العدد 104 - الأربعاء 18 ديسمبر 2002م الموافق 13 شوال 1423هـ

الأسد يتحدث بصراحة بعيدة عن الحذر الدبلوماسي خلال زيارته للندن

أدلى الرئيس السوري بشار الأسد الذي اختتم أمس زيارة تاريخية إلى لندن بتعليقات نقلتها الصحف البريطانية برر فيها العمليات الاستشهادية في الشرق الأوسط، وحذر الدول الغربية من تهديد إرهابي في حال الحرب ضد العراق، ناسفا بذلك الحذر الدبلوماسي الذي كانت لندن تأمل به على الأرجح. وفي الوقت الذي تتوضح فيه الاستعدادات للحرب ضد العراق في بريطانيا، أجرى الأسد محادثات صباح أمس مع وزير الدفاع جوف هون.

وكان التقى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الاثنين والملكة اليزابيث الثانية والأمير تشارلز الثلثاء. وكان الرئيس السوري تبنى لهجة معتدلة في مؤتمر صحافي عقده مع بلير الذي بدا متشنجا. لكن التصريحات التي أدلى بها للصحافيين قبل زيارته وخلالها نسفت الحذر الدبلوماسي الذي كانت لندن تأمل به على الأرجح. فقد حذر من جديد من أن حربا ضد العراق يمكن ان تؤدي إلى اعتداءات إرهابية، بحسب ما ذكرت صحيفة «ذي تايمز» اللندنية (وسط اليمين) أمس. وفي تصريحات مقتضبة أمام صحافيين في المعهد الملكي للشئون الدولية في لندن، شكك الأسد في أهمية المبادرة الأخيرة لطوني بلير عن الشرق الأوسط. وكان رئيس الوزراء البريطاني أعلن الاثنين الماضي دعوة مسئولين فلسطينيين وممثلين عن الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول أخرى في المنطقة إلى لندن في يناير/ كانون الثاني المقبل لمناقشة إصلاح السلطة الفلسطينية. ونقلت «ذي تايمز» عن الأسد قوله إن الإسرائيليين «يريدون إضعاف (الزعيم الفلسطيني ياسر) عرفات بتعيين مجموعة من الأشخاص نعرف أسماءهم يقيمون علاقات جيدة مع إسرائيل». وأضاف أن ذلك «سيؤدي إلى اضطرابات في الشرق الأوسط والإصلاحات (السلطة الفلسطينية) ستؤدي إلى الفوضى».

من جهة أخرى، أكد الأسد أن السبب الأول للنزاع في الشرق الأوسط هو الاحتلال الإسرائيلي لأراض عربية. ودافع عن العمليات الاستشهادية كما فعل في دمشق في أكتوبر/تشرين الأول 2001 مسببا إرباكا لبلير الذي كان يقوم بزيارة رسمية لسورية. ونقلت «ذي تايمز» عن الأسد قوله «يحاولون معالجة العوارض بدلا من الجذور (المشكلة) وهذا ما اسميه بسياسة النعامة». من جهة ثانية، أكد الأسد أن العراق لا يشكل تهديدا للمنطقة، معتبرا أن حملة عسكرية تشنها الولايات المتحدة على هذا البلد ترتبط بالمصالح النفطية أكثر من أسلحة الدمار الشامل. وقبل وصوله إلى بريطانيا، حذر الأسد في حديث نشرته «ذي تايمز» الجمعة من أن حربا في العراق ستخلف «تربة خصبة للإرهاب». وكانت سورية الدولة العربية الوحيدة التي تشغل مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي حاليا أيدت القرار 1441 بشأن إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية. وبررت دمشق التصويت بأنها تلقت ضمانات بأن القرار لن يستخدم ذريعة لضرب العراق. وأمام الصحافيين في مقر رئاسة الوزراء البريطانية الاثنين، عبّر الأسد عن «تفاؤله» بحل سلمي للأزمة العراقية نظرا «للتعاون الجيد» من جانب الرئيس العراقي صدام حسين. وبدا بلير أكثر حذرا، موضحا أن حكومته «لم تنته» من دراسة الإعلان العراقي

العدد 104 - الأربعاء 18 ديسمبر 2002م الموافق 13 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً