العدد 2439 - الأحد 10 مايو 2009م الموافق 15 جمادى الأولى 1430هـ

البابا يؤكد تضامنه مع مسيحيي الشرق الأوسط

الأتباع من الأردن و دول الجوار حضروا القداس في استاد عمّان

أكد البابا بنديكت السادس عشر في اليوم الثالث لزيارته إلى الأردن، عن تضامنه مع مسيحيي الشرق الأوسط، داعيا إياهم أن يكونوا أوفياء لجذورهم في منطقة يسودها الاضطراب وتعاني منذ عقود صراعات أجبرت العديد منهم على الهجرة.

وقال البابا خلال عظته في قداسه الأول في إستاد عمّان الدولي في الهواء الطلق أمام نحو خمسين ألف من أتباعه من الأردن ومن دول الجوار، وخصوصا سورية ولبنان والعراق «لقد طال انتظاري لهذه الفرصة لاقف أمامكم لأشجعكم على المثابرة في الإيمان والأمل والحب».

وأشاد البابا «بالشجاعة الخاصة» للطائفة المسيحية التي يتناقص عددها في الشرق الأوسط وحث المسيحيين على «الوفاء لجذورهم».

وأضاف أن «المجتمع الكاثوليكي هنا متأثر جدا بالصعوبات والتقلبات التي تؤثر على جميع شعوب الشرق الأوسط».

وتابع «أدعو لكم ألا تنسوا أبدا الكرامة الكبيرة الخاصة بكم والتي تنبع من التراث المسيحي أو تفشلوا في التماس المحبة والتضامن في كل ما تبذلونه مع إخوتكم وأخواتكم في الكنيسة في جميع أنحاء العالم».

وأوضح البابا أن «التشبث بالجذور المسيحية الخاصة بكم والإخلاص لرسالة الكنيسة في الأراضي المقدسة يتطلب من كل واحد منكم نوعا خاصا من الشجاعة: شجاعة الاعتقاد التي تولد من الإيمان الشخصي وليس من التقاليد الاجتماعية أو العائلية».

و كان البابا وصل الاستاد على متن السيارة البابوية البيضاء وقام بدورة واحدة حول الملعب الممتلئ بآلاف المؤيدين الذين كانوا ينتظرونه تحت الشمس الساطعة وهم يحملون الأعلام الأردنية وأعلام دولة الفاتيكان ويهتفون «أهلا بك في الأردن» و «نعم للحب والسلام».

ثم صعد سيرا على الأقدام إلى المنصة التي صنعت على شكل كنيسة باللونين الأصفر والأبيض.

وحيا البابا في مستهل القداس الحضور بكلمة «السلام عليكم» باللغة العربية ما أثار حماستهم وجعلهم يصفقون له كثيرا. وألقى بطريارك كنيسة اللاتين في القدس فؤاد طوال كلمة ترحيبية بقداسة البابا داعيا إياه أن «تصلي من أجلنا وأن تبارك بلدنا وشعبنا».

وكرس البابا جانبا كبيرا من عظته لمسيحيي المنطقة الذين يمثلون أقلية ويعيشون ظروفا حياتية صعبة.

وحيا البابا في القداس الذي تمت دعوة مسلمين ومسيحيين غير كاثوليك إليه، النساء في هذه المنطقة «الأمهات المسيحيات المتدينات المعلمات والطبيبات والممرضات (...) والنساء اللواتي كرسن حياتهن من أجل السلام وبناء المحبة».

وتم خلال القداس عملية تناول لنحو ألف طفل بينهم أربعون طفلا من الجالية العراقية في المملكة.

وتوجه البابا في وقت لاحق أمس إلى بيت عنيا حيث موقع المغطس في غور الأردن (60 كلم جنوب غرب عمّان). ويعتقد أن هذا الموقع شهد عمادة السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن قبل أكثر من ألفي سنة. وبارك أيضا حجر الأساس لكنيستين في هذا الموقع على بعد كيلومترات شمال البحر الميت هما كنيستا اللاتين والروم الكاثوليك.

وسيتوجه البابا اليوم (الاثنين) إلى «إسرائيل» ثم إلى الأراضي الفلسطينية لمتابعة زيارته الرسولية على خطى يسوع المسيح.

وكان البابا دان السبت من داخل أكبر مساجد الأردن في عمّان «التوظيف الأيديولوجي للدين» لغايات سياسية معتبرا أنه سبب في الخلاف بين الديانات المختلفة، وأكد أهمية حوار الأديان والمصالحة.

وقال البابا لجمهور من رجال الدين المسيحيين والمسلمين في مسجد الملك حسين بن طلال في عمّان أن الدين يجب أن يكون قوة توحد لا تفرق.

ويسعى الأردن الدولة الإسلامية التي يشكل المسيحيون ما نسبته 5 في المئة فقط من مجموع سكانها البالغ نحو ستة ملايين نسمة، إلى إظهار صورة الاعتدال والتسامح اللذين ينتهجهما.

العدد 2439 - الأحد 10 مايو 2009م الموافق 15 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً