العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ

بلدة في تايلند تبني «شققا سكنية» للسنونو

قد تكون حركة البناء في حال ركود في أماكن أخرى من تايلند، ولكنها في «أعلى سماء» في هذه البلدة الصغيرة الناعسة، والفضل يعود إلى العصافير.

بعض الأذكياء من سكان البلدة يبنون «شققا سكنية» للعصافير ويحولون الأبنية القديمة لاستقبال وتدليل أرفف السنونو التي يبدو أن الأعشاش التي تبنيها، أصبحت منجم ذهب للمستثمرين.

ومع أن أحدا لا يعرف لماذا أخذت هذه الطيور تعرج على مدينة باك بانانغ، فإن أصحاب الأبنية يحاولون تشجيعها على المجيء. فيقدمون لها الحوافز كدرجات الحرارة المناسبة والعلف الذي تفضله، بل وأجهزة الستيريو والهاي فاي لبث صداع السنونو.

ويقول محافظ البلدة تشاينارونغ سودينارونناث: «إنها مسألة حظ وليس هناك أي تفسير آخر للظاهرة. وقد رأينا مرات كثيرة أنها تحتشد في بناية واحدة وتتجاهل البناية المجاورة لها التي لها البيئة نفسها».

وفور أن تستقر العصافير سعيدة في المبنى تشرع في بناء أعشاش بشكل الفنجان لفراخها من ريقها الصمغي. واعتبر الصينيون منذ قرون أعشاش السنونو التي تقدم عادة في أطباق الحساء طعاما فاخرا له مزايا طيبة.

وتقول دائرة الغابات إن المنطقة المحيطة بباك بانانغ الواقعة على بعد 590 كيلومترا جنوبي بانكوك، العاصمة هي منطقة رئيسة لجمع السنونو لقربها من المستنقعات التايلندية. واستفاد سكان المنطقة البالغ عددهم 20 ألف نسمة من السياح الذين يجتذبهم إمكان مشاهدة الطيور بعشرات الألوف تغطي السماء.

ويقول تشاينارونغ إن البلدية قررت تحويل أحد طرقات البلدة إلى «شارع السنونو» من أجل التعامل مع الحركة السياحية الناشئة بأسلوب منهجي أكثر تنظيما. وعلى رغم روث العصافير وصخبها واحتمال أن تكون ناقلة للأمراض، يعد سكان البلدة السنونو رسل أمل في الوقت الذي تناضل فيه تايلند للتعافي من الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلدان الآسيوية في العام 1977.

وهناك اليوم ما يزيد على 100 مبنى لإيواء السنونو في البلدة، ونصفها مملوكة بالشراكة مع مستثمرين من ماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ وأندونيسيا. ولكن 30 منها فقط «مشغولة حاليا» على رغم مختلف المغريات المتعددة للعصافير.

وتستمر البلدية في منح التراخيص للمزيد من مباني «الشقق السكنية» للطيور ـ وهي هياكل جرداء فارغة تتوزع على جوانبها ثقوب تشكل مداخل لسكان الأعشاش إلى مآويهم.

وفور أن يستقر رف (مستعمرة) من السنونو في أحد الصروح لا يسمح لجامعي الأعشاش المدربين بدخولها لأن هذه العصافير تفزع بسهولة. ويجب على الجامعين أن يسيروا بتؤدة ويلمسوا الأعشاش برفق، وأن تكون ألبستهم وأجسادهم خالية من الروائح القوية.

ويقول سوثي نوباكون (75 سنة) وهو من سكان البلدة إن السنونو بدأت تعشعش في البلدة منذ 40 سنة وذلك في غرفة تخزين على سطح بناية من ثلاثة طوابق كانت تضم منزل ودكان أحد التجار.

ومع مرور الوقت ازداد عدد العصافير إلى حد أنه بات بالإمكان جمع ما يتراوح بين 30 و50 كيلوغراما من الأعشاش من كل مبنى شقق سكنية للسنونو.

ويقول سوثي إن مدخوله من تجارة الأعشاش مكنه من شراء منزل في العاصمة بانكوك.

العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:55 ص

      استفسار

      رأيت ثلاثه طيور سنونو تدور حول مكان معين في فناء البيت ولمدة طويلة اذا اقتربت منها تذهب واذا تراجعت تعود مكانها تدور حول نفس الموقع
      فهل هذا يدل على شيء ؟

اقرأ ايضاً