العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ

العراق يعرض صورا لأسرى وقتلى أميركان في الناصرية

البنتاغون تقر بفقدان عشرة جنود

يواصل الزحف المتحالف «الأميركي والبريطاني» ضد العراق شن هجومه العسكري على أراضي العراق الذي أسفر عن مقتل 77 مدنيا وإصابة نحو 366 آخرين بجروح أمس الأول حسبما ذكر العراق على لسان وزير إعلامه محمد سعيد الصحاف، مؤكدا مناضلة قيادة الجيش في «أم القصر» والناصرية مع قوات الغزو الذي وصفها «بالمرتزقة»، كما أكد متحدث آخر سقوط خمس مروحيات تابعة لقوات تحالف الغزو. من جهة أخرى عرض التلفزيون العراقي صورا لقتلى وأسرى جنود التحالف من الناصرية الذي أعلن عنها نائب رئيس العراقي طه ياسين رمضان، كما اعترف المتحدث باسم القيادة المركزية الاميركية في الدوحة بإسقاط طائرة تابعة للسلاح الجوى البريطاني بصاروخ باتريوت أميركى، وقتل أربعة أشخاص عراقيين في تكريت، كما قتل ثلاثة من قوات التحالف في إطلاق نار في أم القصر.

وأقلعت بي 52 الاميركية من قاعدة جوية في جنوب غرب انجلترا، في وقت أفادت قناة الجزيرة ان طيارين غربيين، أسرا في بغداد إذ هبطا اضطراريا بمظلتيهما، لكن واشنطن سارعت إلى نفي النبأ مؤكدة انه تم إحصاء جميع الطائرات والتحقق من عدم فقدان أي منها.

عشرة في عداد المفقودين

وقال مسئولون في البنتاغون ان اقل من عشرة عسكريين أميركيين اعتبروا في عداد المفقودين في العراق وقد يكونون أسرى حرب لدى القوات العراقية.

وأوضح وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد خلال مقابلة مع محطة «ان بي سي» التلفزيونية الاميركية ان «بعض» الجنود مفقودون. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانوا أسرى لدى القوات العراقية قال وزير الدفاع الاميركي «هذا محتمل».

وأفاد رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز ان عدد العسكريين المفقودين هو أقل من عشرة. وأوضح في مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» ان القوات في جنوب العراق «تبحث عن الجنود المفقودين وهم اقل من عشرة». وشدد رامسفيلد على انه «بموجب اتفاق جنيف يعتبر مخالفا للقانون الدولي تعريض أسرى الحرب لممارسات مهينة».

وأضاف ان «الولايات المتحدة تتجنب عرض أسرى الحرب. لدينا آلاف الأسرى العراقيين في مخيمات لأسرى الحرب، لكننا نتجنب عرض صور ومشاهد عنهم».

قتلى وجرحى عراقيين

وأعلن الصحاف مقتل 77 مدنيا وإصابة 366 آخرين بجروح جراء القصف الأميركى على البصرة جنوبي العراق. وأكد الصحاف في مؤتمر صحافي عقده في بغداد ان قوات التحالف الأميركى البريطاني استخدمت القنابل العنقودية في قصف (اصرة) ما رفع عدد الإصابات التي بلغت 77 شهيدا 366 جريحا.

وقال الصحاف ان العراقيين في «أم قصر» مازالوا يقاتلون الأميركيين والبريطانيين وان المعركة مستمرة.

وأضاف «انه عندما تم ترسيم الحدود مع الكويت من قبل مجلس الأمن الدولي تم اقتطاع جزء من ميناء «أم قصر» وأعطوه للكويت لذلك القوات الاميركية في الجزء الخاص بالكويتيين»، مضيفا ان الاميركيين والبريطانيين الذين تقدموا باتجاه الناصرية لقنوا درسا لن ينسوه وقال «لقد أدخلناهم في المستنقع ولن يخرجوا منه إحياء»، مشيرا إلى ان الاميركيين والبريطانيين تقهقروا أيضا في جنوب النجف بعد ان ألحقت القوات العراقية بهم الهزائم.

وقال انه يبدو ان القوات الاميركية والبريطانية بدأت تنتابها حالات من الهستريا والضيق النفسي والدليل على ذلك قصفهم كل الأحياء المدنية مثل حي القادسية وحى الخضراء إذ سقط عدد من القتلى والجرحى وأصبح الأميركيون والبريطانيون هم الذين يعانون من «الصدمة والترويع» تلك الاستراتيجية التي اعتمدوا عليها، مشددا على ان القوات الاميركية والبريطانية وجدت أرض العراق كلها مقاومة لهم وان المقاومة تشتد وتعترف بذلك القوات التي حاولت الإقتراب من مدينة الناصرية وسوق الشيوخ والبطحاء.

وقال الصحاف «يكذبون على العالم كله لكن كاميراتهم ووسائل الإعلام فضحت كذبهم... قالوا سيطرنا على «أم القصر» ثم عادوا وقالوا لم نسيطر. أود ان أقول لكم ان المقاتلين العراقيين الأبطال في «أم قصر» يذيقون قطعان المرتزقة الاميركيين والبريطانيين الموت المؤكد»، وإن «علوج الغزاة الخائبين المرتزقة الاميركيين الذين تقدموا باتجاه مدينة الناصرية لقنوا ليلة أمس وفجر هذا اليوم درسا لن ينسوه وستأتيكم الحقائق ربما خلال ساعات».

من جانبه أكد الجنرال ماكريستال ان القوات الاميركية البريطانية لم تدخل المدينة بل التفت حولها لتفادي معارك قد تؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين أو تلحق أضرارا بالبنى التحتية، نافيا بذلك معلومات عسكرية أميركية أولية أعلنت سقوط الناصرية التي تعد نقطة عبور محورية مهمة في شبكة الطرق البرية وسكك الحديد المؤدية إلى العاصمة.

عرض صور

لقتلى وأسرى الغزو

وقد عرض التلفزيون العراقي صورا لمجموعة من القتلى الأميركيين والأسرى الذي كان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان قال صباح أمس في مؤتمر صحافي ان جنود القوات المتحالفة الأسرى سيعرضون على شاشة التلفزيون قريبا مضيفا ان العمليات العسكرية تسير بشكل ممتاز بالنسبة إلى العراق وواصفا الولايات المتحدة وبريطانيا بالإرهاب.

وتعهد العراق بالتصدي للغزاة واتهم الولايات المتحدة وبريطانيا باستخدام قنابل عنقودية وقتل 77 مدنيا وإصابة 366 آخرين في مدينة البصرة الجنوبية.

ونفت القيادة المركزية الأميركية تصريحات عراقية تحدثت عن قيام بغداد بأسر جنود من القوات التي تقودها الولايات المتحدة وإسقاطها خمس مقاتلات وطائرتين مروحيتين. وقال رمضان «بعد ساعات ستطلعون على الأسرى الأميركان في التلفزيون العراقي وستشاهدون الدبابات المحروقة، والعربات الاميركية المدمرة في سوق الشيوخ» ويقع سوق الشيوخ جنوب شرقي مدينة الناصرية إذ قال مشاة البحرية الاميركية إنهم واجهوا مقاومة في تقدمهم شمالا من الكويت.

وصرح رمضان خلال المؤتمر الصحافي ان الحرب التي بدأتها القوات الاميركية والبريطانية على العراق يوم الخميس الماضي في محاولة للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين «تسير بشكل ممتاز» بالنسبة إلى العراق، وإن صدام الذي استهدفته الغارات على بغداد سيتحدث إلى الشعب العربي والعراقي بين وقت وآخر.

وقال رمضان ان بغداد ليس لديها أسلحة دمار شامل وان الحكومتين الاميركية والبريطانية «يجب ان يرجما، ويحاكما علنا بوصفهما مجرمي حرب». وانتقد دولا عربية لم يذكرها بالاسم لمساعدتها الحرب التي تقودها الولايات المتحدة، كما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، لسحبه مفتشي الأمم المتحدة عن الأسلحة قبيل الحرب، وأضاف «المشاهد التي صورها التلفزيون للمعارك في ميناء «أم قصر» بعد يوم من إعلان المسئولين الاميركيين سيطرتهم الكاملة على الميناء الاستراتيجي تشير إلى ان القوات الغازية كانت تكذب على العالم. على الصعيد ذاته أفاد مراسل الجزيرة ان طيارين غربيين أسرا في بغداد إذ هبطا اضطراريا بمظلتيهما، لكن واشنطن سارعت إلى نفي النبأ مؤكدة انه تم إحصاء جميع الطائرات والتحقق من عدم فقدان أي منها. ونقلت فضائية الجزيرة القطرية صورا حية من بغداد ظهر فيها مئات المواطنين على ضفة دجلة وقال مراسل المحطة انه تم العثور على الطيارين بعد إحراق حقول القصب التي كانا مختبئين داخلها ما أجبرهما على الخروج. ولم تظهر صور أي من الطيارين. وسمع إطلاق نار، وقال مراسل الجزيرة إنها من مواطنين أطلقوا النار ابتهاجا. غير ان رئيس هيئة أركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز أكد في مقابلة مع محطة «أي بي سي» التلفزيونية الاميركية ان أي من طائرات التحالف الأميركي البريطاني لم تسقط فوق بغداد. وقال مايرز «لقد تحققنا للتو: تم إحصاء كل الطائرات». ونقلت الجزيرة قبل ساعة من الإعلان عن اسر الطيارين مباشرة من بغداد صورا لعمليات البحث عند نهر دجلة سيرا وداخل زوارق فيما شوهد مواطنون يطلقون النار في المياه. وقالت الجزيرة ان البحث بدأ بعد ان أفاد شهود عيان عن رؤيتهم طيارين يهبطان بالمظلة.

حريق في مقر

القاعدة الأميركية

من جانب آخر أعلن مصدر مسئول في وزارة الداخلية في دولة قطر ان مصدر الصوت الذي سمع بالقرب من معسكر «السيلية» هو انفجار اسطوانة غاز في السيارات في المنطقة الصناعية التي تبعد عن موقع المعسكر ثلاثة كيلومترات ونصف. وأكد المصدر في تصريح لوكالة الأنباء القطرية أن هذا الحادث لم يكن نتيجة عمل متعمد

العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً