العدد 2237 - الإثنين 20 أكتوبر 2008م الموافق 19 شوال 1429هـ

فرص نجاح أوباما في استمالة الناخبين الإنجيليين

ربما يشعر المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية باراك أوباما بقدر أكبر من الارتياح لدى مناقشته ديانته المسيحية من ذلك الذي أحس به أيّ مرشح رئاسي آخر في حزبه منذ عهد جيمي كارتر في العام 1976، بيد أن اهتمامه الذي ينصب على استمالة الناخبين المتدينين من أتباع الكنيسة الإنجيلية والوصول إليهم باعتبارهم يشكلون كتلة انتخابية رئيسية لم يفلح كثيرا على ما يبدو.

فالمسيحيين الإنجيليين يشكلون نسبة 20 في المئة من مجموع الناخبين الأميركيين كما أنهم كانوا بمثابة العمود الفقري للحزب الجمهوري لقرابة ثلاثين عاما، حيث راحوا يدفعون الحزب طيلة هذه المدة أكثر إلى اليمين حينما كان يتعلق الأمر بالقضايا الاجتماعية، وخصوصا معارضتهم للإجهاض وزواج الشواذ.

على أن الأمل كان يحدو بالديمقراطيين حيال إمكانية إقناع بعض هؤلاء الناخبين بتأييد أوباما هذا العام، والذي يدعم موقفه جزئيا تركيز جديد على قضايا من قبيل ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية والفقر بين الزعماء الإنجيليين الأصغر.

إذ إن أوباما، وهو ابن لأب مسلم من كينيا تربى في أسرة علمانية إلى حد كبير قبل أن يصبح مسيحيا ملتزما كشاب يافع، وظف مستشارا للقضايا الدينية والوصول إلى شريحة المتدينيين من الناخبين كما أشاد أوباما بالمبادرات ذات الأساس الديني التي تسمح للمنظمات الدينية بتقديم طلبات للحصول على أموال اتحادية لإدارة برامجها للخدمات الاجتماعية.

«مات عيسى المسيح تكفيرا عن خطاياي وسأفتدى بفضله» هذا ما قاله أوباما أمام منتدى للناخبين المسيحيين ظهر خلاله كلا المرشحان، وعقد في كنيسة سادلباك التي تضم 22 ألف عضو على مشارف لوس أنجليس في مطلع هذا العام.

بيد أن موقفه تضرر بسبب رفضه معالجة مشكلة الإجهاض والتي باتت تشغل اهتمام الأميركيين على الدوام. ولدى سؤاله عن متى تبدأ الحياة، أجاب أوباما: إن «الإجابة على هذا السؤال بدقة تفوق قدراتي العلمية». كما أن تعليقاته التي قالها في مناسبة لجمع التبرعات أثناء الانتخابات التمهيدية، التي أشار فيها إلى الناخبين المتعصبين «الذين يتشبثون بالمسدسات أو الدين»، مازالت تفسد مسيرة حملته الانتخابية.

وفي تجمع حاشد للمرشح الجمهوري جون ماكين في بنسلفانيا هذا الأسبوع، رفع أحد المشاركين لافتة تحمل عبارة «بنسلفانيا للبنادق والدين».

والحقيقة أن اختيار ماكين حاكمة ألاسكا سارة بالين كمرشحة لمنصب نائب الرئيس كان في جانب منه محاولة لحشد أصوات بعض الناخبين من نفس أوساط المحافظين الاجتماعيين. وبالين نفسها، وهي مسيحية إنجيلية، قد عارضت صراحة مسألة الإجهاض حتى أن معارضي الإجهاض أثنوا على قرارها بشأن ولادة طفل (منغولي) يعاني من أعراض داون في مطلع هذا العام.

وعلى الرغم من المكاسب التي حققها أوباما في أوساط الناخبين، إلا أنه لا يبدو من المحتمل أن تتحول أعداد كبيرة من الناخبين الإنجيليين إلى معسكره قبل انتخابات الرابع من نوفمبر/ تشرين الأول المقبل.

ففي مسح أجراه مركز بيو للديانات والسياسة العامة بالتعاون مع جامعة أركون، تبين أن 57.2 في المئة من الناخبين الإنجيليين البيض يؤيدون ماكين، وذلك على رغم أن حماستهم الآن باتت أقل عما كان عليه الحال للمرشحين الجمهوريين إبان الانتخابات الماضية. وكشفت الدراسة أن 20 في المئة فقط يؤيدون معسكر أوباما بقوة.

على أن التأييد الذي ناله ماكين كان الأقوى بين هؤلاء الذين يتبنون وجهات نظر أشد محافظة، وذلك من قبيل التفسير الحرفي للإنجيل، وهؤلاء الأكثر حضورا للصلوات الدينية والذين بلغت نسبتهم 71.6 في المئة.

ومع هذا، فإن القضايا الاجتماعية برمتها ليس المرجح أن تلعب دورا رئيسيا مثلما كان الحال في الأعوام الماضية. فطبقا لنتائج دراسة بيو، أن الاقتصاد هو القضية التي تحظى بالصدارة بين فئات الناخبين المتدينين كافة، بدءا من أكثرهم تدينا وانتهاء بأشدهم إلحادا. بل إن هذه القضية ربما تزداد أهمية في الوقت الذي باتت فيه الأزمة المالية العالمية تهيمن على العناوين الرئيسية في الأسابيع الأخيرة

العدد 2237 - الإثنين 20 أكتوبر 2008م الموافق 19 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً