اختارت دول مجلس التعاون الخليجي يوم الخامس عشر من أبريل من كل عام ليكون اليوم الخليجي لسلامة الغذاء وذلك لتسليط الضوء على أهمية سلامة الغذاء وحمايته من التلوث ودوره في الحفاظ على صحة الفرد والمجتمع وقد اختير «سلامة الغذاء مسؤولية الجميع» شعاراً للعام الجاري.
رغم الاحتياطات الكبيرة والبرامج الوقائية المتخذة من قبل الشركات المنتجة للغذاء لانتاج غذاء آمن وصحي ومحافظا على خصائصة الطبيعية من الحقل إلى المائدة إلا أن التلوث بأنواعه المختلفة الميكروبي والكيميائي لازال يشكل تحدياً كبيراً لخطط وبرامج سلامة الغذاء ولازالت مخاطره الصحية والاقتصادية مستمرة على الشركات المنتجة والمستهلكين بفئاتهم المختلفة والتى عادة ما تكون أشد وطأ على فئة الأطفال وكبار السن والمرضى والحوامل.
الاضطرابات الهضمية والإسهال هي أكثر الأعراض شيوعاً لحدوث حالات العدوى الغذائية أو التسممات الغذائية وقد تتطور الاصابة إلى أمراض أخرى في الكلى والكبد وغيرها من أجهزة الجسم نتيجة استهلاك مواد غذائية ملوثة بالميكروبات المرضية أو افرازاتها من السموم خصوصا مع عدم مراعاة القواعد الصحية في إعداد وتخزين الطعام الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الحمل الميكروبي في الأطعمة فكلما توفرت الظروف البيئية المناسبة من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وتوفر الغذاء ازدادت سرعة نمو وتكاثر الميكروبات المختلفة ولسوء الحظ إن الملوثات الميكروبية من الممكن أن تنتقل من أدوات المطبخ أو الأسطح الملوثة إلى الغذاء السليم وهو مايعرف بالتلوث العرضي والتى تزداد خطورته كلما انتقل التلوث إلى الأغذية الجاهزة للأكل والتي لن تتعرض إلى معاملات حرارية للقضاء على الميكروبات المرضية وإذا ما صاحب تلك الظواهر وجود عناصر بشرية غير مدربة على اتباع القواعد الصحية لانتاج الغذاء وغير ملتزمة بالنظافة الشخصية فإنها بلا شك تسهم في انتشار التلوث ونقل العدوى للمستهلكين.
لا يقل التلوث الكيميائي للأغذية خطورة عن التلوث الميكروبي ويعد التلوث بالمعادن الثقيلة أحد صور التلوث الكيميائي ومن أمثلتها التلوث بعنصر الرصاص والزئبق اللذان يؤثران على الجهاز العصبي لدى الأطفال ومشاكل صحية متعددة لدى البالغين كما أن الإسراف في استخدام المبيدات بأنواعها المختلفة وعدم التقيد بارشادات استخدامتها يعد صورة أخرى من صور التلوث الكيميائي.
تعد ظاهرة تلوث الغذاء مشكلة عالمية تحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل انتاج وتداول غذاء سليم وينصح خبراء الأمن الغذائي باتباع الممارسات الجيدة في انتاج الغذاء والتى تشمل الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة الملابس والحرص على غسل اليدين جيداً قبل وبعد إعداد الطعام وتقليم الأظافر وتغطية الشعر ونظافة بيئة العمل وترتيبها وغسل الخضار والفواكة جيداً كما وتشمل فصل الأغذية النيئة عن الأغذية المطبوخة وتعبئتها في الأوعية المخصصة وحفظها في درجة الحرارة المناسبة إضف إلى ذلك عملية الطهي الجيدة التي تضمن وصول الطعام إلى درجة الحرارة الكافية للقضاء على الميكروبات.
العدد 5377 - السبت 27 مايو 2017م الموافق 01 رمضان 1438هـ
جزيل الشكر للأستاذ علي ولكم صحيفة الوسط لتسليط الضوء على هذه النقاط المهمه والتي تعتبر في عصرنا الحاضر من المؤرقات والقضايا التي بالفعل تتطلب مسؤولية مشتركة نجدد الشكر لكم وطرح رائع ومعلومات قيمة
احسنت استاذ علي طرح موفق