العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ

الخط العربي هندسة وروحانية وجمهوره ممتد لغير العرب

ففي الحروف علوم لست أبديها

حتى أجد طالبا يدري معانيها

حروفها برزت من غير واسطة

وكان السر منها في معانيها

والله والله أيمانا مؤكدة

لا يلحق الخوف يوما قط قاريها

أي سحر يعادل جمالية تلك الحروف، حينما تستطر على الألواح بيد فنان، يضفي على جمالها غموضها وأسرارها سحرا من نوع آخر، تخلقه لها اللمسة الإبداعية ليد خاطها، فيتجلى لك الجزء الجميل، ويتغيب عنك عالم واسع وغامض كعمق المحيطات، قد يدركه الفنان، وقد يجهله هو الآخر.

حينما نسعى لنكشف السر، نجد أبوابا كثيرة مشرعة ويستقبلنا عندها الكثيرون، وكان لنا اليوم لقاء مع الفنان البحريني محسن غريب، وفي رحاب الخط كان لنا الحوار الآتي:

محسن غريب، ما خط سير تجربتك الفنية، وإلى أين تخطو؟

- كانت البداية مع الخط العربي والدراسة على أيدي الأساتذة الأفاضل عبدالإله العرب وسلمان أكبر وحسن أميري وإبراهيم بوسعد وعباس يوسف، وهي ما شكلت لي مدخلا للحروفيات والنحت وانتهاء بالفن المركب، إذ أركز حديثا على اللوحات التشكيلية (الحروفيات) وأسعى للخوض مستقبلا في تجارب جديدة للفن المركب.

ما أثر التشكيل على الحروفية، والحروفية على التشكيل في أعمالك؟

- التشكيل يأخذ دورا مهما في أعمالي، فهو غالب على الحروفية ولا يستبعد جمالية الحروفية عن الأعمال، فهي العنصر الرئيسي في إبراز جمالية اللوحة.

من هو جمهور الحروفية وأين مكانها؟

- الكل يعرف مدى جمالية الحرف العربي وهندسيته الروحانية بحيث اتسع جمهوره وعشاقه لغير العرب أيضا، فهذا الفن الأصيل لا تتسع رقعته لفئة معينة بل تعدى حدود الوطن العربي والإسلامي.

هل يستمد العمل الحروفي قوته من العبارة أم أن العبارة أمر مكمل لجمالية الخط؟

- ليس بالشرط. فهو يعتمد غالبا على فكرة الفنان وطرح الموضوع، فتارة تكون العبارة هي محور اللوحة وتارة تكون مكملة لها. ولكن بالنسبة إلى أعمالي فأنا أجعلها مكملا وابتعد عن وضع الكتابات المباشرة وأقتصر على توظيف أجزاء من الحرف العربي.

أي الخطوط أقرب إلى ذات محسن ويجد نفسه من خلالها؟

- الخط الديواني. إذ أرى فيه جمالية خاصة يمكن من خلالها الإبحار بين تلاطم حروفها الانسيابية التي تضيف رونقا خاصا إلى اللوحة.

هل تناسى محسن غريب الرسم على حساب العمل الحروفي؟

- حينما كانت بدايتنا في الخط العربي ارتبط اسمنا بهذا الفن، ومن هنا أصبحت غالبية الأعمال تعكس الخط العربي والمدرسة الحروفية. وبالنسبة إلي باعتباري خطاطا طبيعي أن تكون اللوحات أقرب إلى الخط من الرسم، ولا يعني أن تكون أعمالي مجردة من الرسم فلي أيضا تجارب أخرى ترتكز على الرسم أكثر من الخط.

ما سر ابتعادك عن الساحة الفنية لفترة طويلة؟

- يمكن القول إن المشاركات أصبحت قليلة في السنوات الأخيرة ولم يكن هناك ابتعاد عن الساحة الفنية، فأنا أشارك في بعض الفعاليات والمعارض الجماعية سواء في البحرين أو في الخارج، وهذا يأتي بسبب الظروف الحياتية التي يعيشها كل فرد منا وخصوصا بعد ارتباطنا بالأعمال الحرة، إذ أمضي معظم أوقاتي في مؤسستنا التي هي أيضا تحمل مضامين فنية، فطبيعة أعمالنا قائمة على الذوق والتصميم والفن.

ما حقيقة عودتك القريبة من معرض مشترك مع زميلك أحمد عنان؟

- إقامة المعارض الفردية والمشتركة ومنها الجماعية أمر في غاية الأهمية لأي فنان، فهي التي توصل من خلالها الفنان إلى نتائج طيبة، ومن حيث إن الحركة التشكيلية في البحرين تأخذ دورا مهما في هذا المجال، وأخذت المعارض الفنية تجد صداها الواسع والتشجيع من الإخوة الفنانين وبالذات الأخ العزيز الفنان أحمد عنان، وأنا بصدد إقامة معرض مشترك معه في الفترة من 13 يناير/ كانون الثاني حتى 22 من الشهر نفسه في مركز الفنون.

ما طبيعة الأعمال التي ستقدمها في هذا المعرض؟

- سأقدم أعمالا حروفية - تجريدية - والخامات المستخدمة هي ألوان «الأكرليك» على «الكانفيس» ومنها الحبر على الورق.

كيف تقيِّم تجربتك الفنية من خلال العمل ضمن جمعية البحرين للفن المعاصر؟

- الجمعيات الفنية لها دور فعال في تطوير الفنان وصقل موهبته بسبب انخراطه مع الفنانين الآخرين والاستفادة من تجاربهم، ونحن أحد أعضاء هذه الجمعية الرائدة استفدنا الكثير من تجربة وإرشاد أعضائها المتميزين والمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية وحضور الورش والندوات والمحافل الفنية، ومنها الالتقاء بالفنانين على الصعيد المحلي والخارجي.

ما رأيك في الواقع الفني الذي تشهده البحرين من خلال علاقات الجمعيات التشكيلية ببعضها بعضا؟

- التعددية في الجمعيات ليس بالأمر السيئ، بل لها إيجابيات كثيرة إذا تم التعاون والتبادل فيما بينها بما يخدم المصلحة العامة والفنانين خصوصا، ونحن نعرف الكم الهائل من الفنانين الذين تحتضنهم مملكتنا العزيزة. ونحن نأمل أن تتطور العلاقات والتعاون بين الجمعيات إلى أكثر من ذلك. فهي قائمة وحاضرة ولكن طموحنا لا يقف عند هذا الحد.

أين تجد دور وزارة الإعلام؟ أهو غائب أم هو مقتصر على النخبة... ما رأيك؟

- أعتقد أن الوزارة لا تألو جهدا في إبراز الفنان وتقديمه إذا كانت مسيرته فعالة وجادة بحيث يلزم الآخرين إبرازه وتسليط الأضواء عليه، فالمطلوب من الفنان السعي والعمل الدءوب في تقديم التجارب المتميزة وعدم انتظار الآخرين لتقديمه وإبرازه. ومن جهة أخرى أرى أن الوزارة تقدم الدعم للفنان من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لإقامة المعارض الشخصية والجماعية والمشاركات الخارجية، فهي مشكورة على ذلك ونأمل منها المزيد، إذ إن الفنان البحريني أثبت في المحافل المحلية والدولية جدارته وتميزه.

ما تقييمك لتجربة المرسم الحسيني الذي كنت تطل من خلاله على جمهورك باستمرار؟

- تجربة المرسم الحسيني هي تجربة ناجحة ومتميزة، ولكنها تحتاج إلى تطوير من خلال مشاركة الفنانين المحترفين والمتميزين وتقديم الدعم من الجهات المختلفة. ولا يخفى علينا أن مشاركات جمعية المرسم الحسيني أخذت حيزا واسعا طال الدول المجاورة مثل إيران والعراق والمنطقة الشرقية والكويت وسويسرا، إذ يشرفنا العضوية فيها باعتبارها إحدى الجمعيات الرسالية التي تحكي الواقع الإنساني وتدافع عن المحرومين من خلال الفن البصري الذي تقدمه للجمهور، فهي تنظم برامج في مناسبات مختلفة مثل القضية الحسينية وميلاد المسيح ومآسي السجون والشعوب المضطهدة والمحرومين والمعوقين.

العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً