العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ

هل تكون الكويت الضحية الأخيرة للوحش الأميركي؟

غالبية التحليلات السياسية تؤكد أن الحرب الأميركية على العراق هدفها الأمن القومي الأميركي من خلال تأمين امدادات النفط وكذلك تأكيد ضمان أمن «اسرائيل».

ولكن من المؤكد أن الإدارة الأميركية وقبل التفكير في شن الحرب، فكرت كثيرا في النتائج والعواقب التي قد تنتج خارج الحسابات ومن ثم ايجاد البدائل الأخرى في سياق هذا السيناريو.

واستنادا للتصريحات الأميركية المتكررة عن نية الإدارة الأميركية تغيير الخريطة السياسية في الشرق الاوسط بعد الحرب لتصب في صالحها، فإن أقوى التحليلات السياسية وأكثرها منطقية تقول: «إن هذه الحرب ثلاثية الهدف أي أن الهدف الأول هو بغداد والثاني طهران والثالث الرياض مع احتمالات مد أميركا ليدها الطولا في اتجاه بيونغ يانغ بهدف تسكيت بعض المنتقدين والمشككين».

وطبعا هدف الولايات المتحدة هو السيطرة على سوق النفط من خلال اعطاء شركاتها النفطية الأولوية بعد السيطرة على «منابع النفط الرئيسية في العالم» في الانتاج والتسويق وتحديد الأسعار ومن ثم القضاء على منظمة «أوبيك» المصدرة للنفط، وهو ما يزعج الشركات الفرنسية والروسية.

ولكن إذا لم تتحقق للولايات الأميركية هذه الأهداف، فما السيناريو البديل لتعويض هذه الخسائر التي حتما ستنجم عن هذا العمل العسكري العدواني؟

والسيناريو المؤكد هو الآتي:

ممارسة واشنطن لضغوط «مشروعة» على الكويت لتمكين الشركات الأميركية من السيطرة الكاملة على صناعة وانتاج النفط الكويتي وبأسعار تحكمها المصالح الأميركية. ومن المؤكد غالبا أن الكويت ستخضع لهذه الضغوط وتقبلها على مضض وذلك للسببين الآتيين:

1- في حال ربحت أميركا الحرب فإن هذا المطلب (الضغوط الأميركية) هو الفاتورة المقرر أن تدفعها الكويت على مدى عدد من السنين.

2- لو خسرت أميركا الحرب فإنه من المؤكد أن الكويت ستكون في وضع لا يحسد عليه لأن النظام الحاكم في العراق سيستمر في تهديد أمنها ومن ثم تطلب الكويت الحماية من أميركا مقابل شروط أميركية لا مساومة عليها.

وفي حال انتصار أميركا في الحرب فإنه من المؤكد سيتم تغيير الخريطة السياسية والاقتصادية للمنطقة برمتها بحيث يشمل محيط التغيير (استنادا على أغلب التحليلات صحة) دول الخليج وإيران وسورية ولبنان بحث يصب هذا التغيير بالكامل في صالح الدولة العبرية لتمكينها من الاعتماد على نفسها اقتصاديا ومن ثم تخفيف العبء على الموازنة الأميركية، بالاضافة إلى تأمين أمنها المعرض من سورية ولبنان وإيران.

ولكن ما التغيير المرتقب لدول الخليج في حال خسارة التحالف لهذه الحرب؟ وما وضع الدولة العبرية والدولة الفلسطينية المستقبلية أيضا؟

من أسرة «الوسط

العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً