العدد 5377 - السبت 27 مايو 2017م الموافق 01 رمضان 1438هـ

دراسة: البحرينيون لا يعرفون سرطان القولون والشرج جيداً

د. نصيف يطالب بإنشاء برنامج وطني للكشف المبكر

أظهرت دراسة مسحية ميدانية حديثة أجريت على عينة من الجمهور بمملكة البحرين قام بها باحثون من الجامعة الملكية للجراحين في إيرلندا و جامعة البحرين الطبية وكلية العلوم الصحية التابعة لجامعة البحرين قصوراً كبيراً في مستوى المعرفة والوعي لدى الجمهور في مملكة البحرين حول الأعراض الأولية وعوامل الخطر التي تساعد على الإصابة بمرض سرطان القولون والشرج.

وأرجع الباحثون عدم الإقبال على الفحص المبكر للمرض بسبب قصور المعرفة والوعي.

وأوصى الباحثون بإطلاق حملة وطنية شاملة للتعريف بالأعراض الأولية وعوامل الخطر. وإنشاء برنامج وطني للكشف المبكر عن المرض وخصوصا الأشخاص الأكثر عرضة للأصابة بالمرض. إضافة لإنشاء قاعدة بيانات وطنية لمعرفة الحالات الجديدة وتحديد معدلات الإصابة المرض.

ويرى الباحثون أن التوصيات من شأنها أن يساعد في وضع الخطط والسياسات المناسبة للكشف المبكر ومكافحة هذا المرض.

قاد الفريق البحثي الدكتور حسين نصيف محاضر أول ورئيس برنامج التمريض التجسيري في الجامعة الملكية للجراحين في أيرلندا. كما انضم إلى الفريق الأستاذ مساعد سيد محمود القلاف رئيس قسم العلوم المساندة بكلية العلوم الصحية بجامعة البحرين والسيد علي الشقاق المحاضر في مدرسة التمريض والقبالة بالكلية الملكية للجراحين في أيرلندا.

ونستعرض في الوسط الطبي ملخص الدارسة التي أرسلها د. حسين نصيف، في السطور التالية:

المقدمة:

يعتبر السرطان من أكثر الأمراض المؤدية للوفاة في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، حيث فاق معدل الحالات المكتشفة حديثا 14 مليون في عام 2012 في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع ارتفاع حالات الوفاة بحلول عام 2035 بسبب هذا المرض إلى 14 مليون حالة بحسب ما جاء من الوكالة العالمية لأبحاث السرطان التابعة إلى منظمة الصحة العالمية.

يعتبر أقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من المناطق الأقل إصابة بالسرطان بالمقارنة مع الأقاليم الأخرى بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية. ولكنه وبالرغم من ذلك فإن عدد الحالات المكتشفة حديثاً للاصابة بالسرطان في هذا الأقليم وخصوصا في دول الخليج العربي في ازدياد مضطرد. حيث بلغ مجموع الحالات مابين عام 1998 وعام 2007 إلى 95,185 ألف حالة جديدة وبمعدل 158 حالة لكل مائة ألف من السكان ذكوراً واناثاً، وذلك حسب تقدير المركز الخليجي لمكافحة السرطان لعام 2007. ويأتي سرطان القولون والشرج في المرتبة الثانية من مجموع كل أنواع السرطانات.

يعتبر سرطان القولون والشرج من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً والذي يصيب الرجال والنساء على حد سواء، الذين تتجاوز أعمارهم سن الستين. يحتل سرطان القولون والشرج المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي لدى النساء وسرطان الرئة لدى الرجال في البحرين والخليج العربي والعالم. وإن آخر الإحصائيات الرسمية المعتمدة الصادرة من المركز الخليجي لمكافحة السرطان التابع للمكتب الخليجي لدول مجلس التعاون الخليجي حول معدل الإصابة بسرطان القولون والشرج كانت في عام 2007 والتي تعتبر قديمة ولا تعطي الصورة الكاملة عن حجم المشكلة في السنوات الخمس الأخيرة. و بحسب هذه الإحصائيات تم تشخيص 7641 حالة بين العام 1998 م و 2007 م في جميع دول المجلس و التي تمثل 8 % من جميع حالات السرطان الأخرى. ورجوعاً إلى نفس المصدر يحتل سرطان القولون والشرج المرتبة الأولى لدى الرجال والثانية لدى النساء من بين سن 45 إلى 59.

وعلى الرغم من ازدياد حالات الإصابة بالمرض في السنوات الأخيرة في البحرين، فإن هذه الزيادة لا تعني بالضرورة ازدياد معدل الإصابة بالمرض إذا أخذنا بعين الاعتبار الزيادة في السكان في العشرين سنة الأخيرة.

وأثبتت الكثير من الاحصاءات حول العالم وفي دول مجلس التعاون الخليجي بأن أكثر من 60 % من حالات سرطان القولون والشرج تشخص في مراحل متأخرة وبالتحديد في المرحلة الثالثة والرابعة، حيث تبدأ الخلايا السرطانية في الانتشار إلى أعضاء أخرى عن طريق الدم والجهاز اللمفاوي. وهذا من شأنه أن يقلل من فرص الشفاء وبقاء المريض المصاب لفترة أطول حتى مع اخضاعه للعلاج المتقدم.

يعزى تأخر تشخيص المرض في مراحله المبكرة إلى مجموعة من الأسباب منها عدم توفر المراكز والبرامج المتخصصة في الكشف المبكر عن المرض وجهل وتدني مستوى الوعي لدى عامة الناس بأعراض المرض المبكرة منها وعوامل الخطر التي تزيد من فرص الاصابة بالمرض وذلك بسبب قلة أو عدم فعالية حملات التوعية.

هدف الدراسة:

بفعل هذه الأسباب جاءت فكرة الدراسة الميدانية والتي تهدف إلى التعرف على مستوى المعرفة والوعي لدى الجمهور في مملكة البحرين حول الأعراض الأولية للمرض وعوامل الخطر التي تساعد على الإصابة بالمرض والذي يمكن علاجه والشفاء منه في حالة اكتشافه في مراحله الأولية والمبكرة. أجريت الدراسة بالتعاون مع باحثين من الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا – جامعة البحرين الطبية وكلية العلوم الصحية بجامعة البحرين.

طريقة البحث:

أجريت الدراسة على عينة من الجمهور من الذكور والإناث والبالغين من عمرالـ 25 سنة فما فوق من جميع مناطق البحرين. واشتمل المسح الميداني على 505 شخص من المترددين على المرافق العامة كالمجمعات التجارية والسواحل ودور العبادة وبعض العيادات الطبية. وجمعت المعلومات من المشاركين عن طريق اجراء المقابلات الشخصية المباشرة لتفادي النتائج التي ربما لا تعكس المستوى المعرفي لدى المشاركين. ومازالت عملية جمع المعلومات مستمرة حتى كتابة هذا التقرير وذلك لتحقيق هدف بلوغ 1000 مشارك لنتمكن من تعميم الدراسة على نطاق سكان البحرين.

النتائج والمناقشة:

شكل البحرينيين نسبة 83 % من العينة وبلغ متوسط عمر المشاركين 35 عاما. كما أظهرت الدراسة أن النساء أكثر معرفةً ووعياً من الرجال. كما بينت الدراسة إن فئة الحاصلين على مستوى تعليم جامعي يتمتعون بمعرفة أفضل من باقي المستويات. والغالبية العظمى من المشاركين (أكثر من 80 % من المشاركين) لم يتعرفوا على الأعراض الأولية للمرض مثل نقص الوزن وفقدان الشهية والنزيف المصاحب وغير المصاحب لخروج الفضلات والتعب العام والألم في الظهر والشعور بانتفاخ البطن. وتم معرفة أن ما يقارب نسبة 41 % و43 % و 45 % من المشاركين فقط تعرفوا على أن الألم في أسفل البطن وفتحة الشرج والتغيرات في طبيعة التخلص من الفضلات هي بعض أحد أعراض المرض.

كما وأظهرت الدراسة أن الغالبية العظمى من المشاركين (أكثر من 90 %) لم يتعرفوا على عوامل الخطر المساعدة على الاصابة بالمرض كتناول اللحوم الحمراء وتناول الأطعمة المحتوية على كميات قليلة من الألياف وتقدم السن وزيادة الوزن وتناول الكحول والضغوطات الحياتية وتناول الأكلات المشبعة دهنياً وقلة ممارسة الرياضة البدنية.

كما أظهرت الدراسة بأن 27 % و 35 % فقط من أفراد العينة تعرفوا على أن التدخين والعامل الوراثي (الاستعداد الجيني) هما من العوامل المهمة المساعدة للإصابة بالمرض.

النتائج الأولية لهذه الدراسة تشير إلى وجود قصور كبير في مستوى المعرفة والوعي لدى عموم الجمهور في مملكة البحرين حول الأعراض الأولية وعوامل الخطر المساعدة على الإصابة بسرطان القولون والشرج. وقد يكون القصور في مستوى الوعي أحد الأسباب المؤدية إلى عدم الاقبال على الفحص المبكر للمرض، حيث جاءت نتائج هذه الدراسة متطابقة مع الكثير من الدراسات التي أجريت في أنحاء متفرقة حول العالم مما يعزز فكرة قلة المعرفة وتدني مستوى الوعي عن المرض في بلدان عدة.

التوصيات:

القيام بحملة وطنية شاملة للتعريف بالأعراض الأولية وعوامل الخطر وأهمية الكشف المبكر للمرض عن طريق وسائل الاتصال المرئي منها والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي.

اشراك مؤسسات المجتمع المدني لأخذ زمام المبادرة للتوعية حول المرض.

القيام بدراسة مسحية للتعرف على المحفزات والموانع للكشف المبكر للمرض.

إنشاء برنامج وطني للكشف المبكر عن المرض وخصوصا الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

إنشاء قاعدة بيانات وطنية تربط جميع المراكز والمستشفيات في البحرين لمعرفة الحالات الجديدة وتحديد معدلات الإصابة بالمرض. وهذا من شأنه المساعدة في وضع الخطط والسياسات المناسبة للكشف المبكر ومكافحة المرض.

العدد 5377 - السبت 27 مايو 2017م الموافق 01 رمضان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً