لم يغفل القائمون على موقع «كرزكان الإلكتروني»، عن تخصيص باب باسم مميز عنوانه: «كنز كان عبر التاريخ» للدلالة على محتوى هذا الباب من معلومات وصور تاريخية عن هذه القرية البحرينية العريقة.
«كرزكان» هي فارسية الأصل من شقين: كرزة وهي الأرض الممهدة والمعدة للزراعة، وكلمة «كان» وتعني المكان، أي القرية الزراعية. أما الأهالي فيعتقدون أن مكانها في القدم حوى كنزا فسميت «كنز كان» التي حرفت إلى «كرزكان»، وترتبط بذلك بعض الروايات الأولى، التي تحكي عن وجود شجر للكرز لكونها كانت في الماضي ذات أراض زراعية كثيرة. الأخرى، تحكي أن أحد الرجال في أواخر عصر الخلفاء الراشدين كان يسير في طرقات القرية إذ عثر فجأة على كنز في حفرة، وانتشرت هذه الحكاية بين الناس، وأخذوا عندما يريدون الإشارة إلى ذلك المكان يقولون «كنز كان» ثم حرفت إلى «كرزكان».
أما الرواية الثالثة، فتشير الى أن المكان «كنز كان» لكثرة مدارس تعليم العلوم الدينية فيه، ولكثرة علمائها. لذلك قيل إن «كرزكان» سميت بكنز العلوم، إلى أن حرفت إلى التسمية الحالية.
وتتميز القرية بشكلها الطولي، ففي جنوب القرية تبرز بشكل واضح المسافات الضيقة بين المباني، وهذا يظهر بالعكس في النواحي الشمالية والشرقية والغربية الذي تنتظم فيها توزيع المحلات العمرانية تبعا لطرقها المرصوفة والمخططة بشكل جيد، مما يؤدي إلى سهولة تأدية الخدمات العامة للسكان بأقل كلفة، فهي تحتوي على 3 مدارس منها 2 للبنين في جنوبي شرق القرية، وأخرى للبنات في شمال القرية، وهذه المدارس تخدم قرى المنطقة الغربية (دمستان - كرزكان - المالكية - صدد - شهركان - داركليب - الهملة»، وتحوي القرية عددا كبيرا من المساجد ذات الطراز التقليدي والحديث، ويقع المركز الصحي في الأجزاء الجنوبية للقرية إذ يخدم قرى المنطقة الغربية، وكذلك يقع فيها مقر البلدية التابع للمنطقة الغربية بكاملها، وكذلك يوجد بها السوق المركزي الذي يتميز بسلبية موقعه، فهو يطل على الشارع العام للقرية مباشرة، مما أدى إلى ضيق المسافة بين المارين عبر الطريق والقادمين لشراء حاجاتهم من السوق نفسه.
ووفقا للمعلومات التي تم توثيقها في موقع «كرزكان»، فالقرية تحتوي على مساحة كبيرة في الجانب الجنوبي الشرقي، التي تشكل المقبرة، ولها دور كبير في التوسع العمراني في القرية، ففي تلك الناحية لم يتم استغلال الأرض على رغم تقسيمها إلى قسائم سكنية، إلا عددا قليلا منها وذلك لخوف البعض من السكن بالقرب من المقبرة، فطالما تجد بعض المنازل التي لم يستكمل بناؤها... وهذه الأجزاء تقع على أطراف القرية الشرقية. وبالقرب من هذه المحلات العمرانية تقع مساحة زراعية كبيرة تُستغل بين الحين والآخر وهي تتخذ شكلا مربعا تعتبر منفذا لمدينة حمد.
ويعتبر الجزء الجنوبي من القرية هو الأساس، إذ كان ومازال القطاع الذي يعتمد عليه أهالي القرية في كسب رزقهم، فهو عبارة عن منطقة زراعية ضخمة، ولذلك تجد معظم السكان كانوا يعملون في المزارع، ومازالت الأطراف الغربية تشهد على ذلك، ولكن العمران بدأ يمتد إليها تدريجيا.
وتتميز المباني الحديثة بأنها أكثر ارتفاعا من المباني القديمة واختلفت التصاميم بين النوعين.
تقع القرية على الساحل الغربي من جزيرة البحرين على يمين جسر الملك فهد بعدة كيلومترات، إذ يحدها من جهة الغرب المزارع والبحر، ومدينة حمد شرقا، وقرية دمستان شمالا، وقرية المالكية جنوبا، وعلى الجانب الغربي حيث البحر جزيرة «يعصوف» وهي جزيرة صغيرة جدا وليس بها سكان، وفيها قبر ينسب إلى إبراهيم بن مالك.
ويضم أحد مساجد القرية الواقع جنوب شرقي «كرزكان» كلا من الشيخ أحمد بن رمضان، والشيخ داوود بن محمد الكرزكاني، والشيخ محمد بن غامس، وقد ورد اسم القرية في ديوان أحد الشعراء العيونيين في العام 620هـ (1223م) وهو الشاعر ابن المقرب العيوني، إذ يقول في قصيدة عن البحرين:
وأمضّ شيء للقلوب قطائع بالمروزان لهم وكرزكان
اشتهرت قرية «كرزكان» قديما بالعيون العذبة التي تسقي بساتينها ونخيلها، كما وتتركز فيها عدة بساتين تمتاز بالطبيعة الخلابة، وتقع على الساحل الغربي من القرية، و «الساب» هو الشهرة الأولى القديمة جدا الذي امتاز بتدفق مياهه الطبيعية بسرعة هائلة لا نظير لها، ولكن هذه المعالم الجميلة اندثرت حاضرا وظلت آثارها باقية. كما اشتهرت «كرزكان» بصنع «البديد» وهي ما تسمى «السروج» التي توضع على ظهور الحمير وتمسك باليد لراحة وحماية الراكب، و «القراقير» وصيد الأسماك من الحظور، والزراعة التي اندثرت تقريبا.
وكانت بيوت القرية واسعة وتبنى إما من سعف النخيل (الزفان) ومنتجات النخيل وإما من الطوب والآجر.
نبذة عن الخدمات البلدية
يعتبر نادي كرزكان الثقافي والرياضي أول مقر للبلدية باشرت فيه تقديم الخدمات لأهالي المنطقة، ثم انتقل في العام 1972 إلى أحد البيوت المستأجرة في قرية «كرزكان». وفي العام 1985 تم الانتقال إلى المقر الجديد. وكان جهاز البلدية يتكون في بداية إنشائها من أربعة موظفين فقط وأصبح عددهم بعد ذلك 25 موظفا، وكان جهاز النظافة في بداية الإنشاء يتكون من سيارة واحدة فقط وثلاثة «جواري» (عربات) تجرها الحمير، وتطور إلى أن بلغ الآن خمس عشرة سيارة منها خمس سيارات كابسة، وخمس مكشوفة، وأربع لشفط المياه، وغرافة واحدة.
وعن عدد عمال النظافة في بداية إنشاء البلدية، كان عددهم تسعة وتطور هذا العدد حتى بلغ 105 عمال. والقرى التي تستفيد من خدمات البلدية هي: الزلاق - دار كليب - شهركان - صدد - المالكية - كرزكان - الدمستان - الهملة - الجسرة. وكان عدد الوحدات السكنية والتجارية في بداية إنشائها 810 وحدات ووصل عددها الآن إلى 2244 وحدة سكنية وتجارية.
الموقع:
تقع قرية كرزكان في الجزء الغربي من خريطة البحرين، ويحدها شمالا قرية دمستان، وجنوبا قرية المالكية، وشرقا مدينة حمد، وغربا المزارع والبحر.
مجمعاتها:
تتألف من أربعة مجمعات: 1027، 1026، 1025، 1028، وتشكل مساحتها 3,56 كيلومترات مربعة.
تعداد سكانها:
يقطنها نحو 7 آلاف نسمة.
مرافقها:
في العام 1983، تم إنشاء إسكان «كرزكان - دمستان» وقد شمل هذا المجمع (1022) عددا كبيرا من سكان القرية وبعضا من سكان القرى الأخرى. في القرية 11 مسجدا، 14 مأتما، نادٍ، صندوق خيري، مركز شبابي، مزرعة دواجن ومواشي. وفيها يقع مقر البلدية التابع للمنطقة الغربية بكاملها
العدد 2188 - الإثنين 01 سبتمبر 2008م الموافق 29 شعبان 1429هـ