العدد 2514 - الجمعة 24 يوليو 2009م الموافق 01 شعبان 1430هـ

العلاقات مع «إسرائيل»... ثلاثة أسئلة حول «السر المكشوف»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يقول زميل «كلية علوم الحكومة في دبي» وكاتب العمود في عدة صحف من بينها صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، سلطان بن سعود القاسمي إن دول مجلس التعاون الخليجي لديها بالفعل علاقات مع «إسرائيل»، مشيرا إلى أن هذا الأمر أصبح «سرا مكشوفا» يمكن متابعته عبر اللقاءات المتواصلة بين المسئولين الخليجيين والإسرائيليين، والتي تتوافر معلومات موثقة أصبحت الآن منشورة على مواقع في الإنترنت، مثل «يو تيوب»... ولذا يمكن أن ينظر إلى مقال سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في صحيفة «واشنطن بوست» في 17 يوليو / تموز 2009 على أساس أنه ضمن السياق المعمول به خليجيا.

القاسمي أشار أيضا إلى ما كشفت عنه مجلة «دير شبيجل» الألمانية من أن «إسرائيل» صوتت في مطلع يوليو / تموز 2009 لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مقر «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة»، وأشارت المجلة الألمانية إلى أن ذلك يرجع إلى رغبة «إسرائيل» في بناء علاقات أوثق مع دول الخليج. وعلى هذا الأساس أيضا يمكن فهم الإفراج عن خمسة من مواطني البحرين - الذين تم اعتقالهم على متن سفينة مساعدات إلى غزة مطلع الشهر الجاري - وتسليمهم فورا لمسئولين بحرينيين زاروا مطار «بن غوريون» في تل أبيب.

ولو نظرنا إلى أمر آخر، فإنه ومنذ أكثر من عشر سنوات و «التطبيع الإعلامي» متحقق على أرض الواقع، وكلا من فضائيتي «الجزيرة» و «العربية» تبثان مقابلات مع المسئولين الإسرائيليين الذي يدافعون عن سياسة بلادهم، والجمهور العربي يشاهد ويسمع كل تلك التصريحات التي تدخل حتى غرف نوم العرب. إضافة إلى كل ذلك فإن المسئولين الإسرائيليين رفيعي المستوى زاروا دبي في العام 2003 ضمن اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد، وواصلوا زياراتهم خلال السنوات الماضية إلى الدوحة، وكانت هناك حتى فترة وجيزة علاقات تجارية معلنة مع دولتين خليجيتين على الأقل.

ربما أن تتابع الأخبار مؤخرا، ومطالبة الدول العربية فتح أجوائها للطائرات المدنية الإسرائيلية، وعبور غواصة وسفينتين عسكريتين إسرائيليتين قناة السويس (من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر)، والجولات المكوكية للمبعوث الأميركي جورج ميتشل، وخطابات أوباما وكلينتون كلها تدفع حاليا باتجاه الإعلان عن «السر المكشوف».

والسؤال الأول بهذا الشأن هو: ماذا سيحدث لو تم إفشاء «السر المكشوف» عن كل هذه الاتصالات الدبلوماسية والتجارية والإعلامية بين دول الخليج و «إسرائيل»؟ لعل الأثر المباشر لايتعدى الجانب النفسي الذي لايود أن يفكر في الاستسلام المطلق للإرادة الإسرائيلية - الأميركية. لكن السؤال الثاني: ماذا لو كان مقال ولي العهد جاء ضمن مساعٍ متفق عليها بين الدول العربية للتسويق لـ «مبادرة السلام العربية»؟ في هذه الحال فإن الموضوع يختلف لأنه يتعلق بشيء أكبر من البحرين، وكما أشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائلية، فإن البحرين بحجمهما الصغير لاتكفي لتطبيع العلاقات بين العرب و «إسرائيل»... ومعنى ذلك أنه إذا كانت هذه الدعوة البحرينية تعبر عن إرادة عربية تدعمها السعودية بهدف إعادة طرح مبادرة السلام العربية فإن الأمر سيكون مختلفا.

في كل الأحوال، يبقى هناك سؤال ثالث مطروح على الساحتين المحلية والإقليمية، وهو: هل تتحمل البحرين دعوات من هذا النوع لاسيما إذا رأينا أن دعوة البحرين لإنشاء منظمة شرق أوسطية نهاية العام الماضي عاد على البحرين بتغطيات إعلامية سلبية؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2514 - الجمعة 24 يوليو 2009م الموافق 01 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:51 ص

      ماهو مصير الاقصى

      قبل أي سلام مزعوم مع الكيان الصهيوني هل هناك زعيم عربي من دعاة مايسمى السلام يتجرء ويقول لنا ماهو مصير أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الاقصى من عملية السلام قبل أن نصحو ذات يوم على أنقاض ويصبح مككانه هيكل سليمان وتشتغل الاعلام العربي ويقولون أن الكعبة سبق أن تم هدمها و من أجل السلام يجب أن نضحي مع أبناء عمومتنا.

    • زائر 3 | 1:44 ص

      لا للتطبيع مع الكيان المسخ

      لا يمكن اقامة اية علاقات مع هذا الكبان اللقيط الذي تم زرعه في قلب عالمنا العربي والاسلامي من قبل دول الاستكبار العالمي لزرع الفتنة بين المسلمين جميعا ليتسنى لهذا الاستكبار المقيت والكريه سلب خيرات المسلمين في غفلة منهم والسبب لذلك هو هذا الكيان المسخ فلذا يرجى من المسلمين جميعا الانتباه واخذ الحيطة والحذر من ذلك وعليهم بالوحدة الاسلامية تحت شعار ( لا اله الا الله , محمد رسول الله )

اقرأ ايضاً