العدد 2520 - الخميس 30 يوليو 2009م الموافق 07 شعبان 1430هـ

برامج تستحق الدعم والتقدير

تشكل العطلة الصيفية فراغا لفئات الأطفال والكبار إذا ما قيست على المستويات التعليمية للمراحل (ابتدائي، إعدادي، ثانوي) هذا الفراغ يولد حالا من هدر وضياع الوقت لمدة تتجاوز الشهرين، وإذا ما استغل في برامج مفيدة تعود بالنفع على الفئات المستهدفة.

البعض من أولياء الأمور يستغلون العطلة الصيفية لقضاء أوقاتهم خارج البلد كالسفر للأماكن السياحية في البلدان المختلفة، البعض الآخر منهم يُدخلون أبناءهم في معاهد لتعلم اللغة الانجليزية أو تعلم الحاسوب أو تقوية مستواهم التعليمي ومهاراتهم الجسدية، البعض من المعاهد أو الجمعيات تقوم بعمل برامج ترفيهية للفئات المختلفة من الأعمار، بهدف استغلال تلك الفئات لأوقات الفراغ في أعمال وبرامج تعود عليهم بالنفع.

والملاحظ أن كثير من المعاهد (دون ذكر أسماء) تعد برامج قبل بدء العطلة الصيفية لاستقطاب أكبر عدد من الراغبين في الالتحاق بتلك البرامج (التعليمية والترفيهية)، والبعض من أولياء الأمور لديهم الاستطاعة (ماديا) لضم أبنائهم في هذه المعاهد، والبعض الآخر قد لا يهتم لذلك، إما لعدم الاستطاعة على دفع رسوم التسجيل للدورات المعلن عنها، أو لعدم الاهتمام بما تقدمه المعاهد وما يمكن أن يستفاد منها.

لست هنا في صدد الترويج لمعاهد بعينها أو تسويق فكرة الانضمام للدورات التي تقيمها، بقدر ما يهمني في الأمر هو استغلال وقت الفراغ على المستوى الفردي والجماعي كلما أتيحت الفرصة، وكلما كانت هناك رغبة ذاتية في تحقيق شيء ما بالإمكان تحقيقه، عبر البرامج العلمية والعملية من خلال الدورات التدريبية والثقافية، يمكن تحقيق الهدف متى ما توافر الدافع والإمكانات المتاحة.

البعض من طلاب المدارس وهم قلة يستغلون العطلة الصيفية في التردد على المكتبات العامة للاستفادة من الكتب الموجودة فيها، والغالبية منهم يجعلون من العطلة وأوقات الفراغ بابا مفتوحا على مصراعيه لقضاء اللعب والسهر من دون استغلال إيجابي يمكِّنهم من الاستفادة منه، وهذا ما يحذر منهم التربويون حيث مساوئ الفراغ تترك أثرا على صعيد التربية، كما أشار علماء النفس إلى أن الإنسان لديه طاقات كامنة باستطاعته استغلالها، وبالإمكان تنشيطها وإظهارها في صورة قدرات عقلية ومهارية وتجسيدها سلوكيا.

جميل أن تبادر إدارات التعليم الديني في القرى على عمل برامج صيفية، وجميل أن تقوم الصناديق الخيرية والنوادي الرياضية بضم فئات الأطفال والكبار في عمل برامج تناسب أعمارهم، ما لفتني في هذا الخصوص بعض الاهتمام من قبل المجالس البلدية وبعض النواب في عمل دورات صيفية برسوم رمزية، لطلاب المدارس والجامعات منها دورات في الحاسوب وتعلم اللغة الانجليزية، والبرمجة العصبية.

الملفت أيضا أن تقوم جمعيات المجتمع المدني بعمل دورات وبرامج مختلفة تستهدف فئة الكبار، والجميل أيضا أن تشارك الجمعيات السياسية في خلق برامج ترفيهية وتعليمية لمختلف الأعمار.

في هذا الصدد أود أن أشير بما قام به (مجلس سترة للتنمية) في طرح برامج لمختلف المستويات التعليمية من الجنسين، وأود أن أشيد بالجهد الذي بذله النائب السيد حيدر الستري، والعضو البلدي صادق ربيع في طرح مثل هذه المبادرة، فقد كان للفكرة المطروحة وجدية الإخوة القائمين على المشروع الأثر في تلقي الدعم من قبل وزارة التنمية والشركات المساهمة، وكانت المحصلة نجاح هذا البرنامج.

إن تبني نوعية البرامج المطروحة، واختيار محاضري الدورات الأكفاء، له الدور البارز في تفاعل المشاركين فيها معهم، ويعدان من العناصر المهمة في نجاح المشروع، تمنياتي أن تستمر هذه البرامج وأن يتم تطويرها مستقبلا بأفكار جديدة.

كل هذه الجهود تستدعي رعاية من قبل الدولة بمؤسساتها المختلفة في دعم مثل هذا التوجه، لخلق جيل واع عبر البرامج والدورات التعليمية التي يمكن أن تساهم في صقل وتنمية القدرات العقلية والمعرفية، والمهارات البدنية لأبناء هذا البلد، وحري بالمؤسسات والشركات الكبرى العاملة في البلد أن تساهم في دعم هذه البرامج والمشاريع الثقافية.

حسن مقداد

العدد 2520 - الخميس 30 يوليو 2009م الموافق 07 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً