العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ

القطان: الزواج سنّة المرسلين والأسرة الصالحة أساس المجتمع

أوضح خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس أن «الحياة الهانئة ضرورة من ضرورات الحياة، ليستقر المجتمع ويحصل النماء والبناء ويتفرغ الخلق للعبادة والعمارة، والنفس البشرية قد جبلت على أن تسكن وتطمئن إلى نفس أخرى».

وتابع «من هنا جاءت أهمية الزواج في الإسلام والعناية بالأسرة، ودعا إلى تيسيره ونهى عن تعسيره، فالزواج من سنن المرسلين وهدي الصالحين. ولقد عني الإسلام بتكوين الأسرة المسلمة وإصلاحها، لأن الأسر أساس المجتمع، ذلك أن استقرار البيوت وصلاح الأسر لا يكون إلا باستقرار الزوجين».

وقال القطان: «كما أن فاقد الشيء لا يعطيه، فالأب والأم التعيسان في الحياة الزوجية لا يمكن أن يقدما للمجتمع شيئا، فالزواج الناجح نجاح للمجتمع، وخرابه خراب الديار. وإن أتباع إبليس سعوا إلى تفكيك المجتمع، حتى ارتفعت نسبة الطلاق وارتفعت نسبة العنوسة بشكل أكبر، وفيه فساد المجتمع ونبات الضغينة بين الأسر، وعلى المصلحين والإعلاميين العناية بهذا الجانب. إننا نعلم جميعا أن الكلام عزيز، وأن الكمال لا يمكن أن يوصل إليه، وأن الزوجين لا يمكن أن يكونا متكاملين في كل شيء، فيكفي أنهما ذكر وأنثى، وقد تدب معالم الخلاف، ولم يسلم أي بيت من ذلك حتى بيت النبوة، ولكن الزوجين الصالحين يعرفان كيف يتوادان ويتماسكان، والخلاف لا يزيدهما إلا تماسكا وألفة».

ولفت إلى أن «بعض الزيجات أصبحت نكدا بدل أن تكون سكنا ورحمة، ولا شك أن من أعظم المصائب خراب البيوت. نعم، من بادر الله بالمعاصي هل ينتظر أن يوفقه الله، فمن يعصي الله لا ينتظر أن تطيعه زوجته، وكذا بالنسبة إلى الزوجة». وقال: «أيها المسلمون، من المعاصي ما هو عام فتضيع الصلوات والحقوق، ومنا ما هو خاص كالحقوق الزوجية، وإن لمن أشهر المعاصي التي تهاون فيها الناس التقصير في حقوق الزوج أو الزوجة، فينبغي على الزوجين استحضار حال الوفاء بالحقوق وأنهما يطيعان الله في ذلك. أيها المسلمون عليكم بحسن الاختيار بين الطرفين ليكون الوئام والانسجام نقطة مهمة، والتقصير في ذلك سبب الدمار، ومنها إجبار المرأة على الزواج من رجل لسبب من الأسباب، إن هذا لظلم لها».

وأضاف «من سوء الاختيار عدم الاهتمام بشئون الدين، فيسأل عن الجاه والحسب والمال، وينسى الخاطب أن من قصرت في حق الله لن تقوم بحق زوجها، وربما يؤسس البيت على ذلك ويكون على شفا جرف هار. وكم من امرأة صالحة عفيفة بليت بزوج لا يصلي ويقترف المحرمات، وكم من رجل اشترط كل الشروط الدنيوية في مخطوبته ونسى الدين، وكان ذلك سبب تفريق وانهيار البيت. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: على أي أساس يكون الاختيار، وذلك نحصل عليه في الحديث النبوي: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه».

وقال القطان: «من افتتح حياته الزوجية بالمخالفات الشرعية فهل ينتظر التوفيق من الله، وأعني بذلك البدء بالزواج بالمخالفات الشرعية والاختلاط بين الرجال والنساء والمباهاة بالتجهيز، حتى تحولت بعض الحفلات إلى أسباب بالمعاصي. كما أن تدخل الزوجين غير مقبول، والتشكي من طرف من الأطراف ليس من الدين في شيء، وإذا تأزمت الأمور يدخل من يصلح لا من يفسد».

وفي خطبته الثانية لفت إلى أن «من بواعث المشكلات الأسرية النظرة القاصرة إلى الحياة الزوجية، ونسيان ما دعا إليه الإسلام من شروط الزواج، ولو استحضر الزوجان المعاني السامية للإسلام لتجاوزا كل العقبات. وكذلك النظرة القاصرة للنسب والجمال، فليجعل المسلم الدين المقصد. بعض الناس يكره امرأة لأن تلك أطول منها أو أعلم منها، ويبدأ المسكين يقارن ويتحسر، وكذا المرأة، والنظرة إلى الجمال وما ابتلينا به من الأفلام والمجلات، فلا ترضي المرأة رجلا لأنها ترى في الصورة من هو أجمل منه، والرجل لا يرضي امرأته لأنه يرى تلك أجمل منها، ولم تكتف بعض القنوات من عرض الصور الفاضحة، بل حسّنت المنكر وقبحت المعروف، إن ما تقوم به هذه الوسائل هو ما نهى عنه الدين الحنيف من إفساد الرجل أو المرأة على بعضهما البعض، وشوّهت معنى القوامة، وباتت المرأة تنازع الرجل فيه بعد أن شوهت هذه القنوات هذا المعنى».

العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً