أخبرني صديقي العزيز الكاتب والإعلامي السعودي حسن آل حمادة أنه سلّم مسودة كتابه: «تجارب الكتّاب.. من القراءة إلى الكتابة»، إلى دار القارئ في لبنان، وقال لي «بإمكانك الحصول عليه في جناح الدار بمعرض البحرين في شهر رمضان المبارك إن شاء الله».
فعلا، قصدت الدار في المعرض واقتنيت نسخة من الكتاب، ولفت نظري للوهلة الأولى تعدد الأسماء التي احتواها العمل، فهم من مناطق عربية مختلفة، كما أنهم ينتمون لمذاهب متغايرة شيعية وسنية، ومنهم الكاتب الإسلامي والليبرالي، والرجل والمرأة. وهذا الأمر أضفى على الكتاب قيمة معرفية وصدقية كبيرة، إذ نأى بنفسه عن الفئوية والطائفية التي نشهدها في عدد غير قليل من الإصدارات المنتشرة في العالمين العربي والإسلامي، وخير فعل الكاتب آل حمادة حين جمع مختلف ألوان الطيف بين دفتّي كتابه.
يقول آل حمادة في تقديمه: «كما سنرى؛ فإن المشاركين بالكتابة في هذا العمل هم مجموعة من الكتّاب - والكاتبات - العرب، وهدفنا من ذلك إبراز أكبر قدر ممكن من التجارب الكتابية المهمة، ويبتغي المشروع، تقديم معرفة جادة، بلغة مرنة، تُعين الجيل المعاصر، من أجل تنمية عادة القراءة لديهم أولا، ولتعزيز قدراتهم الكتابية ثانيا».
وأشار المؤلف إلى أنه «عَمِدَ لاستكتاب مجموعة منوّعة من الكتّاب، بعيدا عن أية صفة أخرى! ومن مناطق عربية مختلفة، وقد وجد تجاوبا سريعا من قبل بعضهم، وتلقى وعودا بالمشاركة من آخرين، فيما لم يسمع أية استجابة من فئة ثالثة، لذلك عزف عن محادثتهم بالأمر مجددا».
وهدفت فكرة الكتاب - كما يقول آل حمادة - إلى التركيز على جهتين: الأولى: تجارب الكتّاب في ممارسة عادة القراءة، والثانية: تجاربهم في الكتابة، بمختلف مجالاتها: (الدراسة، المقالة، الشعر، القصة). وقد انبثقت هذه الفكرة لديّ العام 1419هـ (1998م)، وعزفت عنها ذلك الوقت بعد نقاش مع مؤلف من أبناء المنطقة، ولكنني ونحن الآن في عام 1429هـ (2008م) وجدت نفسي مصرّا على إنجازها، بعد أن قمت عمليّا بتقديم بعض الدورات، فيما يخص مهارتي: القراءة والكتابة، ووجدت تفاعلا من قبل المتدربين والمتدربات مع التجارب القرائية والكتابية التي أنقلها إليهم... المتدربون- في الواقع - هم من شجعني على إنجاز فكرة الكتاب وتحويلها من حلم إلى حقيقة.
والكتاب مُوجّه بدرجة أولى - بحسب المؤلف - إلى من يسعى لتحقيق كيانه الثقافي، وتفعيل قدراته الكتابية، ففيه مادة مفيدة، لكل من يفكر بمسك الكتاب قارئا، أو كاتبا في المستقبل القريب، ولا يخفى على أحد، أهمية نقل التجارب الناجحة في مختلف المجالات.
أما عن المشاركين في الكتاب فهم بحسب الترتيب الهجائي: أحمد راسم النفيس (مصري)، إدريس هاني (مغربي)، بشير البحراني (سعودي)، جاسم الصحيح (سعودي)، حسن آل حمادة (المؤلف)، حسن حنفي (مصري)، حيدر حب الله (لبناني)، خولة القزويني (كويتية)، رسول محمد رسول (عراقي)، زيد الفضيل (سعودي)، سامي خضرة (لبناني)، صباح عباس (سعودية)، عبدالحميد الأنصاري (قطري)، عبدالخالق الجنبي (سعودي)، عبدالله اليوسف (سعودي)، عدنان العوامي (سعودي)، فوزية العشماوي (مصرية)، فيصل العوامي (سعودي)، كفاح الحداد (عراقية)، محمد الحرز (سعودي)، محمد محفوظ (سعودي)، محمود الموسوي (بحريني)، منصور النقيدان (سعودي).
وكوني قارئا، أحسب أن الكتاب إضافة مهمة ومطلوبة للساحة الثقافية، وهو يتناغم مع اهتمامات المؤلف وكتاباته السابقة، التي بدأها بكتابه الشهير: «أمة اقرأ... لا تقرأ»، وما تلاه من كتب ودراسات بثّها في مختلف الصحف والمجلات العربية. كما أن الكتاب يأتي استكمالا لجهود آل حمادة في الإعداد والتنظيم للدورات المتعددة التي قدّمها في موضوعي: القراءة والكتابة، وهي بلاشك دورات مهمة، ستؤرخ لآل حمادة باعتباره رائدا لها في القطيف (شرق السعودية) حيث يعيش ويؤلف ويحاضر.
* كاتب بحريني
العدد 2204 - الأربعاء 17 سبتمبر 2008م الموافق 16 رمضان 1429هـ