تحدث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن ضرورة الوحدة في المجتمعات الإسلامية، ودعا إلى الاجتماع على المشتركات، والعمل على تفعيل الطاقات في سبيل الارتقاء بالأوطان، وأشار العصفور إلى الخصومات والصراعات، وخصوصا الخصومة الدينية التاريخية وما نتج عنها من أضرار ومشاحنات ومصادمات والتي لم تنتج سوى مزيد من التفرقة والضعف.
وبين العصفور موقف أئمة أهل البيت (ع) وخصوصا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وجهود الأئمة في تعزيز وحدة الأمة ودرء الأخطار عنها، وتحدث عن المناسبات الدينية في شهر رجب وتوسع في الحديث عن شخصية العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام في ذكرى وفاتها، وتطرق إلى دورها ومواقفها فهي شريكة الحسين في نهضته، والتي تحملت مسئولية هذه النهضة بعد شهادته عليه السلام، فسجلت أعظم مواقف البطولة والشجاعة والإباء وجسدت أروع مشاهد الفضيلة والعفة والوقار، فهي قدوة المرأة المسلمة والفتاة والمؤمنة بتمسكها بقيمها وثباتها على مبادئها، ثم ربط ذلك بما تحقق على أرض لبنان الشقيقة ومقاومة هذا الشعب الأبي الذي استلهم معاني العزة والكرامة والبطولة من عبق هذا التاريخ المجيد لعظماء الإسلام.
وقال العصفور إن المقاومة الإسلامية تسجل انتصارا كبيرا جديدا آخر بعودة الأسرى المحررين وجثامين الشهداء الأبرار، هذه العودة المظفرة التي أعادت للأمة هيبتها وعزتها.
وأوضح العصفور أن لبنان احتفل بهذه المناسبة الكبيرة بكل طوائفه وأحزابه وفئاته في هذا المشهد المهيب، وما أجمل أن يجتمع الفرقاء والمختلفون في بلد مهما فرقتهم السياسة أو الظروف الطارئة، أن يجتمعوا على المشتركات الكبيرة وهي استقلال الوطن ووحدته، وعزته وسيادته، والاجتماع على العمل على بنائه وإعماره، وقال إن هذا الانتصار هو فخر للأمة كل الأمة، ويمكن أن يتعلم الآخرون الدروس من هذا البلد الكبير في مواقفه.
العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