العدد 2188 - الإثنين 01 سبتمبر 2008م الموافق 29 شعبان 1429هـ

أول قناة تلفزيونية بحرينية خاصة تبث برامجها من اليونان

تهتم بالبرامج الثقافية والأدبية وتبتعد عن السياسة... «أوال الفضائية»

مدينة عيسى - صادق الحلواجي 

01 سبتمبر 2008

بدأ البث التجريبي لأول قناة فضائية بحرينية خاصة منذ نحو أسبوعين تهتم برامجها بالثقافات والأدبيات البحرينية والخليجية، وكل ما يتعلق بالتاريخ البحريني والعربي الأصيل. وتهدف القناة التلفزيونية التي تعود ملكيتها لمواطن بحريني وتبث حاليا من جمهورية اليونان إلى تقريب وجهات النظر والابتعاد عن الأمور الطائفية، والتركيز على تقوية ركائز المجتمع.

وتعكف قناة أوال الفضائية التي تبث ترددها على 11585/ 27500/v قمر العربسات، الآن على عمل عددٍ من البرامج التي تهتم بالشأن التاريخي والأدبي من خلال الالتقاء بمجموعة من المؤرخين والمبدعين البحرينيين والخليجيين بشكل عام، علما أنها ستبث بعض من برامجها خلال شهر رمضان الكريم.

والتقت «الوسط» مع المدير العام لقناة أوال الفضائية البحرينية الخاصة عبداللطيف الدوسري، وفيما يلي نص المقابلة:

كيف تكونت لديكم فكرة تأسيس القناة؟

- كانت فكرة تأسيس القناة تدور في خاطري منذ فترة زمنية طويلة، وتبلورت بصورة أكبر خلال الأشهر القليلة الماضية بافتتاح قناة فضائية خاصة تبث برامجها من البحرين، علما أن عددا من الأصدقاء والمهتمين بالشأن الإعلامي أكدوا لي أن فكرة تأسيس القناة حلما سيصعب تحقيق، ولكن الحمد لله وبفضل المجهود الكبير وصلت إلى نتائج مقبولة حاليا على رغم من الصعوبات التي واجهتني لذلك.

وماذا عن حصول القناة على ترخيص رسمي من وزارة الإعلام لبث البرامج من البحرين؟

- المعروف أن وزارة الإعلام البحرينية لا يتوافر لديها قانون تنظيم الإعلام المرئي والمسموع، ولذلك لم يكن بإمكان المسئولين في الوزارة إصدار تراخيص بث برامج القناة من البحرين مباشرة، إذ بالإمكان إصدار ترخيص لمؤسسة إنتاجية فقط.

وعلى ذلك، نحن في صدد انتظار مجلس الشورى للانتهاء من مناقشة قانون تنظيم الإعلام المرئي والمسموع الذي سيسهم في خفض الكثير من التكاليف وتسهيل عملية البث والحكم بها بسرعة وفاعلية أكبر، حال تم البث من البحرين مباشرة، فنحن نقوم الآن ببث برامج القناة من جمهورية اليونان بالاتفاق مع شبكة «عربسات» التي أبدت كامل تعاونها واستعداداها لبث البرامج.

ونحن لا نعترض على وزارة الإعلام أو نتهجم عليها بشأن عدم إصدارها للترخيص الرسمي ونحترم وجهة نظرهم، على اعتبار أنه لا يوجد قانون تنظيم وبناء على التعاون والتفهم الكبير من قبل المسئولين في الوزارة للأمور.

وهل هناك قنوات فضائية بحرينية خاصة أخرى تود الحصول على ترخيص لتدشين محطتها من البحرين؟

- تعم، فبحسب اعتقادي هناك طلبات لنحو 3 أو 4 قنوات فضائية تود البث من البحرين، إلا أن مصيرها مرهون بالسلطة التشريعية ممثلة في مجلسي النواب والشورى في مناقشة القانون الجديد وتمريره للحكومة.

ما رسالة وتوجه قناة أوال الرئيسية؟

- بداية، رسالتنا موجهة لدول الخليج الشرقية التي تمثل عادات وتقاليد وتجارب متقاربة من حيث تنظيم المجتمع، وأن أي رسالة ستصدر منا تعتبر للمنطقة كلها. وأما بشأن رسالة القناة هي إيصال الأدب والفكر والتاريخ البحريني والخليجي الأصيل الذي هو في أمس الحاجة لإحيائه وتعريفه للعالم الخارجي والداخلي حتى.

وفيما يتعلق بتوجه القناة، فهي لا تمثل طائفة أو جمعيات سياسية وغيرها، أو أية من هذه الأمور، فهي قناة حرة تسعى للملمة الصف البحريني بعيدا عن السياسة والاقتصاد، أي وبمعنى مختزل، نحن قناة ذات توجه ثقافي وأدبي.

هل تم إعداد الكادر الكامل للقناة؟ وكم عدده؟

نحن نحاول الاستعانة أكثر شيء بالأفراد الملمين بالأمور الأدبية والفكرية ومن لهم التجارب في ذلك المجال، وذلك من أجل خلق كادر متكامل يسهم في صوغ وإعداد برامج تلفزيونية ناجحة، إذ يبلغ عدد الكادر الحالي 21 شخصا غالبيتهم بحرينيون، فيما سيزداد مع حلول عيد الأضحى لـ 50 شخصا سيضفون نقلة نوعية للقناة.

متى سيبدأ البث الرسمي للقناة؟

- نحن بدأنا بالبث التجريبي للقناة منذ نحو أسبوعين على الأقل، وبمجرد حصولنا على نسبة نجاح تصل لـ 50 في المئة، سنعكف على تدشينها رسميا.

كيف سيكون تعاونكم مع هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين؟ وهل هناك تعاون حاليا؟

- أنا علمت شخصيا أن تلفزيون البحرين يود التعاون معنا إلا أنه ليس بشكل رسمي حتى الآن، وكذلك بعض دول مجلس التعاون التي تود المشاركة بنشر مواد وبرامج تاريخية عنها وعن دول المنطقة في الخليج، فنحن سنبث البرامج التي ستعاونون معنا فيها بالمجان ودون أي مقابل.

لماذا لا يكون هناك توجه لإنتاج مسلسلات محلية إلى جانب البرامج الأدبية والثقافية؟

- كما قلت سالفا، الهدف من القناة هو المشاركة في إبراز التاريخ والتراث والثقافة والآداب، فنحن لا نملك القوة الحافز الكبير لإبراز ما عندنا من أدب وتاريخ. ومن ناحية ثانية، نحن نسعى فعلا لإنتاج مسلسلات اجتماعية مقربة لوجهات النظر ومساهمة في لم وجهات النظر، فالبحرين معهودة بالتواصل واللحمة الوطنية والعيش كعائلة واحدة.

ما سبب ابتعادكم عن السياسة والاقتصاد ضمن توجه القناة؟

- ابتعدنا عن السياسة والاقتصاد على اعتبار أن هناك قنوات فضائية كثيرة غطت حجم الطلب في هذا المجال، كما أن الدخول في المجال السياسي والاقتصادي يتطلب توافر الكادر المنافس والقوي لباقي القنوات الفضائية المتميزة، أو عدم الدخول لتلافي فشل القناة.

علما أننا سنكون متواجدين مستقبلا على المستوى الرياضي والمجالات التراثية التي تهتم بالشباب مثل سباقات الخيل والطيور والسيارات.

فيما يتعلق بالوقت الزمني لبرامج القناة، هل ستبث برامجها على مدار 24 ساعة يوميا؟

- نعم، ستبث القناة برامجها على مدار 24 ساعة يوميا، وهي السياسة العامة لغالبية القنوات. كما لدينا تخطيط مستقبلي بشأن بعض البرامج التي يتم تركيز أن تعاد في يوم آخر، وستسير الأمور بحسب ما يتطلبه الوقت للعرض.

من الفئة الأكثر استهدافا من قبل برامج القناة؟

- الأدب والثقافة طبعا متوافرة لدى الكبير والصغير، ولكن نحن دائما نرى توجيه البرامج لكبار السن على اعتبار أنه لديهم الإلمام الأكبر والكافي، وهو يتعاطى مع الأمور من باب الخبرة والتجربة، ما يجعلنا نركز عليه أكثر. وبالنسبة للأطفال، فهو سن حرج يجب أن نكون دقيقين في اختيار المشاركات والتجارب عند إعداد البرامج الخاصة لهم، والأمر عند هذه المرحلة بحاجة إلى إعداد قوي في الوقت الذي ما زلنا في طور البث التجريبي.

ما موقفكم من تلفزيون البحرين على اعتبار أنكم أول قناة بحرينية خاصة؟

- نحن لسنا منافسين لتلفزيون البحرين، وإنما مساهمين نشارك في إبراز التراث والتاريخ بعيدا عن السياسة. كما أننا مرتاحون مع المسئولين في وزارة الإعلام، ولكنه لم يبدأ التعاون بالصورة الفعلية على رغم العرض الذي قدمته لوكيل الوزارة حمد المناعي.

وأنا أبلغت وكيل وزارة الإعلام المناعي أنه حتى لو أنتجت قناة أوال برامج تلفزيونية خاصة لها ستكون تحت تصرف وأمرت وزارة الإعلام، ونحن نحترم القوانين والبلد ولن نبخل على الوزارة بأي شي، وكذلك نحن متأكدين أنهم لن يبخلوا علينا بأي شي من خلال تزويدنا بالموضوعات والبرامج المتوافرة لديهم.

وأود الإشارة إلى أن القناة لديها تجاوب من وزارة الإعلام في المنطقة العربية، وهم متجاوبين معنا وزودونا ببعض البرامج التاريخية والثقافية.

من هي الجهة الرقابية التي تتابع برامجكم على اعتبار أن القناة غير تابعة لوزارة أو جهة معينة؟

- كل برامجنا تخضع للرقابة الذاتية، ونحن نود ترسيخ العمل الإعلامي الصحيح القائم على المعلومة والرسالة النبيلة والسامية.

هل هناك داعم للقناة؟ ومن هو؟

- القناة خاصة لي أنا شخصيا ولا يدعمها أي شخص أو شركة أو جهة معينة، إلا أننا نسمو للحصول على دعم من قبل رجال الأعمال والشركات التجارية الكبرى من ناحية الإعلانات والدعم لإنتاج برامج أفضل.

وعن أستوديو وآلات التصوير والتجهيزات الفنية، هل هي متوافرة لديكم؟

- نعم كلها متوافرة، ونحن لدينا أستوديو في البحرين ومنطقة الدمام بالمملكة العربية السعودية، وعدد من كاميرات التصوير، بالإضافة إلى كاد متخصص في الأمور الفنية المتعلقة بالتصوير والمونتاج.

ماذا عن خططكم المستقبلية؟

- من خططنا المستقبلية أن الإعداد لقناتين تابعتين لأوال أيضا لكنها ذات توجه آخر، وسنقوم بالإعداد للقناة الثانية بعد عيد الأضحى التي ستركز بصورة أكبر على دول مجلس التعاون، وأما القناة الثالث فلها توجه آخر ستعلن عنه في وقت لاحق.

ما كلمتكم الأخيرة التي تود إبلاغها للجمهور؟

- أهدافنا كبيرة وغير مركزة على المادة بصورة أساسية على رغم من المبالغ التي تتطلبها، ونحن نتمنى من وزارات الإعلام في الخليج أن تدعمنا ببعض المواد التاريخية والفكرية والأدبية التي تود الحكومات أصلا أن تبرزها.

كما أننا نود وقوف رجال الأعمال والتجار في التعاون ودعم مثل هذه المشاريع، فالبحرين صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في ثقافتها ورجالها، علما أنه لو تفتح أكثر من 5 قنوات في البحرين لن تغطي ما تضمه من ثقافات وآداب وفكر، في الوقت الذي ستوفر فرص وظائف ومنافسة بين الممثلين المحلين على صعيد المسلسلات

العدد 2188 - الإثنين 01 سبتمبر 2008م الموافق 29 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً