برزت الشكوك الدولية في شأن النشاطات النووية الإيرانية أول مرة، في نهاية الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي. ولم يتم التثبت من هذه الشكوك حتى بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحقيقها المكثف، في البرنامج النووي الإيراني العام 2002، فأظهر أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم وفصل البلوتونيوم في منشآت سرية، بعيدا عن اتفاقية الضمانات الوقائية التابعة للوكالة الدولية.

وبالنظر إلى أهمية موضوع البرنامج النووي الإيراني، وانعكاسات البرنامج الاستراتيجية وعواقبه المحتملة على الأمن الإقليمي والدولي، نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ندوة بعنوان: «البرنامج النووي الإيراني: الوقائع والتداعيات» في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في 26 فبراير/ شباط 2006، ودعا إليها مجموعة من الخبراء والمتخصصين الذين سعوا لأن يلموا بمختلف جوانب قضية البرنامج النووي الإيراني.

وهذا الكتاب، الذي يضم أوراق العمل التي قدمها أولئك الخبراء في الندوة، يسلط الضوء على القدرات النووية الحالية لإيران، ويناقش احتمالات أن تقوم إيران بتطوير أسلحة نووية، ثم يستعرض تطورات البرنامج النووي، منذ انتخابات الرئاسة الإيرانية التي أجريت العام 2005 ويتناول الكتاب – أيضا الانعكاسات الاستراتيجية لامتلاك إيران برنامجا نوويا، ولاسيما بالنسبة إلى «إسرائيل»، كما يدرس آثار البرنامج النووي الإيراني على أمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويبحث في إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية أو «إسرائيل» بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.