العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ

«يوم المعلم» يعيد للذاكرة «الشارات السود»

الوسط - زينب التاجر، سعيد محمد 

03 أكتوبر 2008

يعيد يوم المعلم العالمي الذي يصادف يوم غد (الأحد) الخامس من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام ، ذكرى الشارات السود التي وضعها أكثر من 9500 معلم ومعلمة في اعتصامهم الأول الذي وقع فيه المعلمون على عريضة طالبت بإقرار كادرهم وتحسين وضعهم الوظيفي. واليوم بعد مرور عام على رفع تلك الشارات لمدة عشرة أيام متواصلة، مازالت آلية تطبيق الكادر تحبو، في ظل مراوحة ترقيات المديرين والمديرين المساعدين وتجدد أزمة دبلوم التمهن بإصدار وزارة التربية والتعليم لتعميم يتضمن شروطا تعجيزية إلى جانب تزايد موجة استقالات مهندسي التعليم الصناعي وارتفاع نصاب المدرسات لـ 22 حصة بسبب أزمة ساعتي الرضاعة، فضلا عن «تعليق» مصير 120 معلما مرشحا لمنصب معلم أول خاضوا امتحانات التأهل لهذا المنصب منذ عامين.

وطالب مواطنون استطلعت «الوسط» آراءهم بهذه المناسبة، الحكومة بإعطاء المعلمين مزيدا من الاهتمام والنظر بعين الجدية لتحسين أوضاعهم بما يتناسب مع أهمية الدور الذي يضطلع به المعلم الذي كاد أن يكون رسولا.


وسط ترقب الكادر... والتلويح بالاستقالة ولعنة دبلوم التمهن... وموجة غضب استقدام المصريين

«يوم المعلم» يعيد إلى الذاكرة «الشارات السود»

الوسط - زينب التاجر

أعاد يوم المعلم العالمي الذي يُصادف يوم غد (الأحد) الخامس من شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل، ذكرى الشارات السود التي وضعها أكثر من9500 معلّم ومعلّمة في اعتصامهم الأوّل قبل عام من الآنَ بالتزامن مع يوم المعلّم العالمي للعام 2007 وحضره أكثر من 5 آلاف معلّم ومعلّمة، ووقع على عريضة دشنت فيه أكثر من 3آلاف معلّم ومعلّمة مُطالبين فيه بإقرار كادرهم وتحسين وضعهم الوظيفي، واليوم بعد مرور عام على رفع تلك الشارات لمدة عشرة أيام متواصلة مازالت آلية تطبيق الكادر تحبو رغم رفع جمعية المعلمين البحرينية للوزارة مبادرتها لتعديل الكادر ورغم ضخ موازنة لتنفيذ مراحل كادر المعلمين الثلاث تصل إلى 11 مليون دينار والتي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منها بعد أن بدأت قبل أربع سنوات مضت وتشمل عملية تسكين المعلمين واستفاد منها جميع المعلمين، على أنْ تبدأ المرحلة الثانية منه خلال الشهر الجاري والتي تضم عملية التمهين التي من المزمع أنْ تستمر أربع سنوات أخرى.

وبعد مرور عام مازالت ترقيات المديرين والمديرين المساعدين تراوح مكانها ولم تكن نتائج 150 معلما سبق أنْ قدّموا امتحانات وخاضوا مقابلات للحصول على ترقية لمنصب معلّم أول منذ عامين أفضل حالا، رغم تلويح الوزارة في تصريحات سابقة بأنها ستُعلن عن المعينين الجدد فيها في الأسبوع الثالث من شهر أغسطس/ آب الماضي ضمن قائمة توظيفها التي لم تأت على ذكر تعيينات المعلّمين الأوائل، إلى أنْ جاء قرارها بإصدار تعميم يضم شروطا تعجيزيه لدخول برنامج التمهن لعموم المعلّمين.

ومن المديرين والمديرين المساعدين والمعلمين الأوائل إلى عموم المعلمين، فبعد مرور عام أيضا ما زالت وزارة التربية والتعليم تخصص مرشدا اجتماعيا لكل 500 طالب في مدارسها الحكومية رغم صدور قرار من ديوان الخدمة المدنية في ديسمبر/كانون الأوّل للعام الماضي بتخصيص مرشد اجتماعي لكلّ 250 طالبا فقط، وفي الجهة المقابلة ما زالت وزارة التربية وصندوق العمل يُعلّقان عملية توظيف قائمة الخدمة الاجتماعية التي سبق أنْ أعلنتها الوزارة في « الوسط» بحجّة عدم اعتماد موازنتها من صندوق العمل، والتي تضم 9 ذكور و40 خريجة من الإناث.

