العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ

الأسد الذهبي لفيلم أميركي في مهرجان البندقية يخلق المفاجأة

لم يكن منح لجنة تحكيم مهرجان البندقية التي ترأسها المخرج الألماني فيم فاندرز جائزة الأسد الذهبي للمخرج الأميركي وارن ارونوفسكي عن فيلمه «المصارع» متوقعا وخصوصا وأن الفيلم مبني على نحو كلاسيكي عادي ولا ينحو منحى سينما المؤلف التي يحبها فاندرز.

وأعرب فاندرز عن موقفه من النتائج حين أعلن أنه لن يشارك في لجنة تحكيم سينمائية أبدا من الآن وصاعدا. وقال في المؤتمر الصحافي الذي أعقب توزيع الجوائز «كرئيس للجنة التحكيم لم أمنح دائما الجوائز للأفلام التي كنت أود مكافأتها».

وكشف فاندرز عن صراعات اعترت جلسات لجنة التحكيم من دون أن يفصح عن تفاصيلها.

وتكونت اللجنة هذا العام إضافة إلى فاندرز من المخرج الروسي يوري ارابوف والممثلة الإيطالية فاليريا غولينو والمخرج البريطاني دوغلاس غوردون والمخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتل والمخرج الأميركي جون لانديس والمخرج الصيني جوني تو.

وأعرب فاندرز عن أسفه لكون قواعد مهرجان البندقية تمنع منح الفيلم الذي يحصل على جائزة كبيرة جوائز التمثيل، ما حرم الممثل الأميركي ميكي رورك العائد بعد غياب 15 من هذه الجائزة.

واعتبر عدد من النقاد أن رورك يحمل الفيلم على كتفيه في دور جيد لكن ذلك لا يبرر منح الفيلم جائزة الأسد الذهبي. فالفيلم عبارة عن ميلودراما عادية لكن متوازنة تصور زوال مجد ذلك المصارع الذي تحول إلى كهل بقلب ضعيف ويحتاج إلى ممارسة المصارعة كي يعيش في وقت لا يتقن فيه ولا يطيق ممارسة أي مهنة أخرى.

ويؤدي رورك دور بطل مصارعة من النوع الذي كان شائعا للغاية في الثمانينات في الولايات المتحدة إذ يعمد المصارع إلى التمثيل والحيل.

وكان «المصارع» قدم في اليوم الأخير من مسابقة البندقية بين 21 فيلما سعت إلى نيل الأسد الذهبي في مسابقة تميزت هذا العام بضعف مستواها العام واشتملت أفلاما هزيلة لم يفهم النقاد لماذا اختيرت لتخوض السباق على الأسد الذهبي.

أما جائزة الأسد الفضي فمنحت للمخرج الروسي الكسي جيرمان جينيور عن فيلمه «جندي من ورق» الذي يعود فيه ومن خلال تصوير رائع لمصير الفرد وانعكاسات الأيديولوجيا عليه في ستينات الاتحاد السوفياتي السابق وسط حمى السباق على غزو الفضاء.

وصور الفيلم في قاعدة بايكونور في كازاخستان في أجواء من البرد القارص عكست قساوة الطبيعة وقساوة الحياة وتمزق طبيب يعمل في القاعدة الجوية بين واجبه وبين أحاسيسه ويقينه بعبثية ما يدور من حوله.

وحاز هذا الفيلم أيضا جائزة «اوزيلا» لأفضل تصوير سينمائي ومنحت الجائزة لمديري التصوير في «جندي من ورق»: اليشر خميدوييف ومكسيم دروزدوف.

وحاز الفيلم الأثيوبي المشارك في المسابقة الرسمية «تيزا» للمخرج هايلي جيريمي جائزة لجنة التحكيم الخاصة. ويروي فيلم هذا المخرج الذي يعيش في الولايات المتحدة ذاكرة إثيوبية خصبة تتمهل عند الطفولة وتصور مصير الشباب والكادرات العلمية في هذا البلد الذي مزقته المآسي والحروب.

وقدم جيريمي صورة ضرورية وناقصة في المشهد السينمائي العالمي عن بلده الإفريقي إثيوبيا. وأنجز الفيلم بمساعدة فرنسية وألمانية في الإنتاج.

ومنح جيريمي أيضا جائزة «اوزيلا» لأفضل سيناريو. وسيشارك هذا الفيلم في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في مهرجان قرطاج السينمائي في دورته الحادية والعشرين.

ومنحت جائزة أفضل ممثل للإيطالي سيلفيو اورلاندو عن دوره في فيلم «اب جيوفانا» للمخرج بوبي افاتي، فيما منحت الفرنسية دومينيك بلان عن دورها في فيلم «الآخر» كأس فولبي لأفضل ممثلة.

ووقع الفيلم المخرجان المتميزان ماريو برنار وبيار تريديفيك. وقالت دومينيك بلان في ردها على سؤال لوكالة فرانس برس إنه «من النادر أن ينال الممثل دورا يدخل إلى عدمية الكائن، والدور خطير جدا، والمخرجان أعطياني حرية كاملة وثقة كاملة».

وتؤدي دومينيك بلان في الفيلم دور امرأة تريد أن تظل مستقلة وترفض الزواج. لكن حين يرحل صديقها ويرتبط بأخرى تصاب بالغيرة الشديدة وتصل إلى حافة الجنون.

أما جائزة مارسيللو ماستروياني لأفضل ممثل أو ممثلة شابة فمنحت للأميركية جنيفر لاورنس (18 عاما) والتي أدت دورا جيدا في فيلم غيلليركو ارياغا «ذي بيرننغ بلين» في أول إخراج له بعد أن برع في كتابة السيناريو.

وارتأى المهرجان أن يقدم جائزة أسد ذهبي خصوصا للمخرج الألماني ورنر شروتر عن مجمل أعماله بعد 40 سنة من العمل في السينما والمسرح أيضا حيث أخرج 70 مسرحية وصور فيلما في نابولي فاز بجائزة مهرجان تاور مينا، كما أخرج فيلما تدور أحداثه في باليرمو بجزيرة صقلية قدم في مهرجان برلين.

وترأس لجنة التحكيم الخاصة التي تكافئ العمل الأول، المخرج الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش الذي فاز العام الماضي بجائزة لجنة التحكيم في البندقية.

وقررت اللجنة منح الجائزة التي تحمل اسم «لويجي دي لورنتيس» لفيلم «مأدبة منتصف أغسطس» للمخرج جياني دي غريغوريو بعد مشاركته في تظاهرة «أسبوع النقاد».

وترتفع قيمة هذه الجائزة إلى 100 ألف دولار تقسم ما بين المنتج والمخرج إضافة إلى خدمات بقيمة 40 ألف يورو تمنح للمخرج من كوداك.

أما فيلم الجزائري طارق تقية «قبلة» الذي شارك في المسابقة الرسمية، فلم يحظ سوى بجائزة هامشية من النقاد السينمائيين المستقلين وذلك لأنه «يصور عالما من الاكتشافات وكونه يصور دراما الهجرة...»، وتمنح هذه الجائزة للمرة الثانية.

وكانت هذه الدورة أهديت لروح المخرج المصري الراحل يوسف شاهين وعرض له المهرجان مرتين فيلم باب الحديد الذي كان الفيلم الوحيد الذي أدى فيه بنفسه دورا فعليا كبيرا فأجاد وأحسن.

العدد 2197 - الأربعاء 10 سبتمبر 2008م الموافق 09 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً