تدخل رئيس ساحل العاج لوران غباغبو شخصيا لتمكين وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان من مغادرة مقر الرئاسة إذ كان محاصرا أمس في ابيدجان من قبل نحو مئة من المتظاهرين المعادين له. وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان غباغبو خرج من مقر اقامته ليتحدث الى نحو مئة من المتظاهرين قبل ان «يرافق» سيرا على الاقدام دومينيك دو فيلبان والوفد المرافق له الى مقر الاقامة الفرنسية البعيد بضع عشرات الامتار. ونفى رئيس ساحل العاج امام المتظاهرين شائعات ذكرت ان وزير الخارجية الفرنسي يزور ساحل العاج ليطلب منه تقديم استقالته. وقال شهود عيان ان ملامح الغضب كانت بادية على دومينيك دو فيلبان الذي كان يقوم بزيارة «مجاملة» الى رئيس الدولة اثر وصوله الى ابيدجان. وكان دو فيلبان قد صرح لصحيفة (لو باريسيان) الفرنسية أمس أن الوضع في كوت ديفوار (ساحل العاج) يشهد «أزمة مفتوحة» في أعقاب الهجوم الدامي بمروحية من قبل قوات الحكومة على قرية يسيطر عليها المتمردون. وأضاف دو فيلبان «إنه وضع يشهد أزمة مفتوحة مع مخاطر مضاعفة تتمثل في تفاقم الوضع الداخلي وزعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها». وألمح إلى أنه «في الشمال، نشهد انتهاكات لوقف إطلاق النار، وفي الغرب حروبا» وأضاف «وفي الوقت نفسه، تتزايد التهديدات على حقوق الإنسان». وأسفر هجوم المروحية الذي وقع الأربعاء الماضي على قرية ميناكرو عن مصرع 12 مدنيا وجرح العديدين. وهددت الحركة الوطنية لكوت ديفوار، وهي إحدى الجماعات المتمردة، أمس الأول بشن هجوم واسع النطاق ردا على هذا الهجوم، فيما أدانته الحكومة الفرنسية وطلبت من حكومة كوت ديفوار تفسيرا له. وقد وصل دو فيلبان إلى أبيدجان أمس في زيارة تستغرق يومين، يجري خلالها محادثات مع غباغبو إضافة إلى ممثلين عن مختلف الجماعات المتمردة. وقال دو فيلبان «فرنسا عبأت قواتها وترغب في تعبئة المجتمع الدولي بأسره لوضع نهاية لهذه الدوامة الخطيرة». وتنتشر قوات فرنسية حاليا قوامها حوالي 2500 جندي في المستعمرة الفرنسية السابقة للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش بين القوات الموالية لحكومة الرئيس لوران غباغبو والجماعات المتمردة