العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ

«رحلة الهيب هوب» فيلم يروي قصة الموسيقى عند الفلسطينيين

تلقي مخرجة أميركية سورية شابة الضوء على نشأة وتطور أغاني الـ «هيب هوب» عند الفلسطينيين الذين يعيشون في «إسرائيل» وغزة في فيلم وثائقي يمتد إلى 85 دقيقة عرض مساء (الخميس) في قصر رام الله الثقافي في الضفة الغربية.

جاكي سلوم المولودة لأب سوري وأم فلسطينية وتحمل الجنسية الأميركية قالت بعد عرض فيلمها «رحلة الهيب هوب»: «الفيلم أول تجربة إخراج أقوم بها لفيلم طويل هدفي منه تغيير صورة العرب في وسائل الإعلام الأميركية.» وأضافت «استغرق عمل الفيلم مني أربع سنوات ونصف السنة، وكان أول عرض له في مهرجان صن دانس في الولايات المتحدة، إذ عرض ست مرات وفي كل مرة كانت القاعة تمتلئ بالحضور الذين كان يبدو على عدد كبير منهم الاندهاش وهم ينظرون إلى صورة أخرى عن الفلسطينيين».

يرافق الفيلم على مدار أربع سنوات ونصف السنة أول فرق الـ «هيب هوب» الفلسطينية وهي «دام» في اللد وظهرت العام 99 و «عربيات» في عكا، و «الراب الفلسطينية» في غزة، ومحاولة لإنشاء فرقة في مخيم الدهيشة في بيت لحم.

تقدم هذه الفرق صورا عن الظروف التي يعيشها أفرادها، التي يظهر الفيلم أنها كانت سببا لبحث هؤلاء الشبان عن طريقة يتمردون بها على واقع صعب في اللد وعكا، حيث قلة الخدمات وانتشار المخدرات والعاطلين عن العمل والإحساس بالتمييز بين الفلسطينيين واليهود الذين يعيشون في «إسرائيل» والاحتلال في غزة.

وقالت جاكي «البداية كانت عندما كنت في سيارة تاكسي في أميركا واستمعت إلى اغنية راب عربية (مين إرهابي) كان ذلك في العام 2002 ومنذ ذلك الوقت قررت أن أعمل فيلم عن الهيب هوب في فلسطين وكانت البداية في العام 2003 عندما توجهت إلى فلسطين لزيارة أقارب لي». وأردفت جاكي التي ظلت تعود إلى المنطقة كل عام منذ العام 2003 «بالإضافة إلى عودتي كل عام على مدار أربع سنوات، عملت على ترك كاميرا لدى كل فرقة في عكا واللد وغزة لتقوم كل فرقة بتصوير نشاطاتها، إضافة إلى أنني حصلت على صور منهم قبل أن اتعرف إليهم. وعلى رغم ان مدة عمل الفيلم استغرقت أربع سنوات ونصف السنة فإنه يروي تسع سنوات من الهيب هوب الفلسطيني».

يقدم الفيلم صورة شاملة عن أوضاع المجتمع الذي تعيش فيه الفرق ونظرة الناس لهم وموقف عائلاتهم من غنائهم. وتستحضر المخرجة الأوضاع التي كانت سائدة في غزة خلال حوادث هدم المنازل والمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصعوبة تنقل الفلسطينيين من مكان إلى آخر قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة العام 2005 وشعور أعضاء فرقة «الراب الفلسطينية» في غزة بأنهم في سجن كبير.

وقالت جاكي: «فوجئت بالحفل الذي نظمته الفرقة في غزة وحضره أكثر من خمسمئة شاب وفتاة. كنت لا أعرف أن مثل هذه الأشياء تحدث في غزة». وأضافت: «أغاني الراب التي تتحدث عن المعاناة وصعوبة الحياة سواء كانت اجتماعية أو سياسة تصل إلى الجمهور مباشرة لأنها تخرج من القلب مباشرة لذلك تكون مقنعة».

وتغني فرق «الراب الفلسطينية» في «إسرائيل» أغاني الـ «هيب هوب» بثلاث لغات هي: العربية والعبرية والإنجليزية، وتستحضر المخرجة أشكالا من هذه الأغاني في فيلمها، إضافة إلى مشهد من برنامج على تلفزيون إسرائيلي يستضيف فيه فرقة «دام».

ويوضح الفيلم تفاصيل أغنية «مين إرهابي» لفرقة «دام» التي تتحدث عن أوضاع الفلسطينيين في «إسرائيل» ومن كلماتها «مين إرهابي... أنا إرهابي كيف وأنا عايش في بلادي... أنت بتلعب دور المحامي والشاهد والقاضي». وتم تنزيل مليون نسخة منها على الإنترنت.

وتظهر في الفيلم مغنيتا «راب» فلسطينيتان من عكا تمكنتا من تجاوز كل العقبات الاجتماعية لتعتلين المنصة أمام الجماهير لغناء «الراب» وأسستا فرقة «عربيات». ويشير الفيلم إلى حادث تعرض مطربي «راب» من مخيم الدهيشة للاعتقال بعد إحياء حفل «راب» قدموا فيه أغنية مجدوا فيها صديقا لهم قتل برصاص الجيش الإسرائيلي، وواجهوا تهما صعبة، تظهر مكالمة تلفونية بينهم وبين أعضاء فرقة «دام» أن المدعي العام يطلب لهم السجن لسنوات طويلة ولم يشر الفيلم إلى ماذا حدث معهم بعد ذلك. ويعرض الفيلم لقطات لحفلات شاركت فرق «الراب» الفلسطينية في إحيائها في الضفة الغربية وقطاع غزة و «إسرائيل» ونيويورك وأمستردام. وقالت جاكي إن فيلمها المترجم إلى الإنجليزية الذي كان أول عرض له في مهرجان «صن دانس» في يناير/ كانون الثاني الماضي، وتبعه عرض في عمّان ورام الله، سيعرض في الكثير من دول أوروبا لكن «العرض الأجمل بالنسبة إلي هنا في رام الله».

وأضافت: «أنا في هذا الفيلم أقدم صورة أخرى عن العرب لا يعرفها الغرب، لأنه لا يرى عن العرب سوى ما تنقله إليه وسائل الإعلام». وترى جاكي في فيلمها «توثيقا لانطلاق الهيب هوب في فلسطين». وبعد انتهاء عرض الفيلم تراقص جمهور الفيلم على عرض حي لفرقتي «دام» و «عربيات» اللتين قدمتا مجموعة من أغاني الـ «هيب هوب» ذات كلمات على الإيقاع السريع.

ويرى أعضاء فرق الـ «هيب هيب» خلال أحاديثهم في الفيلم أنه على رغم حداثة الـ «هيب هوب» في فلسطين فإنه ينتشر بسرعة. بدأت مؤسسة فنية فلسطينية الأسبوع الماضي بدعم دنمركي، في عمل مشروع لأغاني الـ «هيب هوب» يستمر ثلاث سنوات، سيفتح المجال أمام هواة هذا الغناء لتطوير قدراتهم وتشكيل فرق فنية خاصة بهم.

العدد 2148 - الأربعاء 23 يوليو 2008م الموافق 19 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً