العدد 2521 - الجمعة 31 يوليو 2009م الموافق 08 شعبان 1430هـ

«بحرين بلا حدود»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

منظمات عدة انطلقت في الغرب خلال العقود الماضية تحمل في مسمياتها تعريف «بلا حدود»، وهناك على هذا الأساس «مراسلون بلا حدود»، «أطباء بلا حدود»، و«مهندسون بلا حدود»، وهذا التعريف لم يأت اعتباطا، إذ إن الرأي العام الدولي يعتبر قضايا حق الإنسان في التعبير، وفي الصحة، وفي التنمية، وفي الحياة الكريمة، جميعها قضايا عابرة للحدود. «بلا حدود» تعريف لحركة إنسانية ترى أن كرامة الإنسان أهم من كل شيء، وأن الدولة القومية قد تكون لها حدود جغرافية، ولكن هذه الحدود الجغرافية ليس من حقها أن تنتقص من حق الإنسان وكرامته.

ولعلنا بحاجة إلى أن ننظر إلى هذا المفهوم حتى داخل الحدود الجغرافية للبلد الواحد. فحدود المدن والقرى والمجمعات السكنية والأحياء الجديدة والدوائر الانتخابية يجب ألا تكون على حساب حق الإنسان أن يعيش حرا وكريما في بلده. وحاليا تثار أزمات محلية هنا وهناك بشأن توزيع دوائر انتخابية ووحدات سكنية، مرة على أساس الانتماء المذهبي، ومرة تحت مبررات أخرى تتفق في انتقاصها لحق من حقوق الإنسان الأساسية.

ولو نظرنا إلى الموضوع بشكل أشمل، فإن جميع البحرينيين يخسرون من ازدياد «الحدود»... ففي السابق كانت هناك مدينة «عوالي» النفطية التي وضعت لها حدود وبوابة مغلقة. ومن ثم انتشرت الظاهرة إلى السواحل وتم إغلاقها، وانتشرت المجمعات السكنية المغلقة حول الأحياء الشعبية، وأغلقت المساحات الزراعية والبرية الشاسعة جدا، وبعدها أغلقت المساحات البحرية، وأغلقت الجزر، وهناك أيضا منع «غير معلن» لأتباع إثنية معينة أو مذهب معين من الاقتراب من هذه المنطقة أو تلك.

إن تكثير الحدود يضر البحرينيين جميعهم من دون استثناء، إذ إننا نتحول إلى عهد الإقطاعيات المغلقة من دون أن نعي أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين الذي تجاوزت فيه التطورات الإنسانية حتى الحدود القومية للبلدان. إنه لمن المؤسف حقا أن تتنافس الاتجاهات السياسية مع بعضها البعض على إقامة الحدود الفاصلة بين الناس، كما تتنافس الشركات الخاصة على تشييد المناطق المعزولة، كما تتزايد كل يوم السواحل والجزر المغلقة، وكأننا نعيش في عصر لا ينتمي لعالم اليوم.

إننا بحاجة إلى حركة داخل جميع فئات ومكونات المجتمع البحرين، ولنطلق عليها «بحرين بلا حدود» لكي نستنشق هواء نقيا في بلادنا، ولكي نرى مساحاته الزراعية والبرية والبحرية، ولكي نرى الجزر، ولكي نردم الفروقات الآخذة في التعاظم بين فئات المجتمع المختلفة، ولكي ينفتح المجتمع في علاقاته على بعضه البعض، ولكي نتجه جميعا نحو الاعتدال... ذلك لأن انفتاح المرء على الآخر هو الخطوة الأولى نحو الاعتدال.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2521 - الجمعة 31 يوليو 2009م الموافق 08 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 11:46 ص

      بدون تعليق

      بودي لو أمكن مقارنة ما يحدث في البحرين مع أي بلد من العالم الثالث وليست الديمقراطيات العريقة

    • زائر 13 | 10:53 ص

      الوطن الضائع

      شكرا لك يادكتور منصور على المقال مشكلة هذا البلد هي تصنيف المواطنين فيه هذا اذا تم الاعتراف اصلا بوطنية بعض الفئات المصنفة مع العلم ان هذه الفئة هي من عاشت وعمرت وبنت وزرعت هذا البلد منذ مئات السنين وعلى عكس بعض الفئات التي لجأت الى هذه الدولة وصارت هي الفئة الوطنية وصارت هي المقربة والمرضية عنها لا لحبها لهذا الوطن بل لعدائها الى الفئة الغير وطنية كما يدعون ... فمن المستحيل يادكتور أن يتغير شيء في هذا البلد

    • زائر 12 | 6:48 ص

      شكرا ً دكتور

      روووووووعة المقال على كاتبه سلمت دكتور ودام قلمك في خدمة الوطن والمواطنين رحم الله والديك تحياتي.

    • زائر 11 | 6:25 ص

      اين الحمقى والخرفان

      اين الذين استنكروا تصريحات احد المسؤلين في جمهوريه ايران الاسلاميه بخصوص التاريخ البحريني الايراني بان البحرين كانت جزئ من ايران خرج علينا ابطال بلا هويه وطنيه ابطال متزعزعي الجنسيه ابطال هم على المؤمن فرسان والى الظالم افراس وينهم ما يستنكرون الاستيطان لو قراءه التاريخ حرام والواقع المؤلم حلال اصبر الحين بصير مشكله بشوفهم يطيرون لجلب الفتاوي ....

    • زائر 10 | 5:55 ص

      كيفما تكونوا يولى عليكم

      لن تزال هذه الحدود الا اذا حطمنا نحن الحدود التي وضعناها بين بعضنا البعض فما نكاد نعتق من حدود اخبار اصولي حتى نقع في شيرازي ولائي و لا نخرج منه الا و وقعنا في جمري مدني و بمجرد دخولنا فترة النقاهة من هذه الحدود حتى نقع في وفاقي و حقي و توجه جديد حتى وصل بنا الامر ان نمنع بعضنا البعض من دخول الماتم و المساجد و نفصلها على توجهات حزبنا و جماعتنا و شيخنا ثم نبكي على الاخرين لماذا يضعون الحدود بيننا و بين البحر ماذا نعمل بالبحر و نحن لا نستطيع دخول حدود اخوة لنا ؟

    • زائر 9 | 4:11 ص

      فعلاً حلم جميل

      فعلاً حلم جميل و لكن هل يقبل من يصنفنا بمؤمنين و غير مؤمنين بأن نعيشه ؟؟ هل يقبل من قال عن نفسه و أتباعه بأنهم الفرق الناجيه بأن نعيشه ؟؟ هل يقبل يا دكتور المتطرفون و الموتورون و المتشنجون من أتباع الفرق الناجيه وحدها من سنه و شيعه (التطرف لا يخص مذهب فهناك حمقى من كل الأطراف و البحرين أكبر دليل) أن نعيش في سلام هناك من يريد أن يحولنا إلى أفغانستان متخلفه و إيران متخلفه و لكننا نحن نريد أن أن نكون بحرينين في البحرين و ليس تلك الدول المتخلفه.

    • زائر 8 | 3:50 ص

      اي بحرين

      عن اي بحرين نتحدث الآن بعد ان ضاعت هويتها وبعد ان اصبحت بلا لون او رائحة او طعم

    • زائر 7 | 3:16 ص

      مخنوقون إلى أبعد حدود

      بحرين بلا حدود فيلم خيالي والفيلم الواقعي بحرينيون مخنوقون إلى أبعد حدود.

    • زائر 6 | 2:19 ص

      شعارات التخذير

      كثيرا ماقيل لنا يادكتور , ضحوا من أجل الوحدة , ضحوا لتنام الطائفية , ونخذر باستمرار . السؤال هنا , هل هم يضحون ولو للحظة واحدة من أجل الوطن . انظر لحركتهم في الوظائف , في التجنيس , في السجون , في التقرير ال..... , في خطب الجمعة... شعار الحكومةومن لف لفها, لايحق لك أن تحلم حتى وإن كنت نائما .

    • زائر 5 | 2:16 ص

      اختطتاف

      ماحصل في البحرين هو اختطاف وليس حدود

    • زائر 4 | 1:56 ص

      حلم لا واقع له في الإمكان

      انت يا دكتور تحلم حلم صعب المنال في التحقيق وما هو حاصل عكس ذلك فالجشع
      يعمل ليل نهار وإن بقي شارع او منفذ صغير الى البحر او حتى الى البر ترى من يتربص به ليضمه الى املاكه بدون اي اعتبار للناس وحقوق الناس
      نحن في نظرهم كالعبيد بل وحتى العبيد صارت لها منظمات تطالب بحقوقها الا نحن وضعنا أسوأ من ذلك بكثير
      البحرين دولة مكونة من أرخبيل من الجزر هذا ما درسناه لكن ما نعيشه في الواقع
      البحرين إقطاعية مغلقة على أهلها ممنوع الإقتراب من سواحلها او حتى برها هذا هو التعريف الجديد

    • زائر 3 | 1:34 ص

      اولاد المجنسين اكلونا

      عزيزي الدكتور منصور تحية طيبة وبعد ... اتمنى ان تكتب عن الطلبة المتفوقين الذين حصلوا على تخصصات لا ترقى لطموحاتهم في مقابل اولاد المجنسين الذين سرقوا بعثاتنا بعد ان سرقوا الأرض والوطن

    • زائر 2 | 12:19 ص

      صح السانك

      لو تدور الامور عليهم لسمعتهم ان الانسان له كرامه لكن الان النار لم تلمسهم هناك صور مخيفه تم نشره في احد الوزارات سنة 1997 تشير بمعنى ان اي احد من ابناء شاكلة هذه الوجوه هم تحت الشك

    • زائر 1 | 10:32 م

      شكرا لك يا منصور

      فعلا اننا بحاجة الى حركة داخل مجتمعنا لتوحيد اراءنا وتوجهاتا وللوحدة الوطنية ولكي نبعد عنا جميع الفروقات و ندخل عصر الانفتاح . شكرا لك يامنصور لطرحك هذا الموضوع.

اقرأ ايضاً