العدد 2520 - الخميس 30 يوليو 2009م الموافق 07 شعبان 1430هـ

شكرا مصطفى السيد

مصطفى السيد، بعد سنوات زهت أيامها في ظل المؤسسة الخيرية الملكية، تعلمتُ فيها أسمى معاني العطاء وأرقى مفاهيم البذل الصادق، تعلمتُ فيها أن ابني شخصية قيادية واثقة وعازمة على خوض غمار الحياة كمعركة لا تخرج منها إلا منتصرا، والأهم من هذا وذاك، أنني تعلمت فيها من شخصكم ومدرستكم ما يفوق كل تجارب العمر.

لن أنسى أبدا نقاشكم معي في رسم تفاصيل مستقبلي المقبل، وتوجيهكم لي في كل خطوة قبل أخطي عتباتها. أتذكر تماما يوم جلوسي في مكتبكم المفتوح كما قلبكم إذ أمسكتم بورقة بيضاء تخطون لي فيها نموذجا لأساسيات الإدارة الناجحة، وتشرحون لي تطبيقاتها العملية. أنا أحتفظ بهذا المخطط معلقا قرب سريري منذ يومها. يومي يبدأ وينتهي معه. وأتذكر جيدا تشجيعكم الكبير لي لمواصلة التميز في المجال الأكاديمي ووعدكم لي بتقييم رسالتي لدرجة الماجستير التي يجب ألا أتأخر في البدء فيها.

كل حديثكم مازل أسمعه في أذني وكأني أصغي له كل حين من جديد. يبعث فيّ جموحا مختلفا لاستقبال الحياة بكل النجاحات التي تحملها لي. أصدقكم القول، بأنه كفيل بأن أستعد به للتحدي الحقيقي في كل يوم جديد. وليس زهوا، إن قلت إن كلمات تشجيعكم وحثكم قد جعلت من الخوف أو الشك بالنجاح المحتم خارجا عن كل نطاقات اعتباراتي، لأننا وكما علمتني، يجب أن نثق بقدراتنا وإمكانيات إنجازاتنا، وأن توفيق الله يرافقنا، لأنه عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا.

رسالتي هذه لأبشركم بنجاحي الجديد، أكملت شهادة التمويل الإسلامي كما نصحتموني وتخرجت منها بأول المراتب على المجموعة. واختارني أحد أهم المصارف الإسلامية لأنضم إلى نخبة صفوفه، وها أنا أضع في مكتبي الكتاب الأول الذي قرأته في تخصص التمويل الإسلامي وفتح عيني على هذا الأفق، ذلك الكتاب الذي كان هدية منكم لي. وأضع على مكتبي أيضا، صورتي معكم يلفها إطار ذهبي يشع من إشعاعها. أنظر إلى هذه الصورة في كل وقتي، لأراكم فيها تواصلون دعمكم الروحي المستمر لي. وأبدأ معها كل يوم عزم نيتي بأن اكتسب المعرفة والخبرة لأزودها ذخيرة من أجل العمل معكم في بناء مجتمعنا ووطننا الغالي الذي غمرنا بالمحبة والعناية.

البذرة التي غرستموها فيّ وفي الكثيرين غيري، ستنبت خيرا، وسيكبر حصادها، وينشر ظلاله الوافر، ليكون شاهدا أبدا على مدى دعمكم وحرصكم على مستقبل أبنائكم، وعلى فوز رهانكم بقدرتنا على التطوير والتغيير، وعلى تتويجكم مثالا ذهبيا للوالد والأستاذ والمرشد.

ابنتكم

فاطمة محمد سلمان منصور

العدد 2520 - الخميس 30 يوليو 2009م الموافق 07 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً