قال المرجع الديني اللبناني السيد محمد حسين فضل الله ان أميركا تتحدى العالم بالحرب وتحتقر كل الملايين التي عارضت الحرب ضد العراق، وتهدد مجلس الأمن وتوبخه لأنه لم يستجب لقرارها الثاني الذي يشرع لها حربها بعد أن عاشت الهزيمة أمامه.

وقال فضل الله في خطبتي صلاة الجمعة: «إن أميركا وصلت إلى ما يشبه العزلة الدبلوماسية، ولم تكن تتصور أن هناك دولة أو أكثر تهددها بالفيتو لأنها ترى نفسها الدولة القائدة التي تتبعها الدول والشعوب ولا تتبع أحدا.. إنها ذهنية الإمبراطورية المستكبرة المستعلية».

وإذ سجل فضل الله على الدول العربية والإسلامية ممارسة اللاموقف قال: إننا في هذه المرحلة نقدر موقف الدول الكبرى التي قالت لا للحرب أمام أميركا ولا سيما فرنسا وروسيا والصين وألمانيا، كما نسجل بتقدير للفاتيكان الذي قال ان «بوش يتحمل مسئولية أمام الله والتاريخ» ولكل المرجعيات المسيحية في العالم مواقفها الرافضة للحرب، مما أسقط كل الكلمات التي كانت تتحدث عن الحرب إنها حرب بين المسيحية والإسلام.. لتلتقي الاديان كلها على رفض الاستكبار العالمي الذي يضطهد المستضعفين، وليحقق ذلك الكثير من التقارب الروحي والفكري على صعيد اللقاء على الكلمة السواء.

وأكد فضل الله: إننا نرفض احتلال العراق من قبل المستكبرين، ولا سيما أميركا التي أعلن مسئولها ان الحرب تستهدف تغيير المنطقة لخدمة مصالح أميركا في المنطقة والعالم، لا لمصلحة الشعب العراقي المظلوم الجريح الذي أسقطت أميركا انتفاضته المباركة بعد حرب الكويت، ولا ندري ماذا تفعل معه بعد هذه الحرب.. وإننا إذ نؤكد ذلك، فإننا ندعو الشعب العراقي إلى إسقاط الطاغية الذي دمر العراق وأربك المنطقة العربية والإسلامية، وندعو الأحرار في العالم إلى مساعدته في انتفاضته المستقبلة، ليقرر مصيره ومستقبله بنفسه بكل حرية واستقلال. وختم قائلا: علينا أمام كل هذا الضجيج الأميركي والصهيوني، والصمت العربي والإسلامي، فيما عدا القلة من المسئولين، ألا ننسى فلسطين، لان كل التعقيدات والهزائم والحروب والفتن انطلقت من احتلال اليهود لفلسطين، فهي القضية الأم التي إذا انتصرت انتصر العرب والمسلمون، وإذا ضعفت ضعفوا.. وعلينا ان نبقى مع هذا الشعب المجاهد الذي يصنع في كل يوم من دمائه وصموده ملحمة بطولية لصنع التاريخ العربي والإسلامي