وبإعلان قرار منح ساعتي رضاعة للأمهات من المعلّمات والتي استفادت منها أكثر من ثلاثة آلاف معلّمة، تفجّرت أزمة النقص في السلك التربوي بسبب تطبيق هذا القرار ولم تجد الوزارة حلا سوى زيادة نصاب جميع المعلّمين والمعلّمات إلى 22 حصة فضلا عن إدراج المشرفات الإداريات في العملية التربوية عوضا عن ضخ موازنة بتوظيف خريجين جدد من جيش العاطلين الذي يتجاوز عددهم الـ 2000 عاطل جامعي.

لعنة دبلوم التمهن!

ويبدو بعد عام بأنّ لعنة دبلوم التمهن لن تزول عن جموع المعلمين فبعد أنْ عمدت وزارة التربية والتعليم بإعلان نتائج دراسة دبلوم التمهن لـ 180 معلما من المُدرجين ضمن المرحلة الثانية من تطبيق كادر المعلمين، وأبلغت المعلّمين بها مازال اعتماد تلك النتائج مجرد حبر على ورق ولم تمنح لهم فعليا وبشكل رسمي حتى الآنَ وذلك بمنح الدرجة الرابعة لهم، الأمر الذي يشير إلى صدق التنبؤات بأنّ الوزارة ترنو لصيد عصفورين بحجر واحد وهو إعطاء المعلمين درجة واحدة عوضا عن الدرجة الرابعة والدرجة الاستثنائية المتوقع إعطاؤها للمعلمين وفق ما أشارت له جمعية المعلمين البحرينية أخيرا.

وقبل العيد بأيام قليلة آثرت التربية أنْ تمنح معلّميها « عيدية» من خلال الإعلان عن فتح باب التسجيل في برامج التمهن حتى يحصل المعلّم على درجة تعليمية واحدة، اللافت في الأمر بأنه ومن بين شروط عملية الترقي إنهاء (360) ساعة زمنية خلال ما لا يقل عن أربع سنوات كحد أدنى؛ أي ربما تصل برامج التمهن هذه إلى ست أو سبع سنوات، كلّ ذلك من أجل الحصول على درجة واحدة!

التعليم الصناعي في خطر!

خلال العامين الماضيين ارتفعت معدّل استقالة معلّمي التعليم الصناعي؛ لتصل إلى 80 حالة آخرها 20 معلما استقالوا مع بداية العام الدراسي لا لكونهم قد حصلوا على فرصة عمل أفضل فحسب وإنما لتعذر العطاء في بيئة مدرسية تتطلب « عمليات ترميم»، بيئة أنهكتها ظروف تبدأ بحصر عدد من مهندسي التعليم الصناعي على الدرجة الثالثة منذ عامين رغم حصولهم على بكالوريوس الهندسة ودبلوم التربية واجتيازهم متطلبات مرحلة التمهين من كادر المعلمين منذ شهر يونيو/حزيران الماضي واشتراط الوزارة على معلّمي الصناعي الجدد للانتقال للدرجة الرابعة الحصول على دبلوم التربية، في الوقت التي تماطل الوزارة في منحهم الفرصة للحصول على الدبلوم، ولم تكن المناهج الجامدة وسيطرة المعلمين من غير البحرينيين على هذا المساق وارتفاع نصابهم إلى 24 حصة بمعزل عن ظروف استقالتهم، الأمر الذي دفع الوزارة في رد فعل غريب إلى استقدام 120 معلما مصريا بين ذكور وإناث للعمل في السلك التربوي في مملكة البحرين ، بعد أنْ أعلنت في الصحف المصرية وشبكة المعلومات الإلكترونية وفي سفارة البحرين في جمهورية مصر العربية قبل شهر ونصف الشهر عن طلب توظيف معلّمين مصرين في وزارة التربية والتعليم البحرينية، إذ تقدم بعد إعلانها زهاء الـ500 معلّم ومعلّمة مصريا لطلب التوظيف وأجروا امتحانات في السفارة البحرينية في القاهرة وتم وصول الدفعة الأولى والثانية من المقبولين ويبلغ عدد من في الأولى 63 معلّما بين ذكور وإناث، في حين بلغ عدد من وصل في الدفعة الثانية 57 معلّما ومعلّمة وأنّ نسبة الإناث تفوق الذكور فيهما، هذا وخصصت الوزارة مواصلات تقلهم من مطار البحرين الدولي وتنقلهم لأحد الفنادق في الجفير، الأمر الذي أثار حفيظة أكثر من 2000 عاطل جامعي على قوائمها.

وتعللت الوزارة باستقدام المعلمين المصرين بالحاجة لسد العجز الحاصل في التعليم الصناعي عوضا عن سعيها لحلحلة ظروفهم العالقة واعتبار ذلك استثمارا وطنيا للمستقبل ولأجيال الوطن.

ملف وزارة التربية والتعليم مثقل بالهموم، هموم لم تستثن معلّمي التربية الخاصة فبعد أن عمدت الوزارة في قرار مسبق منها لدمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في المرحلة الابتدائية وخصصت 187 معلّما ومعلّمة تربية خاصة لهم، تناقلت الأوساط التربوية أنباء عن نقص في معلّميهم للمرحلة الإعدادية فضلا عن صعوبة التعامل مع هذه الفئة ولاسيما أنّ الوزارة دمجتهم في المرحلة الإعدادية من دون أنْ تخصص كادرا من معلّمي التربية الخاصة المؤهل للتعامل مع هذه الفئة؛ ليستوعب عددهم، الأمر الذي أسهم في زيادة الضغط على معلّمي هذه المرحلة، ولا سيما أن الفصل الدراسي يضم في بعض الأحيان خمسة من هذه الفئة، وبلغة الأرقام تشير المعلومات إلى أنّ عدد معلمي التربية الخاصة في المرحلة الابتدائية يبلغ 187 معلّما ومعلّمة موزعين على تخصصات صعوبات التعلّم والتفوّق والموهبة والتخلّف العقلي، فيما يبلغ عدد معلّمي التربية الخاصة في المرحلة الإعدادية 54 معلّما ومعلمة، موزعين على التخصصات نفسها.

وزارة تضم أكثر من 127 ألف طالب وطالبة و13 ألف معلّم ومعلمة من المنطقي أنْ تعتري عملها الكثير من الثغرات التي من المفيد حصرها على عجالة في يوم يقف فيه الجميع تبجيلا « للمعلم».


تأكيدا «لقدسية» رسالتهم ودورهم الحضاري

مواطنون يدعون الحكومة الى إعطاء المعلمين مزيدا من الاهتمام

الوسط - سعيد محمد

يطل اليوم العالمي للمعلم هذا العام كسابقه من الأعوام بالنسبة لقطاع المعلمين والمعلمات في البلاد، فلايزال هذا القطاع مثقلا بالكثير من الآلام والآمال والمطالب والدعوات، لكن المطلب الأول والأشمل، الذي يتفق عليه العاملون في هذا القطاع «المقدس» وكذلك أولياء الأمور من المواطنين والمقيمين، هو أن تعطي الدولة الاهتمام الأكبر للمعلمين والنظر في مطالبهم وتسخير كل الإمكانات والتسهيلات والمزايا ليكملوا رسالتهم على أكمل وجه.

ولايزال قطاع كبير من المعلمين والمعلمات في البحرين ينتظرون من وزارة التربية والتعليم أن تحرك ما يحويه «الملف» الكبير من شئون وشجون، وهم، على رغم إيمانهم بأن الوزارة ممثلة في وزيرها ماجد النعيمي تدرك عظم المسئولية الملقاة على المعلم والمعلمة في بناء الدولة، وتعرف جيدا المصاعب والمشاق التي يلاقيها المعلمون في أداء رسالتهم الكبيرة، إلا أن أمام الوزارة الكثير من العمل لتحقيق الحد المقبول من الاحتياجات الرئيسية للمعلمين، وخصوصا على صعيد إدخال المزيد من التعديلات في كادر المعلمين لضمان مزايا مرتبطة بالأجور وتوفير بيئة العمل الملائمة للإبداع والتطوير وتخفيف الأعباء والحمل الثقيل الذي أدى الى عزوف عدد من المعلمين وتركهم المهنة بحثا عن مصدر رزق آخر، وفي هذا خسارة كبيرة يدركها من يحسن تقديرها وتحديد أبعادها.

أولياء الأمور يهنئون

وليست مناسبة «يوم المعلم العالمي» إلا واحدة من المناسبات التي تعيد تجديد الحديث عن دور المعلمين والمعلمات، وهو دور يزداد عظما وثقلا عاما بعد عام نظرا للتطورات الهائلة التي تشهدها العلوم والمعارف في ظل ثورة المعلومات والتكنولوجيا التي يشهدها العالم، وهذا الدور، يثمنه المواطنون من أولياء الأمور الذين تحدثنا معهم في هذا التقرير لننقل وجهات نظرهم في «يوم المعلم العالمي» حيث يعبر المواطن عبدالله سلمان الحدي (موظف) عن تقديره واحترامه للمعلمين والمعلمات الذين يشبههم بالشموع التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين، وهو يرفع تهنئة جميلة الى كل العاملين في سلك التعليم في البحرين وفي كل مكان لأنهم - كما يقول - يستحقون الكثير تقديرا للجهد الذي يبذلونه في مواجهة الظلام والجهل.

ويتذكر الحدي بيتين من الشعر لشاعر النيل حافظ إبراهيم يقول فيهما:

إنّ المعلّم والطبيب كلاهما

لا ينصحان إذا هما لم يُكرَما

فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه

واصبر لجهلك إن جفوت معلما

ويرى أن قطاع التعليم في البلاد شهد الكثير من النقلات التطويرية في بلد بدأ فيه التعليم النظامي في العام 1919، لكن مع ذلك، فإن ما يعانيه المعلمون من ضغوط وظروف صعبة على صعيد المهنة وكذلك على صعيد الظروف المعيشية تجعل من موضوع توفير الإمتيازات لهم أمرا واجبا للبحث والاهتمام من جانب الدولة، خصوصا وأن الامتيازات المقدمة للمعلمين في البحرين لا يمكن مقارنتها بما يتم تقديمه للعاملين في هذا القطاع المهم جدا في دول مجلس التعاون، داعيا الى تركيز الاهتمام على المعلمين والمعلمات لأنهم حجر الزاوية في صوغ مستقبل البلاد.

مع المعلمين... قلبا وقالبا

ولا يبتعد الباحث سيد جعفر الحلاي، الذي مارس مهنة التعليم فترة من الزمن عن الآراء التي تجتمع على أهمية أن يكون «يوم المعلم العالمي» منطلقا لتحقيق أمنيات العاملين في المهنة، فهو يرى أن للمعلمين والمعلمات الدور الأكبر والأهم في بناء الشخصية البحرينية، وأن مستقبل البلاد يعتمد بدرجة كبرى على عطاء هؤلاء المعلمين، وهنا، لابد من التأكيد أننا حين نساند المعلمين والمعلمات في مطالبهم وآمالهم، فإننا نسير معهم في الاتجاه ذاته لترسيخ أبعاد الدور المهم لقطاع التعليم في بناء المجتمع والدولة، كما أننا كأولياء أمور نثمن كل جهد يبذله المعلم والمعلمة.

ويشير الحلاي الى أن هناك تطلعا «نحو مزيد من التطوير في قطاع التعليم، وتشكيل المؤسسة التعليمية العصرية التي تقوم، من وجهة نظري، على عناصر عدة منها تقديم الوسائل التعليمية الأفضل وطرق التدريس أكثر حيوية وتقدما لما لها من دور فعال فى نجاح التنمية المجتمعية والنهوض بمستوى الموارد البشرية، وتطوير مهارات وفكر الطلاب من خلال البحث عن المعلومات باتباع اسلوب البحث والدراسة اعتمادا على طريقة الحوار والنقاش بأية مادة علمية تطرح واستدعاؤها باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والإنترنت في أي مجال أو مادة تعليمية، ووجود حلقة وصل بين أولياء الأمور والمدرسين والحصول على التقارير والدرجات والتقديرات وكذلك الشهادات، وذلك من خلال اعداد منظومة علمية تخدم العملية التعليمية.

مواصلة المسيرة المقدسة

ويتمنى فاضل العبار، وهو مواطن من قدامى المعلمين، أن يكون يوم المعلم العالمي لهذا العام منطلقا نحو المزيد من الإنجازات لقطاع التعليم، فمن ناحية العمل النقابي، يحمل آمالا كبيرة في أن يحظى العاملون في المهنة بالدعم والمساندة وايجاد القنوات للعمل المشترك بين المعلمين ووزارة التربية والتعليم، وفي الوقت ذاته، يدعو زملاءه جميعا لمواصلة المسيرة المقدسة وحمل شعلة النور لأبناء البلاد، فهذه المهنة هي من أشرف وأقدس المهن، لذلك، من المهم تحمل تبعاتها وأعبائها، مشيرا الى أنه يتوجب على الدولة ألا تألوا جهدا في توفير كل ما من شأنه رفع مكانة المعلم وتوفير الحياة الكريمة له، «فالمعلمون والمعلمات البحرينيون، وكذلك زملاؤهم من غير البحرينيين، إنما يعملون بكل جد لتعليم أبنائنا وتربيتهم ليصبحوا في المستقبل عناصر تشارك في نهضة بلادهم».

وليس لدى المواطنة ابتسام محمد سعيد، إلا بعض الأبيات الشعرية التي تختزل فيها الكلام الموجه للمعلمين والمعلمات في يومهم العالمي:

ياشمعة ذابت لتهدي ضوءها

لبراعم الأزهار في الأغصانِ

من شوك صبرك قد عصرت لنا الندى

أكرم بعزمك أيها المتفاني

رمز الفداء على الزمان معلم

يرعى الغراس ولا يكون الجاني

فرحة الإنجاز نهاية كل عام

ويعتبر كل من فتحي ربيع وسيد عباس الوداعي، من مدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين، أن يوم المعلم العالمي بالنسبة لهما هو يوم يتشرفان فيه، هم وجميع زملائهم العاملين في مهنة التعليم، بأنهم حملة لمشاعل النور، وهم يقومون بهذا الدور من منطلق ديني ووطني لحمل مسئولية تعليم الأجيال، وعلى رغم الكثير من المصاعب والمتاعب، إلا أن كل ذلك لا يقاس بالفرحة بالإنجاز حين يأتي آخر العام ويجنون ثمار ما بذلوه من جهد طيلة العام حين يتابعون انتقال الطلبة من مرحلة الى مرحلة أعلى في تحصيلهم الدراسي.

إن التلميذ قد يمكث في مدرسته أكثر مما يمكث في منزله، وقد يراه المعلم أكثر مما يراه والده، وبالتالي فإن المعلم يلحظ النمو الذي يحدث له والتغير الذي يمر فيه، وأن هذا النمو الذي يمر به الطالب ينقسم إلى نمو جسمي وعقلي وانفعالي، ولن يقدر على فهم ذلك النمو وما يصاحبه من مشكلات إلا المعلم بحكم إعداده، ومن هنا فإنه ـ أي المعلم ـ يستطيع أن يساعد طلابه على التكيف وعلى التوافق مع ما يعتريهم من تغيرات في جميع النواحي، وهذه مسئولية يدركها المعلمون والمعلمات جيدا، فهذا جزء مهم من دورهم في الإهتمام بالطلبة الذين يعتبرونهم كلهم أبناء لهم.

فرح القيمة الإنسانية

ويرسل المعلم عماد الطوال، أحد أفراد أسرة تحرير مجلة «المعلم» العربية، رسالة الى المعلمين والمعلمات في اليوم العالمي قائلا فيها: «أيها الإخوة الزملاء الكرام أحييكم في اليوم العالمي لتكريمكم وكل يوم من أيام العام هو يوم تكريم لكم في الرسالة التربوية. في يوم المعلم نعيش فرح الروح، روح العطاء معكم، فرح القيمة الإنسانية». ويضيف «إن المعلم أيها الزملاء الكرام هو روح العملية التعليمية ولبها وأساسها الأول وركنها الركين. المعلم هو الركيزة الأساسية وحجر الزاوية في نظام التعليم، لا نكران لأثر المناهج الجيدة والكتب الجذابة والمباني النموذجية، لكن هذه الأشياء وسواها على أهميتها تأتي بعد المعلم المقتدر المتألق الذي يعلم بعقله وقلبه وسلوكه».

ويختم بالقول: «أخي المعلم، أختي المعلمة، أنتما سبب نجاح المجتمع ونيله شرف السبق بين الأمم، فأنتما عنوان نهضة الأمة وتقدمها وأنتما عند التربويين تعدُّ منزلتكما أعلى درجة من الوالدين، قال الإمام الغزاليُّ: «حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فإن الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية، فأبو الإفادة أنفع من أبي الولادة»

العدد 2220 - الجمعة 03 أكتوبر 2008م الموافق 02 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً