العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ

بغداد تطالب المسئولين العرب بأن يكونوا في «مستوى المسئولية»

استدعاء الدبلوماسيين البريطانيين إلى لندن لحضور اجتماع بشأن العراق

في الوقت الذي واصل فيه الطيران الأميركي والبريطاني قصفه شبه اليومي لمناطق الحظر الجوي شمال وجنوب العراق، طالب نائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان أمس المسئولين العرب ان يكونوا في «مستوى المسئولية» مؤكدا ان الحرب إذا وقعت «لن تستهدف العراق وحده بل الأمة العربية كلها».

من جهة أخرى، أفاد مصدر في وزارة الخارجية البريطانية أمس أنه تم استدعاء معظم السفراء البريطانيين العاملين في الخارج والبالغ عددهم 200 إلى لندن للمشاركة في السادس والسابع من يناير/كانون الثاني الحالي في مؤتمر يتناول خصوصا الأزمة العراقية.

وقال رمضان في حديث لقناة العراق الفضائية: «نحن نأمل من المسئولين العرب ان يكونوا على مستوى مسئوليتهم وفي الوقت الذي كانوا يدعون فيه العراق إلى التعامل مع هذه القرارات وقبولها على رغم ظلمها، عليهم الآن ان يقولوا للطرف الآخر (الولايات المتحدة) ان يلتزم بما تم وان ينتظر النتائج وان يبتعد عن خلق المشكلات وان يوقف هذا التهديد وهذا التحشيد». وأشار رمضان إلى أن بلاده تحملت سلوكيات بعض المفتشين وتصرفاتهم التي وصفها بأنها لا تمت إلى اللياقة والتعامل الإنساني السليم.

وأعرب المسئول العراقي عن أمله في ان تسير أعمال المفتشين في الأيام المقبلة على النحو الذي يجري حاليا على رغم ما يلاحظ من أعمال التصعيد في طريقة تعامل لجان التفتيش وطلباتها التي لا تمت بصلة إلى ما يسمى بالبحث عن الأسلحة. وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية ان العراق «سيكون من المواضيع المطروحة» على اجتماع السفراء البريطانيين الذي سيعقد في مركز للمؤتمرات، وسط لندن. وأوضحت صحيفة «الغارديان» ان وزير الدفاع جيف هون ووزيرة التنمية الدولية كلير شورت سيتحدثان خلال هذا الاجتماع الأول من نوعه. ويأتي اجتماع الدبلوماسيين البريطانيين، المقرر منذ بعض الوقت وفقا للخارجية البريطانية، في الوقت الذي تستعد فيه لندن لإعلان نشر قواتها في منطقة الخليج تحسبا لهجوم محتمل على العراق. ميدانيا، قال الجيش الاميركي ان طائرات اميركية وبريطانية تحرس منطقة «حظر الطيران» فوق جنوب العراق هاجمت منشآت للاتصالات لقوات الدفاع الجوي العراقية ردا على نيران معادية الخميس الماضي. وعلى صعيد متصل، كشفت تقارير صحافية في أنقرة أمس أن عدة طائرات من طراز (إف 117) الاميركية الصنع المعروفة باسم الشبح أخذت مواقعها في قاعدة باطمان الجوية جنوب شرق تركيا خلال الأيام القليلة الماضية في إطار الاستعدادات تحسبا لعملية عسكرية محتملة ضد العراق.

وأوضحت ان عمليات إنشاء حظائر مجهزة لإيواء وحماية هذه الطائرات خلال تمركزها في القاعدة تجري حاليا على قدم وساق.

وعلى مستوى التعاون الأميركي التركي، ذكرت شبكة (سى.إن.إن) الإخبارية الاميركية صباح أمس ان الولايات المتحدة الاميركية تساورها مشاعر القلق إزاء رفض تركيا فتح قواعدها التي تتمركز فيها قوات اميركية ومنح هذه القوات تسهيلات وخصوصا إذا ما قررت الولايات المتحدة شن هجوم حربي على الاراضي العراقية. غير ان الشبكة نقلت عن مسئول أميركي دفاعي رفيع المستوى أن بلاده لديها خطط بديلة لكنها تمثل البديل الأصعب.

إلى ذلك، أجرى رئيس الوزراء التركي عبدالله غول اتصالا هاتفيا أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. وذكر راديو أنقرة انه جرى خلال الاتصال تناول الأزمة العراقية والسبل الكفيلة بتسويتها من دون اللجوء لعملية عسكرية. ويصل إلى أنقرة في منتصف الشهر الجاري رئيس هيئة الأركان العامة الاميركية الفريق أول ريتشارد مايرز في زيارة لتركيا من المتوقع ان تتناول تطورات المسألة العراقية.

من جهة أخرى، يبدأ غول اليوم جولة في الشرق الأوسط تشمل سورية ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية في إطار الجهود التي تبذلها تركيا لإيجاد تسوية سلمية للازمة العراقية، كما اعلن مكتبه أمس.

بينما يتوجه وزير الدولة التركي للتجارة الخارجية كورسات توزمان إلى العراق من 10 إلى 12 يناير/كانون الثاني في إطار الجهود نفسها لتسوية الأزمة العراقية سلميا.

وأكد سفير مصر في أنقرة فتحي الشاذلي أن زيارة رئيس الوزراء التركي عبدالله غول لعدد من دول منطقة الشرق الأوسط تستهدف التشاور مع قيادات هذه الدول لاستنفاد سبل تجنب الحرب المحتملة ضد العراق نظرا لما تحمله من مخاطر على الأمن القومي التركي والمنطقة بأسرها

العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً