العدد 2513 - الخميس 23 يوليو 2009م الموافق 30 رجب 1430هـ

دورة لتطوير المفاهيم اللغوية ورفع قدرات الكتابة والقراءة للصم

أطلقتها جمعية الصم البحرينية

نظّمت جمعية الصم البحرينية دورة خاصة لتطوير القدرات اللغوية لدى الصم، من أجل تحسين مستواهم في الكتابة والقراءة، نظرا لضعف التعبير ومحدودية اللغة بسبب ضعف مستوى التعليم المخصص لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

من هذا المنطلق تم تشكيل لجنةٍ خاصةٍ من عددٍ من الاختصاصيين المتطوّعين، وبعض مترجمي لغة إشارة وإداريي الجمعية. وسار العمل كفريق واحد متعاون، مسترشدا بالاطلاع على تجارب الدول المجاورة كالسعودية والكويت.

الدورة بدأت يوم 17 يونيو/ حزيران الماضي، حتى 21 يوليو/ تموز الجاري، في مقر الجمعية بالنعيم، وتم إجراء امتحان تقييمي للمستوى في القراءة والكتابة، على ضوئه تم وضع وحدة تعليمية خاصة بالصم مكونة من مراحل، الأولى تعتبر مرحلة تجريبية لمدة شهر واحد، من المقرر أن تتبعها مرحلتان.

يقول رئيس الجمعية مهدي النعيمي إن الدورة دعمها كلٌ من نادي روتاري المنامة وعقارات السيف، عبر تقديم أجهزة حاسوب، حيث بلغ عدد الملتحقين بالدورة 14 شخصا، 8 من الإناث و6 من الذكور، من محافظات المحرق والشمالية والوسطى والغربية. وبسبب عدم توفر المواصلات تعذّر على بعض الراغبين في الالتحاق بالدورة، إضافة إلى السفر في فترة الإجازة الصيفية. ويشير النعيمي إلى أن أهم المشاكل التي اعترضت الدورة ضيق المكان، حيث تعذّر الحصول على فصول دراسية مناسبة، ما اضطرها لتنظيمها في مقر الجمعية حيث لا تتسع صالة صغيرة لعدد أكبر.

الجمعية وفّرت للمشاركين برنامج الدورة ولوازم القرطاسية، ويجري تدريس كل مجموعة لمدة يومين في الأسبوع، لفترة ساعتين في اليوم. وسيوزع في نهاية الدورة استبيان على الدارسين لتقييمها، كما ستعقد اللجنة المشرفة اجتماعا تقييما للإعداد للمرحلة الثانية المزمع إطلاقها بعد شهر رمضان المبارك، على أمل أن تحظى بدعم من المؤسسات ذات الرسالة الاجتماعية.


اختصاصيون متطوّعون

المشروع هدف إلى تطوير المفاهيم اللغوية في القراءة والكتابة واكتساب أساسات قواعد اللغة العربية، وتدريب الصم على تكوين جمل صحيحة نحويا، وذلك باستخدام أساليب تعليم حديثة، اعتمادا على لغة الإشارة. أكثر المشاركين أنهوا المدرسة الإعدادية، وبعضهم التحق بمركز شيخان الفارسي أو درس بالكويت، وبعضهم تلقى تدريبا مهنيا، ما حتّم ضرورة وضع برنامج يناسب مختلف المستويات التعليمية.

الاختصاصي باللغة العربية والمدرس الأول بالمرحلة الثانوية شاكر الزاكي، اعتبر الدورة مهمة لتعليم الصم مبادئ القراءة الصحيحة والكتابة وتكوين الجمل العربية، وقال: «من خلال لقاءاتنا الأولى بالطلاب تبين وجود ضعف واضح في اللغة والتخاطب بينهم في الرسائل، والأهم أنهم يشعرون بذلك. ولمست لديهم رغبة كبيرة في تغيير وضعهم والارتقاء بمستواهم، خصوصا الطالبات، والدليل التزامهم الدائم بالحضور وحرصهم على التعلم. والمسألة تحتاج إلى الاستمرار وتنظيم دورات أخرى تكميلية، من هنا أدعو أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم الصم بمثل هذه الدورات النوعية».

وتعقب عضوة اللجنة المشرفة على المشروع، المدرسة الأولى بالمرحلة الابتدائية زهرة سعيد بالقول «إن مثل هذه الدورة نقلة نوعية لدمج الصم في المجتمع بطريقة تشعرهم بأنهم قادرون على العطاء. وفي بداية مشوارنا مع الصم قمنا بتقييم مستوى أدائهم اللغوي، ورصدنا أهم احتياجاتهم، كتعلم أكبر قدر من المفردات والتركيز على المترادفات، فلغة الصم أولية، فهم يعرفون مثلا كلمة طاولة، ولكن قد يجهلون معنى كلمة منضدة عند قراءتهم لها، ما يعني حاجتهم لاكتساب ثروة لغوية كبيرة.

وتضيف سعيد: «رأينا أن الصم بحاجة للتعرف على تصريف الفعل والاسم مع الضمائر، وذلك في حالة المفرد والمثنى والجمع، والتذكير والتأنيث. ونحن نجد نقلة نوعية وعالية المستوى في أداء الطالبات. كما لمسنا قدرة على تطوير الذات والبحث الذاتي في محركات البحث، ويمكنني القول إننا في طريق نضمن معه التعلم الدائم للصم، وكلنا في هذا المشروع مؤمنون أن العمل التطوعي يجب أن يكون بنفس عميق، ويجب أن نحترم هذه الفئة ونقدّر إمكانية تعلمها ودمجها في المجتمع، على أمل أن تخطط الجمعية لتعليم فئة الأطفال الصم في المستقبل».


نقرأ الصحف ونريد الاستزادة من اللغة

التقت «الوسط» بالطالبة طاهرة السيدهادي من مدينة حمد، وهي حاصلة على شهادة المرحلة الإعدادية، وطالبة حاليا بمعهد البحرين، تخصص فنون تصميم وصياغة ذهب، تقول بلغة الإشارة: «كل إنسان منا يحتاج إلى اللغة لزيادة معرفته بالحياة، وأنا أريد أن أتطور باللغة العربية، والدورة زادت معرفتي بها».

درة عبدالله خريجة معهد البحرين، تخصص فنون وتصميم مجوهرات تقول: «في البداية كنت لا أعرف الكثير من المفردات التي أقرأها في الصحف والمجلات، وأنا أريد الارتقاء بنفسي وزيادة معرفة اللغة العربية، فالقراءة هي التي ترقي الإنسان، وكنت أسأل أهلي دائما عن المفردات التي أقرأها بالصحف فيشرحونها لي. والدورة ساعدتني على فهم الكثير وسهّلت لي الوصول إلى المعلومات. ومن هنا آمل أن جميع الصم في البحرين يصبحون مثلنا، ويرغبون في مواصلة التعليم الذي يتاح لنا».


نريد تعلم الإنجليزية

وتضيف: «في السابق كنت أتعلم وأبحث عن مفردات غامضة في حياتي. هذا البرنامج سهّل لي الحصول على كثير من الأجوبة. في مجال العمل عندما قابلوني كانت هناك كلمات لم أفهمها، وآمل أن يتعلّم كل الصم لنصل إلى المرحلة الجامعية التي تؤمّن لنا العمل وتحسين الحياة الاجتماعية، وعلى الصم أن يطمحوا إلى تحقيق ذلك مثل بقية الناس، فالتعليم يعطينا دفعا للأمام وقوة في المجتمع». سألتها: هل أنت مستعدة لو مدّدت الدورة إلى ثلاثة أشهر؟ فأجابت ضاحكة: «يا ليت... أتمنى ذلك، بل وأطمح إلى دورة لتعليم اللغة الإنجليزية أيضا». وتعقّب مترجمة لغة الإشارة روضة الجفيري التي تولّت عملية التوصيل بين المدرسين والمتعلمين: «لاحظت وجود دافعية قوية جدا لدى الصم لإنهاء التعليم الثانوي أسوة بالناطقين، وهذه الدورة صحّحت لهم طرق استخدام الكثير من المفردات. والإيجابي أن حماستهم قوية، وأتمنى من القائمين على العملية التعليمية والمؤسسات الحكومية أن توليهم الاهتمام اللازم الذي يستحقونه».

يذكر أنه في ختام الدورة، سيتم تنظيم حفل تكريم للدارسين وللمدرسين المتطوعين الذين بذلوا جهدا كبيرا في هذا المجال. وتأتي هذه الدورة ضمن الفعاليات والبرامج التي تنفذها جمعية الصم البحرينية للارتقاء بفئة الصم.

العدد 2513 - الخميس 23 يوليو 2009م الموافق 30 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً