العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ

كلمات حول المال والعقار قبل المذكرات

مذكراتعبدالرحمن النعيمي*

تعيد «الوسط» نشر مذكرات المناضل عبدالرحمن النعيمي الذي لا يزال طريح الفراش، آملة من خلال نشر هذه المذكرات إعادة جزء من دَيْن الوطن وأبناء شعبه إلى المناضل الذي أحبوه وأحبهم، وأخلصوا له وأخلص من أجلهم.

طلب منّي الرفيق والصديق رئيس تحرير مجلة الديمقراطي، أنْ أبدأ كتابة مذكراتي لنشرها على حلقات في المجلة المركزية لجمعية العمل الوطني الديمقراطي، فوعدته خيرا ثم اعتذرت عندما وجدت الوقت ضيّقا، وتعوّدت أن انتقد رئيس التحرير على تأخر صدور المجلة الشهرية، وتكون حجته باستمرار عدم التزام الرفاق بتسليم موضوعاتهم في الموعد المحدد، اعتذرت بحجة أنني منشغل (معذرة لصاحب المقولة ـ الانشغال والاشتغال) هذه الأيام بربط أمتعتي وكتبي للانتقال من شقة الإيجار في أم الحصم الى مكان آخر، عسى أنْ يكون خاتمة الانتقالات، ثم وجدتُ المسألة ضاغطة عليّ حيث أنني قد اشتريت البيت الجديد في منطقة قلالي، وما يمكن أنْ يثيره الشراء من حب الفضول لدى البعض؛ ليسأل من أين لك هذا؟ وإذا رفضت الإجابة فقد يتكرّم أحدهم؛ ليقول تلك كوبونات صدّام التي بدأت تخرج وستجدون المزيد في الأيام القادمة!! أو انها من المكرمات الأميرية التي أخفاها (المناضلون) أو أنها الضغوطات على جمعية العمل للتخلّص من النعيمي لقاء بعض المال، كما تبادر الى ذهن أحد الأعزاء!

لم يكن المال يستهويني منذ الصغر، أذكر انني ـ في الخمسينات من القرن الماضي ـ حصلت على عشر روبيات ـ وكان ذلك يعد مبلغا كبيرا في تلك الأيام ، حيث كان الوالد يزوّدنا يوميا بأربع آنات وفي أحسن الأحوال عندما كنت في الثانوية بنصف روبية ـ في الطريق أمام أحد الدكاكين في الشارع الرئيسي الوحيد آنذاك في الحد، وكنتُ لا أتجاوز العاشرة من العمر، ارتعبت من انحناءتي والتقاطي المبلغ، وتلفت يمنة ويسرة، ثم قررت أنْ أعود الى صاحب الدكان؛ لأضع عنده المبلغ وأقول له: إنّ المبلغ قد حصلتُ عليه من الشارع، واتمنى أنْ يعود إلى صاحبه.. لم يتردد صاحب الدكان من القول بأن المبلغ له، وقد سقط من جيبه!

***

عندما عدنا الى البحرين بعد غياب طال ثلاثة وثلاثين عاما تنقل الرفاق خلالها في العديد من البلدان العربية.. كان الأخ العزيز (أبو محمد) والرفاق يصرّون أن يستأجروا لكلّ رفيق يعود من المنفى بيتا يليق به، أو بحسب ما يقرر.. وبالتالي تم استئجار بيت في عراد لمدة غير محدودة.

وفي اللقاء مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان، رئيس الوزراء، سألني بعد انتهاء المقابلة عن مكان سكني وهل أملك بيتا، فأجبت بالنفي، فقال: سنأمر لك ببيت هناك، فشكرته، وأبلغته بأنني قد أستأجرت البيت لمدة سنتين.. فردّ مشكورا: سندفع الإيجارعنك.. فشكرته وأضفت بأنّ الإيجار مدفوع ولأكثر من عامين!

إلا أنّ أحد الإخوة العائدين بادر ـ دون أنْ نطلب منه ـ بالطلب من الديوان الأميري بأن يتم التعويض لعشرة من الشخصيات الديمقراطية من جبهة التحرير الوطني والجبهة الشعبية.. (تعويضا) عمّا عانوه من غربة وتضحيات.. وأن تعطى لهم بيوت ومبالغ مالية فغالبيتهم لايملكون بيتا في البحرين، ويحتاجون إلى دعم من صاحب المكرمات..

وعلى ضوء ذلك، وفي مشاورات لم يكن لنا ضلع فيها.. قرر الديوان الملكي صرف خمسة وعشرين ألف دينار لكلّ من العشرة .. وتم استدعائي من قبل مستشار صاحب الجلالة لإبلاغي بالمسألة، وأنّ هناك بيتا تم صرفه لي، ومبلغا قدره خمسة وعشرون ألف دينار… فشكرته، وأبلغته بأنني لا أستطيع استلام أيّ شيء من دون الرجوع إلى الرفاق لمعرفة رأيهم في ذلك..

وكان قراري والأخ العزيز رفيق العقود الأربعة الماضية من العمل النضالي (عبدالنبي العكري) واحدا.. نشكر جلالة الملك، ونعتذرعن قبول المبلغ إذا كان مقتصرا على بعض العائدين، وخصوصا من التيار الديمقراطي، (حيث إنها واضحة المرامي: الوقيعة بيننا وبين التيار الإسلامي المناضل، وكسبنا إلى جانب النظام) ونطالب بتشكيل لجنة لبحث أوضاع العائدين كافة ومعرفة ظروفهم وما يستحقه كلّ منهم من دعم؛ لتمكينه من ترتيب أوضاعه.. وليس تعويضا.. فليس هناك مناضل، يستحق هذا اللقب، يعتبر ما قام به من تضحيات وتشرد وعذابات المنفى، يستحق التعويض سوى أن يستجيب الحكم للمطالب العادلة التي ضحّى من أجلها شعب البحرين والتي عبّر هؤلاء المناضلون عن تبنيهم لهذه المطالب وقدّموا التضحيات المطلوبة منهم، وبالتالي لسنا في الوارد لدينا المطالبة بتعويضنا عن قرار اتخذناه بأنفسنا، وبقناعة مطلقة لا نزال نفتخر ونعتز بها، وكلي ثقة بأننا لن نسلك طريقا آخر إذا وضعنا في ذات الظروف السابقة، وووجهنا بذات التحديات الكبيرة التي واجهها شعبنا في الستينات وما تلاها من سنوات صعاب، في النضال ضد السلطة البريطانية، وضد السياسة غير الديمقراطية التي سار عليها الحكم طيلة الفترة الماضية، مقدّرين في الوقت ذاته، عاليا ، المبادرة التي قام بها جلالة الملك لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي عصفت البلاد بقوّة منذ تطبيق قانون أمن الدولة، والمؤامرات المتكررة على الحركة الديمقراطية (الجبهة الشعبية وجبهة التحرير الوطني البحرانية، ثم الحركة الإسلامية ممثلة في الجبهة الإسلامية؛ لتحرير البحرين إلى حركة أحرار البحرين) والتي تصاعدت منذ الانتفاضة الشعبية المباركة العام 1994 حتى مجيء صاحب الجلالة… ونتمنى في الوقت الحاضر، ونحن نرى الأخطار التي تحيط بالوحدة الوطنية وبالمشروع الإصلاحي الذي كثر الحديث عنه، أنْ تكون لدى جلالته مبادرة بمستوى ما قام به العام 2001، بالدخول في حوار مع المعارضة السياسية والتوصّل الى حلول مقبولة في المسألة الدستورية وعبر قنوات حقيقية، لا عبر مابات واضحا أنه مكبّل بعدم القدرة بالمواد الواضحة المنصوص عليها في الدستور الجديد.

في تلك الفترة، وبعد أنْ تشكل المنبر الديمقراطي التقدّمي الذي وجدنا فيه واجهة لجبهة التحرير الوطني البحرانية… سرت في صفوف العناصر المرتبطة بالجبهة الشعبية موجة من العودة الى ترتيب الصفوف وإعادة تنظيم الجبهة موجهين الانتقادات الشديدة لي على ما قلته في الندوة الجماهيرية بأننا وضعنا الجبهة الشعبية في الثلاجة… هكذا تم تشكيل هيئة قيادة موسّعة ضمت عددا من الكادر الحزبي الأساسي للجبهة الشعبية، ووضعنا على عاتقنا منذ البداية توجيه السؤال: هل تريدون إعادة تنظيم الجبهة الشعبية، سرا أم علانية.. ام أنّ خياركم هو جمعية العمل الوطني الديمقراطي؟ وكان القرار الجماعي في تلك الهيئة القيادية هو جمعية العمل الوطني الديمقراطي.. وكان علينا أنْ نرى رأي الرفاق كافة في هذا الموضوع الحيوي.

وحيث إننا أبلغنا مستشار جلالة الملك بالرد عليه خلال أيام بشأن موضوع (التعويض والبيوت) فقد طرحنا الموضوع برمته على اللجنة القيادية المذكورة التي تغيّب عن حضور تلك الجلسة أحد أعضائها نظرا لسفره، واتخذنا قرارا بالإجماع بعدم استلام المبلغ أو البيت، وأنْ نبتعد عن أية إغراءات تقدّمها السلطة، والتي لا يمكن تفسيرها سياسيا إلا بالرشوة للشخصيات المذكورة لسحبها إلى جانب السلطة وبالتالي إبعادها عن الحركة الشعبية المتمثلة في التيار الإسلامي الشيعي.. وأنْ نباشر في جمْع التبرعات من أعضاء الجبهة وأصدقائها كافة ومن يرى في الخطوة التي أقدمنا عليها موقفا صائبا وحكيما .. بحيث نجمع ما يمكن الرفاق العائدين من ترتيب أوضاعهم لشراء بيوت لهم بحسب خياراتهم، وبحسب الأولوية بحيث يكون النعيمي آخر العناصر التي يتم شراء بيت له… وكتبنا رسالة إلى جلالة الملك نشكره ونقدّر موقفه ونقترح على جلالته تشكيل لجنة من العائدين لدراسة الموضوع، وقد وقع على الرسالة عبدالرحمن محمّد النعيمي وعبدالنبي العكري فقط، وأخذت الرسالة إلى مستشار جلالة الملك.. الذي استغرب الموقف.. فسألته: مَنْ تبرع بالبيت لي.. فقال: سمو الشيخ خليفة بن سلمان… فرددت عليه.. كيف أقبل بيتا من الشيخ خليفة بن سلمان.. وأنا الذي انتقدته طيلة السنوات الماضية.. وأرى ضرورة تنحيه عن منصبه مُعتبرا أنه المسئول عن كلّ المرحلة السابقة من حياة البلاد … هل يمكنني انتقاد من خصّني مع عدد من الرفاق من دون سائر العائدين بالبيوت والتعويضات .. وكان رد المستشار وإذا كان البيت من صاحب الجلالة.. فكاد ردي أرى ضرورة معالجة الموضوع بأكمله بدلا من معالجة حالات فردية.. وأنا أعرف أنها لكسب هذه النخبة من الشخصيات السياسية ..

وحيث تجمد وضع تلك الهيئة القيادية .. وتم تجميد وضع الجبهة الشعبية مجددا بعد السماح لجمعية العمل الوطني الديمقراطي، ثم الخلافات التي برزت وسط الرفاق العائدين.. ووسط الرفاق الأساسيين في الجبهة والتي برزت بوضوح في انتخابات مجلس إدارة جمعية العمل الوطني الديمقراطي… ثم افتراق (الرفاق) … وحيث سمحت لنا الخمسمئة دينار التي كنّا نحصل عليها من جريدة أخبار الخليج لقاء المقالات الأسبوعية باستئجار بيت، فقد تركنا قلعتنا في عراد.. واستأجرنا شقة ذكّرتنا ببيتنا في سورية .. خصوصا أنها في الطابق الأرضي حيث لم يعد ممكنا لرفيقة الدرب استخدام ركبتها بالجدارة التي كانت تستخدمها في السبعينيات في ظفار وعدن أو الثمانينيات والتسعينيات في سورية في شقتنا بالطابق الثالث.

وبالرغم من إلحاح الأخ العزيز بأن يشترى لنا بيتا مع أفراد العائلة من الإخوة والأخوات.. فقد كنت منشغلا عن هذه الهموم.. حتى برزت لنا قصة لم تكن بالحسبان.. هي قضية ابن عم عزيز وغال عليّ هو (سالم علي النعيمي) الذي توفي في الولايات المتحدة وهو من ضمن السلك الدبلوماسي القطري، منذ عدّة سنوات.

توفي والده وهو صغير، كان والده من أعز إخوان الوالد، فاعتبره أحد أبنائه، وسكن معنا في بيتنا في الحد، وعاش معنا مرارة تلك الأيام، حيث المعاناة الصعبة لمن كانت له أم وسط غابة من النساء والإخوان وزوجاتهم (في بيت بطريركي يضم قرابة عشرين فردا) فكيف من يعيش تحت رحمة الأقرباء.. وبالرغم من دراستنا المشتركة، وبالرغم من تنقلنا ليليا للنوم في أحد الغرف، حيث لم تكن لدينا غرفة للنوم/ وأذكر أننا نمنا في عدد من الليالي مع الفئران في المخزن! إلا أنه كان متمردا.. هرب من البيت الى بيت أخته في أم الحصم.. ثم انتقل معها الى قطر.. وعاش حياته الخاصة.. ثم تعلم والتحق بالسلك الدبلوماسي القطري.. وأصبح ملحقا ثقافيا بالسفارة في واشنطن.. وبعد تقاعده لم يعد إلى قطر.. ففضّل البقاء هناك… وكنّا على اتصال متقطع يتابع حركاتي ولا يتوانى عن التواصل.. حتى بعد خروجي من السجن في سورية إبان حرب الخليج الثانية بعد الغزو العراقي للكويت .. ثم انقطعت أخباره حتى وفاته في منتصف التسعينيات.

لم يكن له ذرية.. لذلك غمره النسيان.. حتى كان يوما من الأيام عندما جاء مَنْ يستفسر من أحد الإخوة عن (سالم علي النعيمي).. لأنّ هناك أرضا يُريد شراءها وعرف أنها لسالم النعيمي.. وبدأ فتح الصفحة من جديد.

لم يكن ديوان الموظفين في قطر يعرف أن هذا الدبلوماسي قد توفي منذ عدّة سنوات.. وبالتالي فقد كان راتبه يحوّل بشكل اتوماتيكي إلى حسابه حتى تراكمت الالاف (وعندما عرف ديوان الموظفين بذلك، طلب استعادة كلّ المبلغ غير القانوني الذي تم تحويله الى المتوفي).. وعندما فتح الملف.. وبات من الضروري تصفية الإرث.. وحيث لا ولد ولا والدة … وبحكم الشرع صار أخوه من أمه وأبناء عمّه وليس بنات عمه.. هم الورثة الوحيدون … هكذا غمرنا سالم حيّا وميتا بفضائله… وحصلنا على جزء من الإرث.. ورفض أشقائي إلا أن يتبرعوا بحصصهم لأخيهم عبدالرحمن فارضين عليه شراء بيت ومغادرة حياة الأجرة في البحرين… خصوصا بعد أن تكرّم رئيس تحرير أخبار الخليج، بعد الانتخابات الأخيرة لإدارة جمعية العمل الوطني الديمقراطي وخروجي من الإدارة، بعدم السماح لي بالكتابة الأسبوعية، ثم قطع تلك المكافأة التي فسرها البعض بأنها هبة من أحد كبار المسئولين لعبدالرحمن، فأراحنا أنور من الكتابة في صحيفته التي نعرف حجم تحسسه من أية انتقادات نوجهها للحكومة، واحترام رئيس تحريرها لحرية التعبير، وأراحنا من أولئك الذين يتصوّرون بأنّ الناس على شاكلتهم يمكن شراؤهم بحفنة من الدنانير! وبات من الضروري التفكير بشكل آخر، خصوصا أن الاصدقاء يلحون بضرورة التفكير في بيت.. وفي المقدّمة منهم المرحوم فهد الضاعن الذي لم يتردد عن إرسال مبلغ خمسة آلاف دينار مساهمة منه لشراء بيت لعبدالرحمن!

ويجدر الوقوف أمام موقف إنساني نبيل لأحد الأقرباء ونحن بصدد الحديث عن هذا الإرث المادي الذي خرج علينا ككنز لم نكن نحسب له حساب.. هذا ابن العم الفقير الحال..الغني النفس الذي يعمل منذ عقود حارسا في المطار يتقاضى راتبا لا يزيد عن الخمسين دينارا نزلت عليه هذه الثروة (أكثر من عشرين ألف دينار) مرة واحدة.. عرف أن أخته لم تحصل على شيء من الإرث.. لم يتصرّف به.. استدعاها من قطر.. وضع المال أمامها.. وقال لها: (خذي منه ما تريدين.. هذا التوزيع غير العادل للإرث الذي يحرم البنات ويفضّل الرجال .. لا استطيع الاعتراض عليه.. لكني مستعد للتخلّي عنه إذا كنت بحاجة إليه كله).. انسكبت الدموع من عينها.. كان زوجها قد حصل على مبلغ مساوٍ لما حصل عليه أخوها.. ولم تعرف بالموضوع! كانت نفسه عزيزة للغاية.. شكرته على موقفه.. وأبدت استعدادها للتبرع له بما يحتاج في ظروفه الصعبة حيث لم يتمكّن من ترميم بيته في مدينة عيسى منذ أن سكن هناك في الستينيات من القرن الماضي.

(وسخ الدنيا).. هكذا يردد.. في حديثه عن المال.. ولكن هذا الوسخ ـ ياعبدالله بن خميس ـ يعبده الملايين.. بل وتسيل الدماء غزيرة من أجل تملكه.. وقلة هم الذين يُقاتلون من أجل المثل العليا.. والذين لا يبيعون مواقفهم لقاء حفنة من المال.. بل ويريدون أن تكون ثيابهم طاهرة ومواقفهم واضحة .. فالإشكالية المالية كبيرة في مجتمع أفسده المال.. وأفسدته السلطة.. وباتت الألسن مغلولة.. والمواقف متبدلة.. وكثرة من الناس سكارى .. من المال..

* منقول من موقع النعيمي الإلكتروني.

العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً