العدد 117 - الثلثاء 31 ديسمبر 2002م الموافق 26 شوال 1423هـ

رحيل آخر الرواد

عبر حياة حافلة بالكثير من العطاء والتنوع المعرفي امتدت قرنا الا قليلا غيب الموت واحدا من جيل الرواد والمؤسسين لحركة أدبية ابداعية ليس في مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي فحسب بل وامتدت ريادته وتأسيسه لتشمل العالم العربي من أقصاه الى اقصاه... انه أديب البحرين وشاعرها الكبير ابراهيم بن عبدالحسين العريض الذي أبصر النور في العام 1904 م في مدينة بومبي إذ كان أبوه يعمل في تجارة اللؤلؤ... وذاق طعم اليتم وهو في شهوره الأولى... وتشير سيرته الذاتية الموزعة هنا وهناك الى انه عاد الى موطنه البحرين في العام 1926، وبعد عودته عكف على دراسة اللغة العربية والاطلاع على دوواين شعراء العرب، ثم أصدر ديوان «الذكرى» الذي ضمنه مجموعة من قصائده وطبعه في بغداد في العام 1931، وقد واصل العريض حياته العملية في البحرين مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الهداية الخليفية في المنامة في العام 1927 ثم عين نائبا لمدير المدرسة الجعفرية في العام,,1930. الا ان طموحه دفعه لافتتاح مدرسته الخاصة في العام 1932 وادارها لمدة ثلاث سنوات. بعد ذلك انتقل العريض الى العمل في دائرة الجمارك البحرينية، ثم انتقل للعمل رئيسا لقسم الترجمة لدى احدى الشركات، ثم عايش العريض حوادث الحرب العالمية الثانية، وكان أثناءها يعمل مدرسا في المدرسة الثانوية للبنين، لينتقل بعدها الى العمل الإعلامي في اذاعة البحرين ثم اذاعة دلهي في العام 1943، وبعد ذلك عين سفيرا متجولا ثم سفيرا مفوضا فوق العادة في وزارة الخارجية البحرينية.

عرف عن الراحل انتاجه الأدبي والشعري الغزير والذي ينم عن ثقافة موسوعية ساعده على ذلك اتقانه لعدد من اللغات الحية التي أبدع فيها كتابة وتصنيفا وترجمة كالإنجليزية والفارسية والأردية .

أصدر الراحل عددا من المسرحيات الشعرية والدراسات النقدية اضافة الى عدد من المجموعات الشعرية... ومن أهم اصداراته «وامعتصماه» وتعد من أوائل المسرحيات الشعرية على مستوى المنطقة والوطن العربي، «بين دولتين» مسرحية شعرية تصور انهيار الدولة الأموية، «صور من حياتنا»، «في هيكل الحب» شعر، «شعراء معاصرون»، «حوار دافئ مع صديق»، «نظرات أدبية مختلفة» وهي مجموعة من القصائد باللغتين الإنجليزية والأردو، «أرض الشهداء.

ملحمة شعرية، «قبلتان» قصة شعرية اندلسية مطولة، «رباعيات الخيام»، «الشعر والفنون الجميلة» وكتابه الأهم «فن المتنبي قبل ألف عام». في العام 2001 قام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بمنحه وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين الراحل من الدرجة الأولى تقديرا لجهوده المتميزة في مجال الثقافة والأدب، كما تحصل الأديب الراحل قبل ذلك على وسام الكفاءة من الدرجة الأولى في العام 1976م

العدد 117 - الثلثاء 31 ديسمبر 2002م الموافق 26 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً