العدد 2156 - الخميس 31 يوليو 2008م الموافق 27 رجب 1429هـ

قصة نجاح معلّم

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

غابت عن الساحة الكثير من القيم والمبادئ التي كانت من ركائز المجتمع البحريني، واستبدلت بقيم غربية وخارجة عن نمط الأسرة البحرينية، وذابت الشخصية الكارزماتية المؤثرة في المجتمع المحلي التي تؤثر على أبنائنا وبناتنا؛ حيث كان في السابق للمعلم القائد نوعٌ من الرونق والقوة والهيبة، ولكن للأسف نرى أن هذه الشخصية تبعد تدريجيا عن أبنائنا.

من هذا المنطلق آثرنا التطرق إلى قصة النجاح التي نهديها إلى العظماء من مدرّسينا ومدرّساتنا، الرعيل الأول من المتفانين في التربية والتعليم. ونزفُّ اليهم هذه الكلمات: منكم يا معلمينا نهلنا العلم والمعرفة. ومنكم تشكلت شخصياتنا. لا نجد لشكركم طريقة أفضل من هذه الكلمات، في وقت يتخبط أبناؤنا في فهم المعلم والقيمة الحقيقية له في مسار التربية والتعليم. لا ننسى ذلك اليوم الذي تربينا فيه من قِبل إحدى مدرّساتنا على أهمية احترام الكبار، ولا نذكر إلا الذهاب إلى المكتبة مع مدرّسة اللغة العربية التي علمتنا كيف نقرأ ولماذا نقرأ، ولا نجد إلا الاحترام والتقدير لمدرّسة الدين التي فهّمتنا القيم والمعاني الصحيحة لديننا الحنيف وأخلاق رسولنا الكريم (ص). وتعجز الكلمات لتعبّر عن مدرّسة الفلسفة وعلم النفس التي أعطتنا مفاتيح التعامل مع الآخرين ومعطيات الذكاء الاجتماعي، والتي مازلنا نستخدمها في بيوتنا وحياتنا الاجتماعية.

إن النجاح عنصر اجتماعي مهم في بناء المجتمع، ومن دونه لا يجد المرء لنفسه قيمة أو هوية. لقد تربينا على القيادة والنجاح، لا الجهل والاستهتار، وفي هذا الشأن نتمنى من أحبائنا الطلبة أن يصبروا على العلم ويجاهدوه، وأن يحتسبوا الأجر على جفاء بعض المدرّسين وشحنات غضبهم، فلقد قال الإمام الشافعي - رحمه الله - في بيت شعر مطلعه الآتي:

واصبر على مر الجفا من معلّمٍ فإن رسوخ العلم في نفراته

فلو أخذ العلم باللين دائما لفشل المعلم في تحقيق مطلبه. فالوسطية من قِبل المعلم والجد هما ركيزتان لا نستطيع التفريق بينهما. فكل مدرّس يريد الأفضل لأبنائه ولا يريد الرسوب أو التعثر لهم في الدراسة.

فهذه هي قصة نجاح الرعيل الأول من المعلمين، الذين أثبتوا للبحرينيين لا بل للمجتمع الخليجي بكامله مدى اطلاعهم وفائدتهم في تنوير الشباب، وتغذيته بالمعارف والعلوم التي يحتاج إليها في حياته.

ومتى يا ترى نجد تألّق بقية الأجيال من المعلّمين في تعليم أبنائنا بالطريقة المُرْضِية؛ إذ إن الكثير منّا في خضمّ الحياة فقد المعنى الحقيقي والإيمان بأهمية المعلم، فأصبح التعليم مهنة من لا مهنة له، ولنستفد من تجارب الرعيل الأول في طرق التدريس وتوصيل المعلومة، وخاصة أننا في فترة الصيف وكثير من المعلمين ليس لديهم أنشطة ويعانون من وقت فراغ طويل وحالة انعدام «المعاش»، التي تجعلهم مسجونين في بيوتهم، ونسأل الله أن يفك همَّهم ليعطوا بلدنا الكثير والكثير. فصلاح المعلّم يتبعه صلاح الجيل.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2156 - الخميس 31 يوليو 2008م الموافق 27 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً