العدد 2296 - الخميس 18 ديسمبر 2008م الموافق 19 ذي الحجة 1429هـ

علماؤها

أذكر ما عثرت عليه من علماء القرية إما مكتوبا في بعض المصادر، أو سمعت به ممن أطمئن بصحة نقله من كبار السن في القرية، معتذرا إلى القارئ عن عدم التمكن من إعطاء صورة كاملة عمن سأذكرهم وذكر مجرد نتف مبتورة، أو لقطات يسيرة عن حياتهم، والله ولي التوفيق.

الشيخ أحمد بن علي بن سيف الجمري البحراني (رحمه الله تعالى)

قال المرحوم الحاج محمد علي بن عباس بن علي التاجر قدس سره في كتابه «منتظم الدرين في علماء القطيف والإحساء والبحرين».

«الفاضل النبيه الخطاط المجيد الماهر القدير الشيخ أحمد بن علي بن سيف الجمري البحراني، رأيت بخطه نسخة من كتاب «من لا يحضره الفقيه» مؤرخة في 26 شعبان 1085 هـ (1674 م)وهي بخط حسن جميل مع الضبط والإتقان تدل على قدرة ومهارة كاتبها من العلماء الأفاضل، إذ إن من المتعارف أن مثل هذه الكتب لا ينسخها العوام وأكثر ما توجد بخطوط العلماء، وكانوا يسترزقون به ما يقوم ببعض شأنهم أيام الاشتغال وبعضهم ينسخ ما يلزمه لنفسه».

الشيخ حسن بن علي النحيل البحراني كان حيا سنة 963هـ (1556 م)

كتب إليَّ الخطيب الفاضل ملا سعيد الشيخ عبدالله العرب الجمري - يوم كنت ساكنا في النجف الأشرف على مشرِّفه وأبنائه السلام - ما يأتي:

رأيت على ظهر مجموعة خطية: اعتبار مسافات القصر بين مزارات جزيرة أوال على يد جماعة من الفضلاء منهم: الشيخ حسن بن علي النحيل سنة 963 هجرية (1556م).

وقال عنه الحاج محمد علي التاجر رحمه الله تعالى في كتابه الآنف الذكر: الفقيه النبيه الفاضل التقي المؤمن الشيخ حسن بن علي النحيل البحراني، رأيت بخط أحد الفضلاء على ظهر مجموعة خطية ما صورته: مساحة التقصير في زيارة مساجد البحرين من مسجد بوصبح إلى أمير زيد إلى مسجد سباسب إلى مسجد سبب إلى عسكر الشهداء إلى سهلان إلى عسكر سند، مسافة التقصير وهي ست وتسعون ألف ذراع، فما زاد يكسر، بحيث يكون على الزائر المساجد المشرفة مساجد البحرين المتعاهد زيارتها بالدوران مسافرا يجب عليه التقصير، وبه شهد الشهود والثقاة، وهم: الشيخ علي بن محمد ويوسف بن إبراهيم المقابيان، والشيخ علي بن مبارك، والشيخ (أكلته العثه) ، والشيخ حسن بن علي النحيل مشافهة منهم للزرع 963 هجرية - 1556 م - (انتهى).

الشيخ حسين بن علي النحيل كان حيا سنة 1034هـ (1625م)

كتب إليَّ الخطيب الفاضل الملا سعيد الشيخ عبدالله العرب الجمري - يوم كنت متشرفا بسكن النجف الأشرف على مشرِّفه وأبنائه السلام - ما يأتي:

رأيت كتاب (مفتاح الفلاح) للبهائي قدس سره: وختمها كاتبها بقوله: وفرغ عن تسويد بياضه وتحرير ألفاظه مالكه العبد الضعيف المذنب الجاني حسين بن علي بن سعيد النحيل الجمري البحراني وكان ذلك عصر الثلاثاء بغرة شهر صفر أحد شهور سنة 1034 هـ 1625- م.

الشيخ سليمان بن مكي الجمري (قدس سره)

هذا هو جدنا والذي تشتهر أسرتنا بالنسبة إليه، حيث تسمى: آل الشيخ سليمان، كما تسمى: بآل محمد، ولم أعثر على أي شيء من تاريخه، بل ولا موضع قبره، وكل ما عرفت عنه حسب الشهرة الكبيرة بين سلفنا وكبارنا أنه - رحمه الله تعالى - أحد علماء الدين.

وحتى المرحوم الخطيب الجليل ملا عطية بن علي الجمري - رغم كثرة بحثه وتنقيبه عن أجدادنا وأسلافنا - لم يعرف عنه شيئا، وكل ما قال عنه في شجرة الأسرة هذه الكلمة:

«الشيخ سليمان جد هذه الأسرة المعروفة بآل محمد».

ويكون هذا الشيخ - طاب ثراه - بالنسبة إليَّ الجد السابع، حيث إن تسلسل أجدادي رحمهم الله تعالى هكذا: عبدالأمير بن منصور بن محمد بن عبدالرسول بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن مكي بن الشيخ سليمان بن مكي الجمري البحراني.

الشيخ راشد (رحمه الله تعالى)

ومن المؤسف أني لم أعثر على اسم أبيه ولا تاريخه، ويقع قبره - وهو غير متميز - في مسجد الشمبرية، وهو مسجد صغير وقديم جدا، ويقع جنوب القرية في وسط النخيل .

الشيخ محمد الجمري (رحمه الله تعالى)

وهو صاحب مسجد الوسطة أحد مساجد القرية القديمة جدا، ويعرف في السابق بـ «مسجد الشيخ محمد». وموضع القبر الآن غير معروف، ولكن يقول الناقلون عن الكبار في السن إنه مدفون في بعض زوايا المسجد من الخارج، ويقول الخطيب الحاج ملا يوسف الملا عطية الجمري: إنه في الزاوية الغربية الجنوبية وإنه رآه مبنيا عليه دكة. كما يقول حفظه الله بأنه أدرك بين المسجد وبيت المجاور له من الغرب - وهو بيت الطريفي - عدة قبور.

الشيخ فرج الجمري (طاب ثراه)

وهو صاحب المسجد المعروف بـ «مسجد الغرب» وقبره - حسب قول أكثر من واحد ممن رآه - بجانب المسجد الجهة الغربية جنوب المحراب، ويعرف المسجد سابقا - كما يقول الرواة عن الأكابر من السلف - بـ «مسجد الشيخ فرج». وكذلك يروون أن هذا الشيخ قدس سره، كان قاضي القرية، والذي يحكم في شئونها، وعن أمره يصدرون، وبنهيه ينتهون وأنه كان كريما مضيافا، ويقصده ذوو الحاجات فيقضي حوائجهم، ويأتيه أهل المشكلات فيحل مشاكلهم. ويقول ابن عمنا الحاج جاسم بن الحاج محمد بن إبراهيم وعمره تسعون سنة حيث قال هذا القول سنة 1410هـ (1990م) وولادته - حسب إفادته - سنة 1320هـ (1902م) يقول: «إن الشيخ فرج المذكور - حسب ما سمعت من كبار السن - كان مجلسه الدائم في المسجد المذكور، وكان يقيم صلاة الجماعة في هذا المسجد. ولم أسمع باسم أبيه، ولا أن له أولادا، لم أسمع بذلك من أبي الذي مات وعمره 116 سنة». ( اخذت هذا من دفتر من دفاتر الخطيب المتتبع المؤلف الملا محمد علي الناصري).

الشيخ علي بن الشيخ سليمان الجمري (رحمه الله تعالي)

وهو من أسرتنا، والظاهر أنه ليس ابنا مباشرا للشيخ سليمان، وإنما هو من ذريته فإن الشيخ سليمان هو جدنا السابع، بينما الشيخ علي هذا ليس ببعيد العهد، حيث إن المعروف لدى كبار الأسرة والقرية أن أم علي بن ادريس الغانمي والد الحاج إدريس المعاصر هي بنت الشيخ علي المذكور. وموضع بيته من القرية هو محل بيت العم المرحوم الخطيب ملا عطية بن علي الجمري رحمه الله، حيث استخلص بيته من المستحقين لنفسه، وحرص على تقييم بيته - كما يقول في شجرة الأسرة - على أسسه وفي مساحته. وحدثني المرحوم الحاج علي بن عبدالرزاق الغانمي في سنة 1410هـ 1990م - وقد توفي الحاج علي هذه في 14/2/1991 بموجب شهادة الوفاة رقم 50/16/2/1991م - حدثني (أن الشيخ علي المشار إليه) كان يتولى الشئون الدينية في (بني جمرة) من عقود وطلاقات وصلاة وجماعة، وبيان الأحكام الشرعية ونحوذلك، وكان يقيم صلاة الجماعة في المسجد المعروف بـ (مسجد الخضر). ومسجد الخضر هذا من أقدم مساجد القرية.

ويروي الحاج علي الغانمي المذكور عن علي بن ادريس الغانمي وعن أبيه الحاج إدريس بن الحاج محمد الغانمي وهما موثوقان لدى الحاج علي الغانمي، وكانا معاصرين للحادث الذي يروونه، وخلاصة الحادث، أن شخصا جمريا يشتهر بلقب: (القباء) وله ولد اسمه سلمان سافر إلى خراسان لزيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام، وفي عودتهما نزلا مع الرفقة الذين هما بصحبتهم في منزل ينزل فيه المسافرون، فأصيب الولد بمرض مفاجئ وتقلب حاله حتى توفي في ظاهر الأمر، وحيث لم يتمكن الأب (القباء) من التأخر لتجهيزه حيث إن الرفقة الذين هو معهم لا يمكنهم التأخر فقد دفع للسكان في ذلك المكان مبلغا من المال للقيام بتجهيز ولده، وقفل راجعا إلى البحرين، فلما وصل إلى القرية (بني جمرة) نصب الفاتحة حسب المعتاد، وبعد أن اعتدَّت زوجة الفقيد عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام، خطبت، وطلب من الشيخ: علي - المترجم - أن يعقدها لخاطبها، فبعث الشيخ علي إلى القباء المذكور وسأله: هل وقفت على دفن ابنك؟ فقال: لا، وكان الشيخ على شاكا في أن الولد قد توفي ويحتمل أنه في غشوة أوهمت أباه أنه قد مات، وحيث إن منهج الشيخ الاحتياط في الأمور، فقد امتنع عن عقد المرأة، وتوالى الخطَّاب عليها والشيخ يرفض العقد حيث يطلب إليه إجراء العقد بالوكالة. وبعد أن مرت سنة كاملة على الحادثة، وإذا بسلمان بن القباء المتوهمة وفاته قد أتى وقت المغرب والشيخ علي حينذاك يريد أن يؤم الجماعة للصلاة في مسجد الخضر، فرأى سلمان أن يصلي مع الشيخ صلاة المغرب والعشاء قبل أن يذهب إلى بيته ويشغل بالاستقبال والفوضى، وبعد الصلاة مضى إلى الشيخ يصافحه، فلم يعرفه الشيخ ونظر إليه باستغراب وسأله: من أنت؟ فقال: أنا سلمان بن القباء. فلما عرفه قال له: مكانك. قال سلمان: دعني أذهب إلى البيت. فقال له: لا تذهب وتعشى معي أولا في منزلي وأصر عليه فلم يتمكن من مخالفة الشيخ رغم شدة اشتياقه لرؤية أهله، وكان في تلك الليلة، قد قرر عقد زوجة سلمان حيث اطمئن الشيخ بعد مرور سنة كاملة على الحادثة أنه قد مات واقعا فوافق على عقدها بالوكالة لأحد خاطبيها. فبقى سلمان مع الشيخ وتعشى عنده، وصار معه في مجلسه الذي سيجري فيه العقد، وصار الناس يأتون للعقد ولا يعرفون من هذا الجالس مع الشيخ نظرا لقلة الإضاءة وإلى أنهم لا يتصورن حياة سلمان، وجيء بالرجل الذي يراد عقد المرأة له، وجاء القباء والد سلمان مع الناس، فقال الشيخ علي - وكان قد أمسك بيد سلمان وأوصاه أن لا يتكلم -: يا قباء حيث إنك لم تقف على دفن سلمان فإنني لن أعقد المرأة. ثم أمر القباء أن تحمل السراج «الفانوس» وينظر وجوه الجالسين، فقام القباء ينظر على ضوء (الفانوس) وجوه الحاضرين حتى نظر وجه ولده، فألقى الفانوس واحتضنه. فقال له الشيخ: أتلوموننا إذا توقفنا عن عقد امرأة لم تتحقق لدينا وفاة زوجها؟!.

وكان الذي حصل لسلمان حسب إفادته لأهله: هو أنه كان في غيبوبة، ثم عطس بعد مغادرة أبيه فأفاق، وعولج فبرئ، ولم يصل البحرين إلا بعد مدة سنة. وقد ترك سليمان بن القباء بنتا تزوجها الحاج يعقوب بن مدن وولدت له المرحومين أحمد وعلي وسلمان وبنت اسمها طيبة.

ويقع قبر الشيخ علي المذكور في الجنبية بين النخيل. وحدثني الخطيب الملا جاسم محمد حسن نجم الجمري حفظه الله (كان المذكور حيّا يرزق وقت وضع العلامة الجمري لمسودة الكتاب) أنه سمع من المرحوم الحاج عبدالله بن الحاج محمد الملقب بـ (أمِّتيان) وهو من أسرتنا: أن للشيخ علي المذكور نخلا في سيحة القريَّة - والقريَّة والجنبية منطقة واحدة، وإن كان كل اسم من هذين الاسمين لقرية، وقد اندثرت الجنبية، وصار أهلها يسكنون القرية من الجهة الشرقية، يسمى بـ «نخيل الشيخ علي» ويقع شمال النخل المعروف بـ (نخل الجونري). وهذا ما يؤيد الرواية القائلة بأن قبر الشيخ علي بن الشيخ سليمان هو القبر الموجود فعلا في المسجد الواقع في الجنبية. ويحتمل أن دفنه هناك بسبب قضائه فترة الصيف هناك فتوفي ودفن في الموقع المذكور.

ويروى أن هذا الشيخ قدس الله سره وجد مقتولا وملقى في جدول (ساب) في منطقة القبر، وقد غطي بما يستر جسمه. وحدثني الخطيب الملا سعيد الشيخ عبدالله العرب حفظه الله: أن هذا الشيخ لما اكتشف جسمه في الجدول بعد عدة أيام وجد غضا طريا كأنه قد مات توا، وأن الذي عثر عليه كان يضرب بمسحاته في الجدول فأصابت المسحاة جسده فجرى الدم. وكان بناء المسجد والقبر قديما جدا، حتى قام الرجل الوجيه الحاج يوسف الحواج من سكنة مدينة المنامة وهو إحسائي الأصل ببنائه - مشكورا - بناية متقنة، وتم الفراغ منه في سنة 1410هـ الموافق 1990م. وللحاج جواد المذكور بستان مجاور للقبر.

وحدثني المسئول عن مسجد الشيخ علي وهو الشاب المؤمن الحاج عباس حسين علي البندري من سكان القريَّة أن موكب العزاء لقرية القريَّة أتى يوم العاشر من المحرم في بداية جولته إلى مسجد الشيخ - وذلك منذ سنين بعيدة العهد - فيلطم المعزون ويقرؤون الفاتحة لروح الشيخ ويعزونه في الإمام الحسين عليه السلام، ثم يقرأ أحد المؤمنين تعزية مختصرة، ثم يواصل الموكب مسرته.

الشيخ خلف الجمري (قدس سره)

ويعرف ولده بلقب الدويك، ولعل الدويك هو لقب للشيخ خلف أيضا، ويقع بيته في الجهة الشرقية من القرية ويعرف ببيت الدويك.

الشيخ علي غبَّاش (قدس سره)

جد إسماعيل والد محمد بن إسماعيل، وأسرة آل غبَّاش الموجودة في بني جمرة - وهي إحدى الأسر الجمرية - هي أسرة هذا الشيخ.

العدد 2296 - الخميس 18 ديسمبر 2008م الموافق 19 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً