العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ

«خاتون والنسوة وما يشتهون»

حسن بو حسن يصدر مجموعته القصصية

صدر للكاتب حسن بو حسن مجموعة قصصية جديدة عنونها بـ «خاتون والنسوة وما يشتهون» من نوع القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، فقد تراوحت القصص ما بين السطر ونصفه والصفحة ونصفها في تكثيف شديد، وسرد يتراوح بين ملامسة الواقع أحيانا أو التهويم في مخيلة أشعلتها وقدات عابرة، فأخذت تستدرج الجمل إلى مناطق التابو تارة بالترميز المكثف أو البوح، ولكن بشكل موارب في وصف لا يخلو من الترميز.

وتصدر غلاف المجموعة لوحة للفنانة البحرينية نبيلة الخير تجسد مجموعة من النسوة وقفن متصلبات متلاصقات مائلات برؤوسهن لليسار خلف أبواب أو شرفات مقوسة في أعلاها كقوس رأس الرجل حين تبين عنه الطاقية «الغترة» في لون الأصفر والبني بتدرجاته، كمن يعكس حالة عتاقة مرة أو أصالة متشحة في الجدار عبر نتوءات اللوحة وتدرجات اللون.

احتوت المجموعة 26 أقصوصة في 47 صفحة من القطاع الصغير، منها عناد امرأة صغيرة، وليلة عطش العمدة، وهديل بنات الحي، والدكان المشبوه، وعورة الرجل الأسمر، واشتعال خلف النافذة، ورجفة حزن، ونشوة ذابلة، ومشهد من زاوية حادة، وبائعة المشموم، وساعة خارج البيت...

وهكذا يسرد بو حسن في قصة «جدار مسكون بالدخان العازل... زوجها مسكون بالهواجس والحرج كثيرا ما يراها تتصرف لوحدها كالمجنونة، تستمر لساعات طويلة وأحيانا تحدث نفسها وتدعي أنه يتكلم معها ويسائلها، لكنه يظل صامتا رغم شعوره بشوقها المنفلت نحوه وبمعاناتها الممتدة لأيام طويلة، انحشر في زاوية يداعب غليونه نفث دخانه الكثيف واختبأ خلفه كمتهم يتوارى عن الأنظار أو عدسات التصوير، لحظات ويتبدد الدخان المتصاعد إلى الأعلى بعد أن يلتصق بالسقف.

ومن جديد يرتشف غليونه بلذة أقوى من سابقتها ويطلق من خلقه الدخان الذي يتمدد ويتسع ويرسم جدار عزلته وما يلبث أن ينهار ويتهشم في ذات الزاوية ويفضح تقافز جفونه واتساع حدقتي عينيه» .

العدد 2505 - الأربعاء 15 يوليو 2009م الموافق 22 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً