف ساعة تقريبا وصل ثلاثة شهداء آخرين وقد تحولت أجسادهم إلى أشلاء».
وتابع إن شهيدين آخرين أصيبا بجراح خطيرة توفيا خلال نقلهما إلى المستشفى.
وكانت أكثر من 40 دبابة وآلية عسكرية إسرائيلية اقتحمت عند الساعة الثالثة فجر أمس مدعومة بطائرات من نوع أبا تشي أميركية الصنع مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين من الناحية الشرقية تحت وابل كثيف من القذائف والرشاشات الثقيلة.
وأوضح الطبيب رباح أن الشهداء قتلوا في وقت واحد على ما يبدو «بقذائف صاروخية من دبابات أو طائرات إسرائيلية» غير انهم وصلوا إلى المستشفى على فترات زمنية مختلفة.
وقال مسعفون فلسطينيون وشهود عيان إن ثلاث طائرات إسرائيلية حلقت على مستوى منخفض، «وأطلقت نيران أسلحتها الثقيلة باتجاه عدد من البيوت». وأكدت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال لاقت مقاومة شديدة من قبل رجال المقاومة المسلحة وعلت من المساجد نداءات تحث الفلسطينيين على المقاومة، وقوبل ذلك بإطلاق المروحيات صواريخها وفتح نيران رشاشاتها الثقيلة صوب المواطنين ومنازلهم، وتزامن ذلك مع إطلاق الدبابات لعشرات القذائف التي سقط عدد منها على المواطنين وهم في منازلهم وهو ما دلل عليه عدد الجرحى والشهداء الذين كانوا من عائلة واحدة.
وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن العملية استهدفت الناشط أيمن شيشنة وقد دمر منزله واعتقل أحد اخوته.
ووصف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المجزرة بجريمة جديدة تأتي ضمن «خطة الدفاع الهجوم» التي أعلن عنها وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز اخيرا.
وقال عرفات للصحافيين في مقره المدمر في رام الله، بعد اجتماعه في مقره مع وفد ديني مسيحي - إسلامي: «إن ما تم الإعلان عنه من قبلهم ليس سوى الاستمرار في التصعيد العسكري ضد أبناء، وهذه جريمة جديدة كما حدث في بيت لحم وجنين والخليل وطولكرم ونابلس وخانيونس ورفح وما حدث في البريج هو استمرار للخطة التي أعلن عنها موفاز شخصيا التي سماها خطة الدفاع الهجومي». وعلق السيد نبيل أبو ردينة، مستشار رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، على عملية الجيش الإسرائيلي في مخيم البريج، بالقول:إن العملية هي مجزرة ضد أبرياء، ودعا الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي إلى التدخل وحماية الفلسطينيين.
وعقب المجزرة دعت القيادة الفلسطينية أمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان إلى اتخاذ موقف دولي باسم الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتأمين الحماية للاجئين الفلسطينيين الذين يتعرضون للموت والاغتيال على يد جيش الاحتلال وهم المدنيون العزل من كل سلاح.
وقالت إنها تضع تفاصيل هذه المجزرة بحق اللاجئين الفلسطينيين أمام الأسرة الدولية وأمام اللجنة الرباعية لتقول كلمتها فيها واما شعبنا الفلسطيني فليس أمامه غير الصمود والمزيد من الصمود والمثابرة والرباط في أرض المقدس.
وتزامنت مذبحة البريج مع استمرار العدوان في باقي الضفة الغربية المحتلة، إذ اقتحمت الدبابات الإسرائيلية مدينة جنين ومخيمها وداهمت عددا من المنازل بدعوى البحث عن مطلوبين فلسطينيين، واعتقلت مواطنين من بلدة قباطية.
وفي نابلس داهمت قرية روجيب، وفتشت المنازل واعتقلت حسن رواجبي (37)، عضو إقليم حركة فتح في القرية، والملازم أول ناصر حسام خالد الشعبي، من مرتبات شرطة المرور، أثناء وقوفه أمام منزله.
وفي غزة كذلك، نسفت قوات الاحتلال أمس، منزلا وشنت حملة مداهمات واسعة وشاملة لمنازل المواطنين واعتقلت عشرين مواطنا فلسطينيا في دير البلح وسط القطاع وبيت لحم بالضفة الغربية.
وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال نسفت منزلا واعتقلت 15 مواطنا في منطقة البركة في دير البلح وفرضت منع التجوال على المنطقة، وأخرجت الرجال في المنطقة، وقامت بتجميعهم في منطقة العصار، وتم نقل المعتقلين بالسيارات إلى مستوطنة «غوش قطيف».
كما توغلت قوات الاحتلال في بلدة ميثلون وقرية صانور جنوبي المدينة مطلقة الأعيرة النارية صوب منازل المواطنين.
وفي بيت لحم شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، حملة مداهمات واسعة وشاملة لمنازل المواطنين واعتقلت عدد منهم في مخيم عايدة في محافظة بيت لحم واقتادتهم إلى جهة غير معلومة
العدد 92 - الجمعة 06 ديسمبر 2002م الموافق 01 شوال 1423هـ