شنت الصحف السعودية الصادرة أمس هجوما عنيفا على الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي غداة المشادة الكلامية التي حصلت بينه وبين ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبد العزيز خلال القمة العربية في شرم الشيخ. وتحت عنوان «القذافي رجل المهمات المشبوهة» اعتبرت صحيفة (الرياض) ان تاريخ القذافي «لا يعطيه اكثر من رجل موتور قدم على دبابة اميركية ليحكم ليبيا». واتهمت الصحيفة الزعيم الليبي «يدق اسفين في الخاصرة العربية». وردا على اتهامه السعودية باستقبال جنود اميركيين قالت ان «القذافي نفسه سبق أن أحل بقواعده العسكرية الأميركية والبريطانية، ببديل سوفياتي» في اشارة الى التعاون الوثيق الذي كان قائما بين ليبيا والاتحاد السوفياتي السابق. اما عكاظ فعنونت صفحتها الاولى «مهزلة القذافي في القمة» وقالت «كانت اعمال القمة توشك ان تنتهي بسلام بعد ظهر أمس، عندما تذكر العقيد معمر القذافي انه لم يلعب بعد دوره التهريجي المألوف، الذي يعطل كل محاولة جدية لارساء قواعد عمل عربي مشترك» مضيفة ان «المهزلة عبارة عن مجموعة اتهامات مجانية للمملكة وقادتها». كما عنونت صحيفة الوطن السعودية «العقيد الليبي حاول تفجير القمة فتصدى له ولي العهد» وقالت عن الزعيم الليبي «نفش طاووس ليبيا ريشه ممتطيا صهوة الكذب والدجل وتزوير الحقائق». وكان العقيد القذافي اشار في كلمته امام القمة الى استقبال الرياض لمئات الاف الجنود الاميركيين قبيل حرب الخليج العام 1991 ونقل عن العاهل السعودي الملك فهد قوله له استعداده للتعاون «مع الشيطان» لمنع العراق من مهاجمة السعودية. عندها قاطعه الامير عبدالله معتبرا ان «المملكة ليست عميلة للاستعمار مثلك ومثل غيرك» وانسحب من القاعة قبل ان يعود اثر تدخل العديد من الزعماء العرب. من جهة اخرى انتقدت صحيفتا «اليوم» و«البلاد» بشكل غير مباشر المبادرة الاماراتية الى القمة والتي دعت الى تنحي الرئيس العراقي صدام حسين مع ضمانات ووضع العراق لفترة انتقالية تحت اشراف الامم المتحدة والجامعة العربية. وكتبت صحيفة «البلاد» في افتتاحيتها «ان العراقيين هم وحدهم وليس سواهم من له الحق في تبديل نظام الحكم في بغداد». وقالت صحيفة «اليوم» في الاتجاه نفسه «ان التدخل في الشئون الداخلية لأي شعب من الشعوب يتناقض تماما مع مبادئ الشرعية الدولية»
العدد 178 - الأحد 02 مارس 2003م الموافق 28 ذي الحجة 1423هـ
