العدد 2194 - الأحد 07 سبتمبر 2008م الموافق 06 رمضان 1429هـ

في ذكر محاسن أهل البحرين وشعرائها وعلمائها ـ رضوان اللّه عليهم

الباب الحادي عشر(7)

126ـ الشيخ محسن بن العلاّمة الشيخ محمد

بن العلاّمة الشيخ يوسف صاحب الحدائق من آل عصفور.

وهذا الشيخ من فضلاء هذه الطائفة وأعيانها، أخذ من أخيه الشيخ موسي المتقدم ذكره، وبرز في الفنون، وكان إماما بعد أخيه الشيخ موسي، يضرب به المثل في الفقه، عارفا بالاُصولين والنحو والقراءات، زكيا فصيحا، ولد في فسا سنة ثمانية عشر ومائتين بعد الألف، ومات سنة تسع وخمسين ومائتين بعد الالف.

وله: كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وشرح المغني، وكتاب الإجازات، وحاشية على المطول، ورسالة في الشكيات، ورسالة في معني قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، ورسالة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستدفن بضعة مني في خراسان)، وحاشية على الشرائع، ورسالة المحاكمة بين من قال: باستحبات فصل الشهادة لعليّ (عليه السلام) بالولاية في الأذان ومن قال بعدمه، وغير ذلك من الرسائل، وله من الأولاد الشيخ موسي وهو الآن من أكابر علماء فسا وله من المصنفات كتاب العمدة.

127ـ الشيخ عبدعليّ بن العلاّمة الشيخ محمد

بن العلاّمة الشيخ يوسف صاحب الحدائق من آل عصفور:

نتيجة العارفين، وله ذكر في كتاب فارس نامه، ومن مصنفاته كتاب النفحة، مات سنة 1288هـ.

128ـ الشيخ محمد بن العلاّمة الشيخ أحمد

بن الشيخ إبراهيم من آل عصفور:

وهو الإمام العلاّمة الهمام الفهّامة، شيخ الإسلام، ملجأ الأنام، كشّاف مشكلات العلوم، حلاّل معضلات المفهوم، إمام الفقه والحديث، وكان من أعيان هذه الطائفة، وانتهت اليه رئاسة البحرين بعد رحلة أبيه ومهاجرة أخيه صاحب الحدائق إلي الديار العجمية، ثم اشتغل بالتدريس والتأليف إلي أن قام بأعباء الفتوي، فله في الفقه كتاب في أحكام المسافرين وآدابهم، كامل في الفن المذكور المسمي بمرآة الأخبار، وله رسالة في صلاة الجمعة وأعمال ليلتها ويومها، وله أجوبة مسائل متفرقة، وله في المراثي كتاب الغرام الثاقب في مقتل سيدنا وإمامنا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وخصائص الجمعة، وله ديوان شعر في المراثي وله من الأولاد الشيخ العلاّمة الشيخ عليّ، والشيخ أحمد، والشيخ حسين العلاّمة، وأعلم أولاده الشيخ حسين العلاّمة ـ طيب الله مضجعهم ـ مات سنة 1182هـ.

129ـ الشيخ حسين العلاّمة بن المقدس المبرور الشيخ محمد البحراني من آل عصفور:

وهو أحد أولئك الأجلّة، وواحد تلك البدور والأهلّة، ناشر لواء التحقيق، جامع معاني التصور والتصديق، سيد المشائخ والمحققين، وسند المجتهدين والمحدثين، الشيخ الأكبر ومجدد المذهب في القرن الثاني عشر، كما هو إعتقاد جماعة منهم المحقق النيشابوري في قلع الأساس، والشيخ الأمجد الشيخ أحمد الإحسائي في جوامع الكلم، وهو علاّمة البشر وإليه انتهت رياسة المذهب في هجر، وذكره شيخ الحواشي في كتابه وسمّاه بالبحر الزاخر، وفوّضت إليه اُمور الشريعة في سنة الف ومائتين بعد أخذه عن الجهابذة من علماء عصره، فصير بيت العلم مصره، وحضره جمع من العلماء واستفادوا عنه في علوم شتي، أكثرهم حفظا بالأحاديث الشريفة وأشدهم إطلاعا بفتاوي أرباب المذاهب خصوصا الشيعة.

ومن المشهورات أنه كان يحفظ اثني عشر الف من الأحاديث المعنعنة، وعلى أنه كان يرتكب في مجلس واحد اُمورا متناقضة، مثل التدريس والإفتاء والتصنيف والتأليف والقضاء،(وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو فضل عظيم) .

قال العلاّمة النيسابوري في إجازته لإبنه بعد جمل من أوصافه ومحاسنه: وهو معدن المعارف، وكنز الإفادة، وكعبة الفضائل، تصانيفه في سماء الشريعة كواكب، وتآليفه لجمع الفوائد مواكب، مجدد الآثار، والحافظ لناموس الشيعة، ابن العلاّمة الأوحد الشيخ حسين بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد آل عصفور، وله كتب كثيرة، قال في إجازة بعض تلامذته:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نصّب سرادقات الدراية، على مخيم أهل الرواية، وربط أطنابها بأوتاد أسانيدها في البداية والنهاية، وحثّ على اتباعها وتقليد حملتها للإرشاد والهداية، والصلاة والسلام على محمد وآله الأعلام المزيحة لظلمة الجهل والغواية، وبعد:

فإن الله عزّ وجلّ قد أوجب على عباده النظر لتحصيل الأحكام وبلوغ المرام والغاية، وجعلهم في عذر إلى أن يرجعوا إلي من ينذرون كما هو صريح الآية، فاقتضت المصلحة الربانية والعناية السبحانية الاجازة لحملة تلك الأخبار بنشر ما تحملوه من تلك الآثار، ليكون عليه المدار في الإيراد والإصدار، وكان ممن حملته تلك الحمية العلية، وحثته تلك النفحة القدسية، الولد الأعز المحفوظ ومن هو لازال بعين العناية الحفيظ محفوظ، الشيخ الأجل الصدوق مزروق بن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله بن محمد بن حسين بن محمد الشويكي مولدا والنعيمي البحراني أصلا والأصبعي مسكنا، لتحصيل تشييد معالم الدين ونظم أحاديث سيد المرسلين، فاستجازني ـ وفقه الله تعالي ـ في سلوك جادّة التحمل والنقل لتلك الأخبار الصادرة من ينابيع عين الحياة، والمظهرة لأسرار أنوار الرسالة الي يوم المحشر والوفاة، بعد ما قرأ عليّ نبذة من علوم المبادئ الفقهية وأطلعته على درر مزايا الأخبار وتلك الدرر العلية، وجملة المسائل الأحكامية، فأجزت له تيمنا وتبركا بدخوله في طريقة العلماء الإثني عشرية، وحثثته على جادة المتفقهين في تلك المسائل الخفية والجلية، على أن يروي عني جميع ما رويته عن مشائخي الذين قد حلّوا في منازل أهل التقديس، ونصبوا أعلام الدرس والتدريس، وأستخرجوا من لجج بحار العلم كلّ درّ نفيس، وهم آبائي الأقطاب الأبرار الذين دارت عليهم رحي الأخبار، ونوّروا رحي الأحاديث بتلك الأنوار البازغة من أهل العصمة الذين هم المدار، فأولهم والدي الروحاني أخو والدي لأبيه المحدّث المحقق المنصف من مكن له الأرض وعلّمه تأويل الأحاديث في الطول والعرض، فاثمرت عنه حدائق تلك العلوم الربانية، واستخرج من صدف التحقيق درر التحف المسندة الي عيون الدين والأئمة الأطهار الربانية، العلاّمة الشيخ يوسف بن الشيخ أحمد بن الشيخ إبراهيم الدرازي البحراني، ومنهم العالم العلّي المقدس المعلّي الفائز بالرقيب والمعلّي من قداح علوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والوحي، الكاشف لكلّ مشكل خفي في المقام الواضح الجليّ، عمّي لأبوي الشيخ عبد عليّ، ثم عن والدي الجسماني والروحاني ومن أشربني رحيق التحقيقات، وقرّب اليّ القاصي والداني، والدي الأمجد الأوحد الشيخ محمد أفاض الله عليهم فيوض الرحمة والرضوان، وجعل منازلهم في الجنان أعلى مكان بمحمد وآله قرناء القرآن، بما رووه جميعا وأخبروا به عن شيخهم الأعدل الأعلم، الخالي من ريبة الدنس والرين، المقدس الشيخ حسين بن المرحوم الشيخ محمد لإجتماع هذه الثلاثة على مشيخته العالية والاجتماع على إجازته السامية، بحق راويته عن شيخه علاّمة البشر والعقل الحادي عشر، مسقط البيان بالبرهان ومستدركات ذلك البنيان، اُغلوطة الزمان واُعجوبة الأوان، جدي لأمي العلاّمة الرباني السبحاني الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني عن شيخيه الأعظمين الجليلين النبيلين الشيخ سليمان بن الشيخ عليّ بن الشيخ سليمان بن أبي ظبية البحراني الأصبعي أصلا الشاخوري مسكنا، والشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن يوسف الخطي أصلا والبحراني المقابي تحصيلا ومسكنا، بحق روايته الأول عن شيخه العلاّمة الشيخ عليّ بن سليمان بن حسن بن سليمان بن درويش بن حاتم البحراني القدمي الملقب بزين الدين، عن شيخه النبيه المعتمد الأمين بهاء الملّة والحق والدين الشيخ الأمجد الشيخ محمد بن الشيخ حسين بن الشيخ عبد الصمد بن الشيخ محمد الحارثي العاملي، عن والده المحقق الفهامة المدقق العلاّمة الشيخ عز الدين الشيخ حسين بن عبد الصمد بن الشيخ محمد الحارثي العاملي المدفون بأرض البحرين برؤيا رآها بمكة المشرفة، عن شيخه الجليل النبيل الأمين الشيخ زين الدين بن عليّ بن أحمد بن محمد بن جمال المشهور بالشهيد الثاني ـ روّح الله روحه ـ وتابع شيخه عن شيخه السيد بدر البحراني بن السيد حسين بن السيد جعفر بن السيد فخر الدين بن السيد حسن الأعرج الحسني، عن شيخه الجليل نور الدين الشيخ عليّ بن الشيخ عبد العالي الملقب بالمحقق الثاني، عن شيخه الإمام الأعظم نور الدين الشيخ عليّ بن الشيخ هلال الجزائري، عن شيخه جمال الدين بن فهد، عن الشيخ عليّ بن خازن العاملي، عن الشهيد السعيد الموفق الرشيد الشيخ شمس الدين الشيخ محمد بن الشيخ مكي ـ قدس الله روحه ـ عن شيخه فخر المتفقهين بن آية الله في العالمين، عن أبيه الشيخ جمال المحققين ونور المجتهدين الشيخ العلاّمة الحسن بن يوسف المطهر الحلي، عن والده الأفخر الحلي، وعن شيخه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيي بن الحسن بن سعيد الحلي الملقب بالمحقق، عن شيخه العالم المحقق المدقق نجيب الدين بن نما، عن شيخه الشيخ محمد بن إدريس الحلي العجلي، عن شيخه سديد الدين الحمصي، عن خاله الشيخ أبي عليّ الطوسي عن أبيه الشيخ شيخ الطائفة المحقّة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، عن شيخه السعيد السديد الشيخ المفيد محمد بن محمد بن نعمان أبي عبد الله المشهور بإبن المعلم عن شيخه أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن شيخه ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني، وعن شيخه الآخر الإمام الصدوق عليّ بن الحسين بن بابويه القمي بأسانيدهم المتصلة الي الأئمة الميامين والسادة المعصومين، المنصوص عليهم في كتب الرجال وفي كتب الإجازات، فليروِ عني وفقه الله تعالي وفتح له أبواب الخيرات وجنبه إرتكاب المحرمات والشبهات، جميع كتب هؤلاء المشائخ المعتمدة في علم الحديث والرواية والدراية، لا سيما الكتب الأربعة التي صار عليها العمدة والمدار في جميع السنين والأعصار، واشتهرت كإشتهار الشمس في رابعة النهار، وهي: كتاب الكافي لثقة الإسلام، وكتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق، وكتاب التهذيب وكتاب الإستبصار للشيخ الطوسي، وكذلك كتاب الوافي للكاشاني، وكتاب البحار للمجلسي، وكتاب الوسائل للحر العاملي، حيث احتوت تلك الكتب على جلّ أحاديث أصحابنا الصحيحة المعتبرة، والنقية الأسانيد، الثابتة عن الخيرة، وكذلك جميع ما صنّفه مشائخي المذكورين منالكتب والرسائل المبسوطة والمختصرة ككتاب الحدائق لشيخنا المتقدم ذكره، وكتاب الإحياء لعمي الشيخ عبد عليّ، وكتاب مرآة الأخبار في احكام الأسفار، وجملة ما لهم من الكتب والرسائل المعتمدة المنصوص عليها في تلك الإجازات، وما سمحت به قر يحتى الفاترة، وجرت به أقلام يدي الداثرة من الكتب المبسوطة ككتاب الرواشح الربانية في شرح الكفاية الخرسانيه خرج منها ثلاث مجلدات، وكتاب السوانح النظرية في شرح الهداية الحرية سبعة مجلدات، وكتاب الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع أربعة عشر مجلد، وكتاب متممات الحدائق المسمّي بالحدق الناظرة مجلدين، وكتاب القول الشارح والحجة في علم العقايد لثمرات المهجة مجلدان، وكتاب الحدق النواظر في متممات كتاب النوادر برز منه مجلد واحد في كتاب الطهارة، والنوادر للملا الكاشاني بلغ فيه إلي كمال علم الأصول والعقائد مبرهنا عليه في أخبار ليست من الكتب الأربعة فجريت علي منواله فيما برز منه، نسأل الله إكماله، وكتاب رسائل أهل الرسالة ودلائل أهل الدلالة، جمعت فيه رسائل متعددة موزعة علي كتب الفقه، قد انتهيت فيه الي اثناء الرسالة الحَجِية، وكان مبدأ الرسائل الرسالة المسماة بالنفحة القدسية في الصلاة اليومية، وهي أصغر الرسائل، وكتاب سداد العباد ورشاد العباد في الفقه الكامل، بلغنا فيه الي كتاب المكاسب والبيوع مجلدين، وكتاب المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية، وكتاب الأنوار الوضية في شرح الأحكام الرضوية، وهو ما اشتمل عليه حديث شرائع الدين الذي كتبه عليّ بن موسي الرضا (عليه السلام) الي المأمون، وقد رتّبته أصولا وفروعا وأتممته بما يناسب حاله من الكلام المتروكة، وكتاب كشف اللّثام في شروح إفهام الأفهام في عقايد الإسلام والمتن لجدّي لأمي الشيخ سليمان الماحوزي، وقد شرحته شرحا وافيا مع ايجاز عبارته، وكتاب البراهين النظرية في أجوبة المسائل البصرية، وكتاب الفوادح الحسينية والقوادح البينية، جمعته ليقرأ في مآتم أبي عبد الله (عليه السلام) ليقرأ مدّة العشر، وقد أودعته من الخطب والأخبار ما يجدد على القلوب الغافلة مرائر تلك الخطوب والأخطار، مرتبا ترتيب المنتخب، وكتاب سحائب النوائب في مآتم عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، مدة الخمسة أيام على كلا الروايتين المختلفتين في مقتله ووفاته، وكتاب اشتمل على ثلاثين مجلسا لكلّ ليلة من الشهر مجلس يقرأ فيها، وكتاب اشتمل على سبعة مجالس يقرأ في كلّ ليلة من الأسبوع مجلس، وكذلك كتب الهموم في وفايات الأئمة ووفاة الزهراء ووفاة الرسول، وكتاب الإبتهاج في مناسك الحج وهو كتاب جليل قد اشتمل على مناسك الحج بالإستدلال، وكذلك المناسك الثلاثة الاُخر الكبير والأوسط والصغير، وكذلك ما ألّفناه من الرسائل المتفرقة في الفروع والاُصول، والرسالة المنظومة في فقه الصلاة لم تكمل، والمنظومة الاُخري كاملة بلغت مائة وثمانين بيتا مسماة بشارحة الصدور، وضعتها في علم العقائد، وديوان شعر كبير كلّه في رثاء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قد اشتمل على مايزيد على سبعة آلاف بيتا سوي أشعارنا المتفرقة، والرسالة الموسومة بالجنة الواقية في أحكام التقية، ورسالة موسومة بباهرة العقول في نسب آل الرسول الي آدم، ومنظومة في علم النحو بلغت لظننت وأخوتها مرتبة ترتيب الألفية، والرسالة الدهلكية، والرسالة الخطية، ورسالة في الكلام على هذه الفقرة من دعاء كميل، وتوجيه إعرابها وهي: (ما كانت لأحد فيها مقرا ولا مقاما).

ورسالة في عوامل النحو القياسية والسماعية، وكتاب شرح رسالتنا النفحة القدسية في مجلدين، كلّ منها مجلد واحد، ورسالة في الحبوة وما يختص به الولد الأكبر، ورسالة جلاء الضمائر في أجوبة الشيخ باقر، ورسالة في تركيب سبحان ربي العظيم وبحمده، الي غير ذلك من الرسائل التي قد ذهبت في البلدان، وتشعبت عن حوادث الزمان، ولم يكن في أيدينا ما نعتمد عليه ونرجع اليه، وقد شرطت عليه ـ وفقه الله تعالي ـ للترقي في مراقي أهل العلم والعمل، وجنبه الخطأ وشبهات الزلل، سلوك جادة الإحتىاط، وأن أكون على باله الشريف عند تأدية الفروض والنوافل في كلّ زمن منيف، وقد قصدت في هذه الإجازة الإختصار لما في الإتيان على طرقي وإجازاتي من التشعب والإنتشار، مع وجود الموانع من هذا الدهر الخوّان الغدّار المانع عما يقتضيه التفقه في الإيراد والإصدار، وجري ذلك باليوم الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول أحد شهور سنة 1214 الرابعة عشر بعد المائتين والألف من الهجرة على مهاجرها أفضل التحية والإكرام.

وكتب أقل المتفقهين والمتعلمين، الراجي فضل ربه المجازي، حسين بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني من آل عصفور.

وكانت وفاته ليلة الأحد قريب الفجر من شهر شوال سنة 1224.

وللحاج هاشم بن حردان في رثاء هذا الشيخ قصائد مشهورة منها:

اطيلي البكاء فالرزّو أضحي مجدّدا

اذا غبنا في اليوم باكرنا غدا

ولا تسأمي فرط النياحة واهتفي

بخطب عري شمل الهدي فتبددا

وخلّي التعزي للخليلين واندبي

فما كل صبر بانته القوم احمد

الم تعلمي الخطب الذي هدّ وقعه

نظام الهدي وانهدّ منه ذري الهدي

إلى أن قال:

أهاب بإخوان الصفا فاصطفاهم

وثنّي بأرباب العلا متفردا

قفوا بي على أطلالهم نبكِ ساعة وإن

لم يكن فيها مجيب سوي الصدا

نسائلها أي المنازل يمموا

وأي مقام أعجلوا نحوه الحسدا

خلا منهم الوادي فصّوح نبته

وبانوا عن النادي فأصبح أسودا

تضم الثري منهم صدورا تضمنت

من العلم معروف الرواية مسندا

إلى أن قال:

تناقل أعداه أحاديث فضله

فلم تستطيع منهم جحودا فتجحدا

تؤيدها بالرغم منها ولم رأت

سبيلا الي انكارها لن يؤيدا

كفي مدّعيها حجة كما تلي

أقر له الخصم الألدّ وأكّدا

بليغ وأن لم تلفه متفوّها

كذا سيفٌ مغمدا أو مجردا

مليٌّ بإملاء المسائل ساكتا

فإن قال جلاّ في المقال وسددا

يحيي بها العذب النمير سلاسة

إذا الغير يحكيها الهجين المقعدا

إلى أن قال:

إذا قر قلت الطود في الحلم راسيا

وإن هاج قلت البحر بالعلم فريدا

فلهفه أكباد العلا بعد يومه

لهيف الطواحي لايصادفن موردا

130ـ الشيخ حسن بن الشيخ حسين العلاّمة من آل عصفور:

قال صدر الدين الحسيني في تاريخ فارس في ذكر علماء هذه الطائفة الذين سكنوا في خليج فارس: ومنهم علاّمة الدهر، وناموس العصر، وهو من أعيان علمائنا، ومشاهيرفضلائنا، متقنا لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به، عارفا بالنحو واللّغة، برع في الفقه والأصول، جمع بين المعقول والمنقول، تفقه على أبيه الشيخ حسين العلاّمة في البحرين، ثم انتقل الي بلدتنا بوشهر، وبوجوده نظمت بلاد العجم.

قال العلاّمة ميرزا محمد النيشابوري في كتاب إجازات مشائخه: وقد أجازني لسان العصر سيد الوقت المنسلخ عن الهياكل الناسوتية، والمتوصل الي السبحات اللاّهوتية، العارف الرباني والعالم الصمداني، الشيخ حسن البحراني نجل المرحوم المبرور أمين الشريعة ومفتخر الشيعة، سيدنا وأستاذنا الشيخ حسين العلاّمة من آل عصفور، وهو يروي عن أبيه وهو عن عمّه صاحب الحدائق، الي أن قال: ومن نظر في كتبهم وكثرة مصنفاتهم، وتحقيق مقالاتهم عرف مقدارهم واستحسن آثارهم، وتشرفت بخدمته في أصبهان انتهي كلامه.

وقال العارف الرباني الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي: وممن أجازني من علماء البحرين الشيخ حسن البحراني نجل المقدس المبرور الشيخ حسين الدرازي من آل عصفور، كان إماما عالما يلتقط الدرر من كلمه، ويتناثر الجوهر من حكمه، يصلح المذنب القاصي عندما يلفظ،ويتوّب الفاسق العاصي حينما يعظ، يصدح القلب بخطابه، ويجمع العظام النخرة بجنابه، لو استمع له الصخر لانفلق، والكافر الجحود لآمن وصدق، وكان طلق الوجه، دائم البشر، حسن المجالسة، مليح المحاورة، ولم يزل على قوة حاله حتى انتفع به الناس على اختلاف طبقاتهم، وانتشر صيته وكثرت أتباعه في أقطار الأرض، وشهد له علماء وقته بأنه الإمام المفرد كحجة الإسلام السيد محمد باقر الأصفهاني، فقال : إني لأعلم أن لكلّ وقت صمدا وإنك والله صمد هذا الوقت، توفي سنة 1282، وله من التصانيف: رسالة في الفقه، وشرح لطيف على أرجوزة أبيه في علم الكلام، وأجوبة مسائل البلدان وغير ذلك، فمنه شاع وذاع ثم ضاع، وضريحه الشريف في بيته المشهور بالمجلس يزار ويتبرك به، ولأهل بوشهر بقبره إعتقاد عظيم، وله من الأولاد الشيخ أحمد وهو لم يكن من العلماء ولذا لم أذكره.

131ـ الشيخ سلمان بن العلاّمة الشيخ عبدالله

بن المقدس المبرور الشيخ حسين العلاّمة من آل عصفور:

وهو رجل المحراب والحراب، وصاحب الكتب والآداب، وكان معاصرا مع عمّه العلاّمة الشيخ حسين المتقدم ذكره، ومجاز عن أبيه عن جده عن صاحب الحدائق، وله تآليفات رائقة، منها: كتاب الرزايا، وكتاب مصارع الشهداء، وكتاب مقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) ومنها كتاب في الفقه، وكتاب في علم الكلام شرحه ابن عمه الشيخ عبد عليّ من آل عصفور وغير ذلك من الرسائل، وله ديوان كبير وهو خاتم الأدباء، ومن غزلياته:

عجبا بجيم جبينه وبطاء طرته

شيئان شأنهما الضلالة والهدي

توفي في شيراز سنة 1267هـ، وأما أبوه الشيخ عبدالله فإنه مجاز عن أبيه الشيخ حسين العلاّمة ولم أجد من تآليفه شيئا.

132ـ الشيخ عبدعليّ بن العلاّمة المبرور

الشيخ حسين العلاّمة من آل عصفور:

وهو من علماء البحرين وعبّادها، وفضلاء الأوال وزهّادها، الكاشف لحقائق كتاب الله بالتدوين، والواقف على دقائق خطابات سيد المرسلين، ذو الجناب الاطهر الافخر ابن علاّمة البشر، تصدر للإفتاء في زمان أبيه الشيخ حسين العلاّمة، ولم يبلغني تاريخ وفاته، وله حاشية على التجريد تدل على طول باعه وكثرة اطلاعه، وله من الأولاد جدي العلاّمة الشيخ خلف وستأتي ترجمته، وقبره الشريف في المقبرة المعروفة بالمصلّي عند آبائه الكرام ـ عطّر الله مراقدهم ـ.

133ـ الشيخ أحمد بن المقدس المبرور

الشيخ حسين العلاّمة من آل عصفور:

هو من فضلاء البحرين، وهو مجاز عن أبيه عن صاحب الحدائق، وله من الأولاد الشيخ محمد، وكان فاضلا محققا معاصرا مع عمّه العلاّمة الشيخ حسن المتقدم ذكره، وله من الأولاد الحاج الشيخ إبراهيم، والشيخ أحمد، والشيخ عليّ.

أما الشيخ أحمد فقال صدر الدين الشيرازي في تاريخ فارس عند ذكر هذا الشيخ: كان عالما عادلا، زاهدا متبحرا، وقد مضي من عمره سبعون سنة، وأما الشيخ إبراهيم فهو من زهّاد هذا العصر، تصدّر في البصرة للجمعة والجماعة مدة عشرة سنين، توفي سنة 1309هـ ، وله من الأولاد علاّمة العصر، رئيس المذهب، الملقب بإمام الجمعة، تصدّر للإفتاء في ديرة جدي العلاّمة الشيخ عبد عليّ بن العلاّمة الشيخ خلف ومجاز عنه، وهو الي الآن قائم بأعباء الفتوي مع ماعليه من لباس التقوي، كان حليما كريما دامت أيام إفاداته، وللشيخ أحمد من الأولاد الشيخ خلف، وهو أيضا عالم فاضل، ومتبحر كامل ـ أيدهم الله تعالي ـ.

134ـ الشيخ عليّ بن العلاّمة الشيخ محمد بن العلاّمة الشيخ أحمد بن العلاّمة الشيخ إبراهيم البحراني من آل عصفور:

وهو أكبر أولاد الشيخ محمد المتقدّم ذكره، إذ له هذا الشيخ والشيخ حسين العلاّمة المتقدم ذكره، والشيخ أحمد ـ طيب الله مضاجعهم ـ مولده ومنشاءه البحرين، وارتفع مقامه بذلك المقام، وهو ممن فاق في الأدب والكلام، وأخذ الفقه عن عمه الشيخ عبد علىّ صاحب الإحياء، وله التآليف الرائعة والتصانيف الفائقه، توفي سنة 1215هـ، ودفن بزاوية آبائه الانجاب في قرية المصلي، وله من الأولاد الشيخ محمد بن الشيخ علىّ، وهذا هو الذي كتب جدي الشيخ موسي له الرسالة الاجماعية وستأتي ترجمته.

135ـ الشيخ أحمد بن العلاّمة الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن العلاّمة الشيخ إبراهيم آل عصفور البحراني:

وهو من أكابر هذه الطائفة، أديب بديع البيان، ونجيب مؤسس البنيان، بيته أحد بيوت العلم بالأوال، والي حرم فضله تُشدّ الرحال، مات سنة 1230 الثلاثين والمائتين بعد الألف، وله من الأولاد الشيخ محمد، وهو من أعيان هذه الطريقة ـ كما ستعلم إن شاء الله ـ وللشيخ أحمد ـ ره ـ مجموعات المسائل، ورسالة في معني الكعب، ورسالة في المراثي، ورسالة في وجوب غسل الجمعة، ورسالة في مجازاة الكتاب، ورسالة في المتعة، ورسالة في أدعية قنوت النوافل، وكتاب مجلاة الإلتباس من حديث: ان من أشد الناس، وحاشية على الكفاية وهي من أعظم تأليفاته، وهو مجاز عن أخيه الشيخ حسين العلاّمة، والشيخ كثيرا يعتمد على منقولاته .

أمّا ابنه العلاّمة الأمجد الشيخ محمد بن العلاّمة الشيخ أحمد البحراني من آل عصفور فهو أحد فضلاء البحرين وأديبها، وواحد علماء الشيعة ونجيبها، الحاوي لعلوم أجداده الأكابر، وراثة كابر عن كابر، ولم يكن في عصره ومصره من يدانيه من أولي المفاخر، فكان تاريخ وفاته (غاب نوره) 1257هـ.

وله التأليفات الفائقة والتصنيفات الرائعة، منها: رسالة في قواطع الصلاة، ومنها في بيان وجه الترجيح في الذين بينهما عموم وخصوص من وجه، وأجوبة مسائل الشيخ لطف الله الخطّي، ورسالة في معني الضرر والضرار، وأجوبة مسائل الإحساء، ورسالة في توجيه جواب عليّ (عليه السلام) لما سأله اليهودي: كم يعيش وصي محمد بعده، فقال (عليه السلام) : ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما، ورسالة في العدالة، ورسالة في بيان هل يجب في الكراهة المشترطة في صحة الخلع أن تكون ذاتية أم تكفي ولو كانت عارضة ردا على بعض معاصريه، ورسالة في معني الذرة من سورة الزلزلة:(فمن يعمل مثقال ذرّة) والبحث مع صاحب القاموس، وأجوبة لمسائل الشيخ عبد المحسن بن الشيخ محمد بن حسن بن سليمان من قاطني الإحساء، ورسالة في استحباب الشهادة بأن عليا ولي الله والرد على من حرّمها، ورسالة في معني قوله (عليه السلام) : أنا الواقف على الطنجتين، وأنا الألف بين الواوين، وأجوبة المسائل السبع المسمي بالسبع المثاني في جواب الشيخ جعفر الخراساني، ورسالة في تعيين ولي البكر تُسمّي بسلّم الصعود، ورسالة في ان الشهرة ليست بمدرك شرعي للاحكام، ورسالة في التقية، ورسالة في مقامات الإحتىاط، ورسالة في معني حديث (أن أيام زائر الحسين (عليه السلام) لا تُعد من آجالهم)، ورسالة في جواز وصفه تعالي بالعارف والفقيه والفطن والطبيب وعدم جوازه وهو أفخر رسائله، ورسالة في الردّ على من قال: أن الواحد لا يصدر عنه الاّ الواحد، ورسالة في حرمة الظن ورسالة في البراءة الأصلية، ورسالة في معني القضاء والقدر، ورسالة في عدم حجية الإجماع ردّا على ابن عمه الشيخ موسي المتقدم ذكره، ورسالة في علم العروض، ورسالة في ثبوت العلم العادي في زمان الغيبة، ورسالة في أن ولد البنت ولد حقيقة، ورسالة في العلّة والمعلول، وله رسالة في الألغاز، ورسالة في ردّ شبهة إبن كمونه، ورسالة في قوله (عليه السلام) : ان من وراء شمسكم هذه لأربعين شمسا، وأن وراء قمركم هذا أربعين قمرا، ورسالة في بيان شعر ابن الفارض:

وهبت له ثلاثا من العمر كاملا

وخمسا وسبعين ثم تسعا فاعرضا

والرسالة الموسومة بمعراج الايضاح لحكم المسمي عندنا بالبحّار وعند أهل العراق بالملاّح، ورسالة في معني قوله (عليه السلام) : المؤمنون عند شروطهم، ورسالة في قوله تعالي:( انما وليكم الله ورسالة ) في ان الناس على قسمين مجتهد ومقلّد، ورسالة في تعريف الإجتهاد، ورسالة في ان النهي يدل بالفساد في المعاملات كالعبادات، ورسالة في بطلان اجماع الناس، ورسالة في بطلان القول بالقياس، وغير ذلك من الرسائل ( عطّر الله مراقدهم وشكرالله مساعيهم).

136ـ الشيخ محمد بن العلاّمة الشيخ عليّ بن الشيخ محمد

بن العلاّمة الشيخ أحمد بن العلاّمة الشيخ إبراهيم البحراني آل عصفور:

وهذا هو الفاضل الذي كتب له جدي الشيخ موسي الرسالة الإجماعية، وكان فاضلا بليغا خطيبا، لم أجد من تآليفاته شيئا الاّ بعض الحواشي المفيدة على الحدائق، مات سنة 1244هـ.

137ـ الشيخ نوح بن الشيخ هاشل بن العلاّمة الشيخ أحمد بن صالح بن عصفور (رحمة الله عليه):

وهو أحد أجداد المشائخ، ولم يذكره جدي في اللّؤلؤة بالبحرين لأنه لم يكن من مشائخ الإجازة، أخذ الأدب عن فخر المشائخ الشيخ سليمان الماحوزي البحراني، وعن تلميذه الشيخ عبدالله السماهيجي،وعن جد جدي الشيخ أحمد والد صاحب الحدائق، وهو شيخ النحاة وسيد المعاني، وله كتاب الجامع، وكتاب التبيان وهو شرح كبير على كتابين وية.

138ـ الشيخ محمد بن سعيد المقابي البحراني:

أصلا ومنشئا والخطّي فرعا ومولدا كان من المتكلّمين، له كتاب في المنطق كبير لم يعمل مثله، وله شرح على دعاء الصباح، وله حاشية على التجريد، وغير ذلك من الرسائل، أخذ العلم عن شيخنا نوح بن هاشل، وعن الشيخ الكامل صلاح الدين الشيخ ياسين البحراني، مات سنة 1125هـ.

139ـ الشيخ عبدالله القطيفي:

وهو من أكابر علماء القطيف، مجاز عن شيخه الشيخ أحمد الإحسائي، وله رسائل في علوم شتي، منها: كتاب في تفسير: أول ما خلق الله العقل، ومنها رسالة في وجوب الجمعة عينا، ومنها رسالة في آداب المفتي، مات سنة 1220هـ.

140ـ الشيخ عبدعليّ القطيفي:

أحد الأئمة، وفاضل الأمة، جمع بين المعقول والمنقول، الحاوي بين الفروع والأصول، وكان معاصرا مع جدنا الشيخ حسين العلاّمة ومجاز عنه، له كتاب في الفقه لم يكمل، ورسالة في حرمة الظن، ورسالة في جواز تقليد الموتي، مات سنة 1230هـ، وله من الأولاد الشيخ محمد، وهو مجاز عن شيخه الشيخ أحمد الإحسائي، مات سنة 1245هـ.

141ـ الشيخ عبدالحسين بن الشيخ يوسف البحراني:

وهوأحد فضلائنا، تصدّر للإفتاء بأمر الشيخ أحمد الإحسائي في القطيف، ولم أجد من تآليفه شيئا الاّ رسالة في تركيب (ليس كمثله شيء)، مات ـ رحمة الله عليه ـ سنة 1247هـ.

142ـ الشيخ محمد بن الشيخ عليّ

بن الشيخ عبدالجبار القطيفي:

كان فاضلا متكلّما، فقيها أديبا، له كتاب في إثبات حجّية العقل، وكتاب في الكلام، وهو مجاز عن ابن عميّ الشيخ محمد بن العلاّمة الشيخ أحمد، وأيضا مجاز عن الشيخ أحمد الإحسائي، مات سنة 1242هـ.

143ـ السيد حسين بن السيد عبدالقاهر البحراني:

وهو من علماء الرياضة، أخذ النواميس عن شيخه الشيخ أحمد ومجاز عنه، ولم يحضرني الآن تاريخ وفاته، له: كتاب في أسرار الحروف، وكتاب في جواز نقل الموتي الي المشاهد المقدسة، وكتاب في الفقه، وكتاب في شرح حديث: >إنما الأعمال بالنيات<، ورسالة في إثبات العقول، وغير ذلك من الرسائل.

144ـ الشيخ حسن الدمستاني البحراني صاحب الأوراد:

انتهت اليه رئاسة المذهب في بلدتنا البحرين في قرية الدمستان، تُشدّ الرحال الي لقائه، ويستنشق أوج الفضل من تلقائه، منه تقتبس أنوار أنواع الفنون، وعنه تؤخذ أحكام المفروض والمسنون، خطيب البحرين، نثّار العرب، سيد أهل الأدب، خُتم به الشعراء والنثّارين، ومن تتبع كتابه المسمي بأوراد الأبرار علم صدق مقالي، ومن شعره في مدح الأئمة عليهم السلام:

جنابهم القدسي أول قابل

من المبدء الفياض أسبغ إفضال

فكم أحرزوا في حضره القدس من

علاوآدم فيما بين طين وصلصال

هم السبب الفائي في فطرة الملا

فلولاهم ما كان خالٍ ولامالي

هم القصد في خلق الذي كان والذي

يكون فهم فخر المقدم والتالي

وله قصائد في المدح والمراثي لم يسبق الي مثلها سابق ولايلحقها لاحق، وله تآليفات رائقة وتصنيفات فائقة، منها: كتاب في الفقه، ورسالة في الحج، ورسالة في الزكاة، وكتاب أجوبة الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي، ورسالة في العروض، وأجوبة الزنكبارية، ورسالة في الكلام، وكتاب في المنطق، وكتاب سلاسل النور، وكتاب في الهيئة، واُرجوزة في علم الكلام شرحها شيخنا العلاّمة الشيخ محمد المدعو بإمام الجمعة، ورسالة في الأعداد، ورسالة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ستدفن بضعة مني بخراسان)، ورسالة البينة في أوصاف الفقيه، وغير ذلك من الرسائل.

145ـ الشيخ محسن بن محمد بن عليّ الدمستاني البحراني:

كان من فضلاء البحرين، فاضلا محققا، مدققا تصدّر للإفتاء في قرية الدمستان عند ابن عمّه الشيخ حسن المتقدم ذكره، وله تصانيف كثيرة، منها: كتاب القصائد، ومنها شرح على عيون الرضوي، ومنها شرح على دعاء كميل، وغير ذلك من الرسائل، توفي سنة 1203 الثلاثة بعد المائتين والألف.

146ـ الشيخ عليّ الدمستاني البحراني:

كان من علماء البحرين وفضلائها، فقيها متكلما، وعبرة علماء عصره في مصره شيخ المتكلمين، له: كتاب في الجواهر والأعراض، وكتاب في وجوب غسل الجمعة، وكتاب في تحليل التتن، ورسالة في البرزخ، وغير ذلك مات سنة 1155هـ.

147ـ السيد باقر الدمستاني البحراني:

وهو أول فاضل تصدّر للإفتاء في قرية الدمستان كان حليما حكيما وعالما عاملا، وشاعرا كريما، له: كتاب نفيس المسمّي بالأمالي، وهو مشحون من أدبه وسوانحه.

قال ـ طاب ثراه ـ في أول مقدمات كتابه: إن للشعراء ألفاضا صارت بينهم حقائق عرفية، وإن كانت في الأصل مجازا لكثرة ورودها في كلامهم ونقاطهم استعمالها لأنهم ألفوا ذلك من تداولها وتكرارها في مسامعهم، ومن ذلك الغصن اذا اطلقوه فهموا منه القوام والكثيب، إذا اطلقوه فهموا منه الردف والورد، إذااطلقوه فهموا منه الوجنة والأفاحي، اذا اطلقوه فهموا منه الثغر والراح، اذا أطلقوه فهموا منه الريق والنرجس، اذا اطلقوه فهموا منه العيون، وكذا السيف والسهم والسحر، واذا اطلقوه الآس والبنفسج والريحان فهموا منه العذار، كلّ هذه الأشياء انتقلت عن وضعها الأصلي وصارت حقائق عرفيه نقلها الإصطلاح الي هذه الاشياء، ثم ذكر أشعارا من نفسه ومن غيره لإثبات مقدمته، وبالجملة مات سنة 1112، الثاني عشر بعد المائة والالف.

148ـ الشيخ أحمد بن المقدس

الشيخ حسن الدمستاني صاحب الأوراد:

وهو الفاضل البارع، والحبر الجامع، حسن الاخلاق، طيب الأعراق، جمع بين العلم والعمل، وأحاط بالفضل المجلل، أذعنت له العلماء، واقرت بفضله العرفاء، عالما بفنون العلوم لاسيما علم اللّغة وسائر علوم الأدب، أخذ الادب عن أبيه العلاّمة الشيخ حسن صاحب الأوراد، والفقه عن جدي صاحب الحدائق، وله من التصانيف: رسالة في انتصار إبن أبي عقيل، قال بعد البسملة: الحمد لله الذي جعل الماء طهورا، ولم يجعل مطلقه لمطلق النجاسة مقهورا ـ الي ان قال ـ: وبعد فهذا كلام جليل، وبحث نبيل، فيه برء العليل، وبرد الغليل، بإقامة الدليل على عدم تنجيس ملاقاة النجاسة الماء القليل، كما هو مذهب إبن أبي عقيل الخ.

وأجوبة المسائل الزنكبارية، ورسالة في الأصول، ورسالة في العروض، وله كتاب الإجازات ـ أعني إجازات مشائخه من صاحب الحدائق الي المفيد ـ لم يعمل مثله، مات رحمه الله ـ سنة 1240، أربعين ومائتين بعد الالف، وله ديوان في المدائح والمراثي، ومن جملة قصائده:

اصبحت في كرمان اليوم محبوسا

مبرحا في بحار الغم مغموسا

مبلبل اللب محشوا الحشا اسفا

موزع البال تثليثا وتسديسا

اظن اقليدسا في الذر لاحظه

فكان ذاك لشكل الترس تأسيسا

معكوسة موجبة الآمال أجمعها

عكس النقيض وليس العكس معكوسا

في القلب منّي هموم لاتُطاق وقد

جالت بمعترك ضنك كراديسا

فحلّ كلّ جزء غير منقسم

فكذبت مدعي أسطاليسا

إني أقمت بمصر حلّ قاطنه

عبّاد نارٍ وضرّابوا نواقيسا

لم ألق في أرضها شيئا اُسُّربه

ولا وجدت بها درسا وتدريسا

بلي مدارس منقوشا جوانبها

تخالها من أصابيغ طواويسا

لقد رمتني مجانيق القضاء بها

لأم رأسي تحليقا وتنكيسا

أن أمسي ذا غربة في كرمان فقد

أمسي غريبا علىّ الطهر في طوسا

شمس الجلالة مريخ النبالة نيران

العدالة قسطا ليس منحوسا

قطب الولاية مفتاح الدراية

مصباح الهداية نور من مقابيسا

صحاح أخبار علم المصطفي جمعت

له فكانت لكّل العلم قاموسا

تورية موسي وأنجيل المسيح معا

في علمه قطرة في البحر لو قيسا

فمصحف البضعة الزهراء فاطمة

تالله لاحازه موسي ولاعيسي

149ـ الشيخ محمد بن العلاّمة الشيخ عبدالله بن

العلاّمة الشيخ عليّ البلادي البحراني (عطّر الله مراقدهم):

وهو من علماء البحرين، تصدّر للإفتاء والجمعة والجماعة في قرية البلاد، غلب عليه العرفان حتى لقبه بعض العلماء بقطب العارفين، أخذ الفقه عن أبيه العلاّمة الشيخ عبد الله البلادي، وأخذ الكلام عن سيد المشائخ الشيخ حسين العلاّمة كما أشار الي ذلك في إجازته للشيخ عبد عليّ بن محمد القطيفي التاروتي ما لفظه: إني أروي عن وحيد دهره، وفريد عصره، العلاّمة بلامين الشيخ حسين العصفوري، وعن اُستادي ومن عليه في العلوم اعتمادي والدي الشيخ عبدالله، عن اُستاده اُعجوبة الزمان الشيخ سليمان الماحوزي.

وله من المصنفات: كتاب كبير في إثبات الواجب وتوحيده وصفاته الثبوتية والسلبية والقضاء والقدر المسمي بأنوار اليقين، ومنها الرسالة الكبري في مبطلات الصلاة المسماة بالجامعة الشافية والجوهرة الوافية الكافية، ومنها رسالة في كشف بعض الأحاديث المشكلة وبعض المسائل المعضلة المسماة بالأنوار الملكوتية، ومنها رسالة في كشف بعض الأحاديث العويصة المسماة بقبس الأنوار وكاشف الأسرار، ومنها رسالة في جوابات المسائل العلّية الصادرة من الأكمل الأمجد الشيخ عليّ بن محمد العصفوري، ومنها كتاب الآيات الباهرة والدلائل الظاهرة، ومنها رسالة في الجمع بين الأحاديث المختلفة الواردة في أول مخلوق صدر عن الواجب الحق تعالي شأنه المسماة بالدرّة الباهرة والجوهرة الزاهرة، ومنها رسالة في نقض كلام بعض المعاصرين في مسألة المفقود المسماة بإبراق الحق وإزهاق الباطل، ومنها رسالة في معني حديث كميل في الحقيقة، ومنها رسالة في الوجود والنفس والعقل، ومنها رسالة في نجاسة أهل الكتاب، ومنها رسالة في حكم القصر بأربعة فراسخ، ومنها رسالة في تحليل التتن، ومنها رسالة في حساب التنجيم ومعرفة الليالي الصالحة للتزويج وغير الصالحة، ومنها رسالة مليحة في أن الفرقة الناجية هي الفرقة الإثني عشرية وأن الكفار مخلّدون، ومنها رسالة في معني:(واُعبد ربك حتى يأتيك اليقين).

ومنها رسالة في معني محبة العبد لله ومحبة الله للعبد، ومنها حاشية على عبائر مخصوصة من النظام في علم التصريف، ومنها حاشية مليحة كاشفة على مواضع مخصوصة من القطبي في المنطق، ومنها حاشية مليحة على عبائر مخصوصة من شرح اللّمعة، ومنها جوابات لمسائل كثيرة فقهية مشتمل أغلبها على نقض كلام بعض المعاصرين، ومنها رسالة في معني فناء الأرواح، ومنها رسالة في الأذكار، وحاشية على كتاب شيخه العلاّمة الشيخ حسين المسمي بالسوانح وغير ذلك، مات في شهر رمضان المبارك سنة 1201 أحدي ومائتين بعد الألف من الهجرة النبوية.

150ـ الشيخ خلف بن العلاّمة الشيخ عبدعليّ

بن الشيخ حسين العلاّمة من آل عصفور:

شيخ المشائخ الأجلّة، ورئيس المذهب والملّة، الواضح الطريق والسنن، والموضّح الفروض والسنن، المتفنن في جميع الفنون، والمفتخر به الآباء والبنون، وهو مجاز عن أبيه عن جده الشيخ حسين العلاّمة، وأيضا مجاز عن عمّه الشيخ حسن المتقدم ذكره، وله طريق الي علماء الرياضية فأخذ علم الرياضيات عن الشيخ عبد الله بن مبارك.

وعلى الجملة كان إماما في الجمعة والجماعة في بلدتنا بوشهر، وخرج من البحرين لأمر قد ذكرناه أول الكتاب فليراجع، وكان معاصرا للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، وله تصانيف كثيرة، منها: الكتاب المسمّي بواضحة البرهان في ردّ من عمل بظواهر القرآن، ومنها كتاب المواقيت وعليه تقريض من العلاّمة النجفي، قال: فهو كتاب لم يعمل مثله في فنه، مشتمل على تحقيقات رائقة، وأبحاث فائقة، ومنها الرسالة اللكناهورية، ومنها رسالة في الميراث، ورسالة في علم الحروف، والرسالة الصلواتية، ورسالة في بيان حديث: اللهم أرني الأشياء كما هي، ورسالة في التقية، واختياراته في الفقه، والأجوبة الكازرونية، وكتاب إكمال الأسبوع، وكتاب الهداية في أعمال اليوم واللّيلة، وكتاب الخطب، وكتاب القصائد في المراثي، وكتاب شرح السداد، ورسالة في أن الفرقة الناجية هي الفرقة الإثني عشرية، وكتاب الجوهرة السنية في تعقيبات الصلاة اليومية، وكتاب مزيل الشبهات عن المانعين من تقليد الأموات، والأجوبة البرازجانية، ورسالة في العدالة، ورسالة في أن يد التي أحد الممتلكات الشرعية وبيان المراد منها شرعا وعرفا، ومنها كتاب التحفة الغالية في بيان الحقوق المالية، ومنها كتاب النصاب الكامل في تعداد النوافل، وله رسالة صغيرة في الرضاع، وأجوبة المسائل الدهلكية، ورسالة في الردّ على مذهب البابية، وهذه الرسالة كتبها بأمر عمّه العلاّمة الشيخ حسن المتقدم ذكره، وهي رسالة لطيفة.

وكانت وفاته في قرية الدهلكي، وقبره الشريف مشهور يزار ويتبرك به، وسبب خروجه من بلدتنا بوشهر وتوقفه في القرية المزبورة، هو واقعة الافرنج وغلبتهم على بوشهر، وكان في سنة 1273 ثلاث وسبعين ومائتين بعد الألف ووفاته وقعت في هذه السنة، وعلى قبره الشريف مكتوب هذين البيتين:

وفدت على الكريم بغير زاد

من الحسنات والقلب السليم

ونقل الزاد أقبح كلّ شيء

إذا كان الوفود على الكريم

العدد 2194 - الأحد 07 سبتمبر 2008م الموافق 06 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً