العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ

أوبريت «وجدتها»... طرح جديد ورسالة واضحة

دقت الساعة التاسعة من مساء يوم السبت (27 سبتمبر/ أيلول الماضي)، معلنة بدء أوبريت «وجدتها» الموجه للمكلفات، وذلك على مسرح صالة طيران الخليج.

الأوبريت الذي قضت فيه الفرقة ما يقرب من عام كامل، من تأليف الكاتبة والشاعرة اللبنانية أمل طنانة في أول تجربة مشتركة مع الفرقة، وقد سبق لطنانة كتابة مسرحيات للأطفال منها «مفتاح النور» و «قمر الأعياد» و «العطش» كما أن لديها تجربة مميزة في نظم الشعر وتجربة صحافية في إدارة مجلة ثقافية. الهندسة الصوتية والتوزيع الموسيقي للعازف يوسف الصبيعي ومن إخراج خديجة مفتاح وعقيلة عبدالهادي.

فتح ستار المسرح المليء بالكتب، وعلى جهته اليسرى كانت «هدى» التي جلست مع باقي زميلاتها في الصف، ومع دخول مُدرسة مادة التعبير الكتابي بدأت الصغيرات باستعراض إنشادي تطلب فيه الأستاذة أن يكون موضوع التعبير هو البحث عن مثلهم الأعلى في الحياة.

يحكي الأوبريت عن طفلة شغفها الكبير في القراءة، وترى غرفتها مليئة بالكتب، حيث المشهد التالي مع والدتها التي تمد لها يد العون في واجباتها، لكنها ترفض معللة سبب رفضها بأن لديها كل تلك الكتب التي ستساهم في عثورها على حلمها.

وها هي تتصفح في كتبها وهي تنشد «هذي كتبي خير رفاقي إما أظمأ سطري الساقي... كنز علوم لغدي باقي مفتاح لغدي لا يصدأ»، وإذا بها ترى أحد كتبها مليئا بالغبار وهو كتاب كبير على يمين المسرح، استغربت هدى وجوده بين كتبها فأخذت تمسح عنه الغبار وتنظفه، إذ أوصاها جدها بأنه «لا يجب أن يعلوا كتبنا الغبار وألا يشعر ضيوفنا بالملل»، وما إن مسحت عن الكتاب الغبار وإذا بفتاة متشحة بلباس أبيض مليء بالحروف تظهر أمامها، سقطت هدى من شدة الدهشة، لكن الفتاة سلمت عليها ومدت يدها تساعدها على النهوض، هي خادمة الحروف التي ظهرت بسبب ذلك الكتاب الذي تراكم عليه الغبار، سجنت داخل الكتاب لأنها لا تعرف القراءة، حيث حاول والداها تعليمها القراءة حاولا وحاولا، لكن لم ينجحا، فأرسلاها إلى مدينة الحروف لتتعلم، وقالا لها «لن تخرجي منها إلا على جناح النور والمعرفة».

أخبرت هدى خادمة الحروف بأن لا تيأس وتتعلم القراءة، لكن خادمة الحروف كانت تخجل وتقول «تصوري بعدما شاب ذهب الكتاب»، لكن هدى أقنعتها بأن العلم هو سلاحها وبه تكبر. ثم عرضت عليها خادمة الحروف مساعدتها بأن تحملها إلى داخل كل كتاب تقرأه مقابل تعليمها القراءة.

وافقت هدى وبدأت تحفظ نشيدة مفتاح الدخول إلى الكتب «هيا يا بستان العلم، ارمِ الثمر بكفي ارمِ، إني جئتك أطلب حلما، فاقطف لي من حرفك حلمي، هيا يا بستان العلم».

المشهد الذي يليه تنادي فيه هدى ساندريلا قائلة «ساندريلا أقبلي أنتِ الأميرة...» فتظهر ساندريلا من الكتاب والدخان ينتشر في المسرح بدخولها، ظهرت بردائها البالي ومظهرها البسيط تنشد عن نفسها وعن قصتها التي يضحكون بها على الأولاد. أخذت بيد هدى تحدثها عن قصتها وأنها من نسج الخيال وصورة في البال.

وبإضاءة البرق تظهر الساحرة الصغيرة وتغير من مظهر ساندريلا إلى أميرة جميلة بفستان ذهبي متلألئ جذاب، يظهر الأمير وبيده وسادة حمراء عليها حذاء أبيض يقدمه لساندريلا لترتديه، تتابع ساندريلا حديثها مع هدى، إذ هي مشغولة بحذائها مرسومة ألوانها لكنها محال، وتقتنص خادمة الحروف الفرصة لترتدي الحذاء لربما يكون من مقاسها. لم تقتنع هدى بساندريلا، فهي لا تريد أن يكون حلمها ثوبا وحذاء.

تتجه الفتاتان إلى الكتب مرة أخرى وهما تنشدان مفتاح الدخول إليها، وهدى تقول: «يا بياض الثلج قومي من مدى التذكار، حدثيني وانفضي عن سرك الغبار»، وتخبر خادمة الحروف بياض الثلج ألا تحضر الأقزام معها إلا أن اثنين من الأقزام ظهرا، وكان الجمهور فرحا بهما فترى الابتسامة والضحكات على وجوههم، ثم تظهر بياض الثلج وبيدها المرآة تحدث هدى عن قصتها، وزوجة الأب تنهبها المرآة وتسأل «من هي أجمل نساء الأرض» وتخرجان من المسرح وهما تتشاجران. لم تعجب بهما هدى فلم يكن حلمها مشطا ومرآة.

تتابع هدى وخادمة الحروف البحث، فإلى قصة رابونزل صاحبة الشعر الذهي، الأميرة التي كانت تتسلى بالطعام، أميرة بلا أعمال.

هدى تبحث عن حلمها، أمنياتها، مستقبلها وغدها، لكنها لم تجد في كل القصص التي دخلتها شيئا من ذلك. وأخيرا تخبر خادمة الحروف هدى عن أميرة تزوجت من أمير، كانت تسمع التهاليل وهي في احد الكتب وكان النور يطوف من حولها.

وفي هذا المشهد تظهر السيدة فاطمة الزهراء (ع) في عرس مع جمع من النساء يصفقن وينشدن عليها، تتسائل هدى عنها إذ إنها لم ترَ في العرس جواهر ولم ترَ فيه ذهبا، والعروس أميرة والعريس أمير.

تتقدم فتاتان صغيرتان بلباس وردي باتجاه هدى من العرس، يحدثانها عن الزهراء (ع) لترويا لها بعد ذلك إحدى قصص السيدة (ع) في تصدقها بكل ما تملك إلى الفقراء.

المشهد التالي يتقدم فيه رجل كبير السن مهاجر، فوق آلامه يكابر، رث الثياب، صعب الحراك، ينشد قصته حين أبصره الرسول اخبره بأن يذهب إلى الزهراء (ع) وهناك ناولته جلد كبش فما هو فاعل به، فأعطته عقدا كانت تضعه في جيدها بأن يبيعه فعسى الله أن يرزقه خيره. فذهب الرجل إلى النبي (ص) في المسجد يخبره بذلك، وكانت شخصية النبي (ص) تُجسد بمسرح الظل في وسط المسرح وعلى جنبيه عمودان بهيئة منارتين تمثلان المسجد، ثم يقف عمار بن ياسر في المسجد يستأذن النبي (ص) بشراء العقد من الرجل، وحين اشتراه أعطاه غلامه ليرده إلى النبي (ص) وهو معه، لكن النبي (ص) يخبر الغلام بأن يتجه إلى الزهراء (ع) مع العقد إليها، وحين وصل الغلام إلى منزل فاطمة الزهراء (ع) أخذت منه العقد وأعتقته إلى وجه الله، ضحك الغلام فسألت الزهراء عن السبب فقال «أعجبني عظم بركة صاحبة هذا العقد، أطعم جائعا وكسا عريانا وعاد إلى صاحبته».

تنتهي قصة عقد فاطمة الزهراء ونعود في المشهد الأخير إلى هدى وخادمة الحروف اللتين تتعاهدان بأن تصبحا صديقتين ويقرآن معا. تقبل طفلة صغيرة بيدها هدية، فتطلب خادمة الحروف من هدى أن تفتحها فهي لها، كانت الهدية عبارة عن حجاب وعباءة ارتدتها هدى بظهور باقي زميلاتها في الصف في نشيدة ختامية لللأوبريت عن الفتاة المكلفة، وبحركاة استعراضية تحمل ثلاث فتيات أخريات كل منهن كتابا حين قامت كل منهن بفتحه اخرجت منه عباءة، وقمن بإلباسها لباقي الفتيات.

انتهى العرض في نحو الساعة العاشرة، حيث أبدى الجمهور إعجابه بالاوبريت وأشارت أم محمد إلى أن الاوبريت كان ممتازا جدا وطرحه قوي، يحمل رسالة واضحة للمكلفات إلا انه ظلم بعرضه ليلة واحدة، واستاءت أم محمد من قصر مدة الاوبريت، إلا أنها أبدت إعجابها بالتنظيم. وعن الشخصية التي أعجبتها في الاوبريت، قالت: «هدى»، إلا أنها أضافت أن الأقزام أضفن جوا في العرض.

أما فاطمة الحايكي وهي إحدى عضوات فرقة فدك الزهراء (المحرق) وزميلاتها، فقد أعجبهن الاوبريت والتمثيل، لكنهن أشرن إلى أن الموسيقى طاغية في العرض، وحبذن لو يكون العرض مباشرا غير مسجل.

«جميع الممثلات أجدن أدوارهن بشكل متقن»، هذا ما قالته فاطمة جاسم وأضافت أن الملابس كانت مختارة بشكل ممتاز وأعجبتها ملابس الأمير وفساتين الشخصيات الرئيسية. وعن التنظيم فقد شكرت الجميع لأنه «ممتاز».

من جانبها، أشارت جليلة إلى أن الاوبريت كان حيويا والشخصيات جميعها رائعة إلا أن شخصيات أهل البيت (ع) هو أكثر ما شدها، وأعجبتها القصة حيث الإنسان يبحث عن ذاته وعن شخصيته بحيث يتنور طريقه إلى الطريق الصحيح المستقيم الصائب، هذا الشيء يدل على التوعية الكافية سواء للكبار أو الصغار. واكتفت بشكرها على التنظيم متمنية حضور أعمال أخرى للفرقة

العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً