العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ

الصحافة الإلكترونية هل هي بديل لـ «الورقية» أم منافسة لها؟

الوسط - محرر الشئون المحلية 

18 يوليو 2008

في ظل التحدي الذي جلبته شبكة الإنترنت، فرضت الصحافة الإلكترونية نفسها على الساحة الإعلامية كمنافس قوي للصحافة الورقية، إذ ظهرت الصحافة الإلكترونية لأول مرة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، لتشكل بذلك ظاهرة إعلامية جديدة ارتبطت مباشرة بعصور ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، إذ أصبح بمقدور من يشاء الإسهام في إيصال صوته ورأيه لجمهور واسع من القراء دونما تعقيدات الصحافة الورقية.

وبذلك اتسعت الحريات الصحافية بشكل غير مسبوق، بعد أن أثبتت الظاهرة الإعلامية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة، ليبرز لدينا السؤال المهم، هل من الممكن أن تحل الصحافة الإلكترونية يوما بديلا عن الصحافة المطبوعة أم منافسا لها؟

وأظهر تقرير أميركي نشرته شبكة «ميدل إيست» في العام 2007 أن الصحافة الإلكترونية في ازدهار وتقدم الأمر الذي قاد إلى تدهور الصحافة الورقية، إذ انخفض توزيع الصحف الورقية بنسبة 2.5 في المئة سنويا للصحف اليومية.

من جهته، أكد فايز الشهري في دراسة مع الباحث البريطاني باري كنتر أن قراء الصحافة الإلكترونية هم من فئة الشباب الذكور، وأن نسبة قراء الصحافة الإلكترونية بلغ نسبة 60 في المئة من شباب العالم العربي، وذلك يعطي إشارة على أن الصحافة الورقية أصبحت تقتصر على نسبة كبيرة من المسنين.

وأكد عقيل عبدالجليل (30 عاما) أنه من قراء الصحيفة الورقية على الرغم من سهولة وسرعة التصفح في الصحف الإلكترونية، لما يبعثه ذلك من ملل، كما أن الصحافة الورقية تساعد في قراءة أكبر عدد ممكن من الأخبار بما فيها الأخبار الصغيرة جدا في نظرة سريعة.

وتشارك كل من وجيهة عبدالشهيد وخديجة يوسف ما جاء به عقيل في أن الصحافة الإلكترونية تبعث بالملل على الرغم من أنها أسرع وأوفر من ناحية الكلفة، إلا أنهما تفضلان الصحافة الورقية، وتعلل وجيهة تفضليها للصحيفة الورقية لكونها من ناحية صحية أكثر راحة للعين أي أن التصفح الإلكتروني يتطلب جهدا مضاعفا من العين وكذلك الجسم إذ يتطلب الجلوس الطويل أما شاشة الكمبيوتر، وتضيف خديجة أن الصحيفة الورقية لكونها الأقدم لذلك فإن الارتباط بها يكون حميما جدا.

وتؤيد أبرار الغنامي أن الارتباط بالصحيفة الورقية حميم لكونها الأقدم، وترى أن لكل منهما لذته الخاصة، ففي ظل التطورات السريعة وضغوط العمل لا يتوافر وقت كبير للتصفح الورقي، إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن الصحيفة الورقية واستبدالها بالتصفح الإلكتروني، وترى الغنامي أن الصحيفة الورقية أكثر مصداقية من الصحف الإلكترونية، وهي بذلك لا تفضل واحدة على أخرى.

من جهته، أبدى حسين المطوع تفضيله للتصفح الورقي لكونه أسهل وأسرع من التصفح الإلكتروني، ويفضل قراءة الصحيفة الورقية لسهولة نقلها وقراءتها في أي مكان وزمان يفضله القارئ.

وتشاركنا الحديث فاطمة محمد محفوظ التي تفضل التصفح الإلكتروني على الصحيفة الورقية على اعتبار أن الصحيفة الإلكترونية تتوسع بشكل كبير في نقل الأخبار، كما يمكن للقارئ التوسع في الخبر من خلال مشاهدة الأخبار التي ترتبط بها، كما يمكن للقارئ الاطلاع على صحف خارج مجاله الجغرافي، وتضيف أن الصحيفة الإلكترونية توفر التفاعلية بين القارئ والأخبار من خلال إمكان التعليق عليها.

وينضم للحديث الصحافي بصحيفة «الوطن» صالح العم، الذي يرى أن عصر الصحافة الورقية سينتهي، لأن الصحافة الإلكترونية أصبحت أكثر متابعة وذات صدى وتفاعل أكبر من الصحيفة الورقية، كما أن سقف الحرية في الصحف الإلكترونية أكبر منه في الصحف الورقية، بالإضافة إلى أن الصحيفة الإلكترونية تتفوق على الصحف الورقية من خلال الطرح القوي والصريح بينما الصحف الورقية فإن موضوعاتها تقتصر على المدح والشكر والتمجيد وهي لا تتناول موضوعات قوية وصريحة.

ويرى العم أنه على الرغم من وجود خمس صحف يومية فإنها تفتقر إلى التنوع، فهي تطرح موضوعات متشابهة ولكن بأسلوب مختلف، وهو ما يبعث الملل ويؤدي إلى نفور القارئ الورقي منها، كما أن الصحيفة الإلكترونية حققت نقلة كبيرة في عالم الصحافة وذلك بظهور ما يسمى بالمواطن الصحافي أو «بلوغرز»، ويبدي العم قلقه مما تتعرض له الصحافة الإلكترونية من تحديات تتمثل في إغلاق الكثير من المواقع الإلكترونية من غير سابق إنذار، ويرى في ذلك محاولة لتقييد الحرية في الصحافة الإلكترونية ووضع سقف حرية لهذه المواقع من خلال القانون.

من جهته، يعارض رئيس التحرير المسئول بصحيفة «الوقت» فريد أحمد حسن ما جاء به الصحافي صالح العم بأن عهد الصحيفة الورقية سينتهي، ويرى أن السؤال نفسه تم طرحه عندما برز التلفزيون إلى الوجود «هل سيسحب البساط من تحت رجل الإذاعة التي كانت الوسيلة الأبرز في التواصل؟»، فقد ظن كثيرون أن ظهور التلفزيون يعني نهاية الإذاعة وخصوصا أن التلفزيون يخاطب حاستين من الحواس الخمس هما السمع والبصر وهو يعتمد بالدرجة الأولى على الصورة، بينما تخاطب الإذاعة حاسة واحدة فقط هي السمع، لكن الإذاعة لم تتأثر وظلت واحدة من وسائل الاتصال الفاعلة حتى اليوم، ويضيف حسن أن الصحيفة الورقية في اعتقادي الخاص ستستمر، وما حدث هو أن ظهور التلفزيون أعطى الإذاعيين الحافز لتطوير هذه الوسيلة والعمل على الارتقاء بها الأمر الذي أتاح لهم فرصة الإبداع الذي لولاه لانتهت، قياسا لمثال الإذاعة والتلفزيون فإن الصحافة الورقية لن تتراجع بل على العكس ما ستقوم به الإلكترونية هو تحفيز العاملين في الصحافة الورقية على الإبداع وبالتالي تطويرها، وبذلك فإن الصحافة الإلكترونية ستتطور أكثر وستكون سببا في تطور الصحافة الورقية التي لن يستغنى عنها حالها حال مختلف وسائل الاتصال التي ابتدعها الإنسان.

ويؤكد حسن أن الصحافة الورقية ستسعى إلى الاستفادة من الصحافة الإلكترونية وستوظفها لخدمتها وهو ما يمكن التدليل عليه اليوم إذ بدأت الصحف المحلية في التوقف عن نشر أسماء الناجحين والمستفيدين من الخدمات المختلفة كالإسكان والاكتفاء بنشرها على مواقعها الإلكترونية ما يتيح لها توفير كميات من الورق هي في حاجة إليها والاستفادة من الورق في تقديم خدمات معلوماتية أفضل للقارئ. ويضيف حسن أن التطور سنة الحياة لكن يظل لكل وسيلة اتصال دورها وشأنها وتأثيرها ومن الصعب أن تزيح إحداها الأخرى وإلا لما شهدنا ما نشهده اليوم من إقبال على معارض الكتب، فهل انتشار الكمبيوتر أبعد الناس عن الكتاب؟

بعد هذا كله نعود ونسأل هذا السؤال: الصحافة الإلكترونية هل هي بديل للصحافة الورقية أم منافس لها؟

العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً