العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ

قائد عسكري عراقي سابق أعطى الإيعاز بواسطة «النقال»

«الوسط» تكشف تفاصيل عملية الضربة الصاروخية الأولى لاغتيال الرئيس العراقي

كشفت مصادر خاصة جدا لـ «الوسط» النقاب عن المزيد من المعلومات التي أحاطت أسرار الضربة الأميركية الأولى التي سددت للمكان الذي كان يوجد فيه الرئيس العراقي قبل بدء العمليات العسكرية والتي أدت إلى تغيير خطط الحرب ومساراتها اللاحقة.

وذكرت المصادر أن التحضيرات لمثل هذه العملية قد سبقت التوقيت المعد لها بزمن سابق - حيث وضعت الجهات الأميركية المعنية في خططها إمكان إحداث انقلاب عسكري من خلال اغتيال صدام والقيادة العراقية، الأمر الذي يجنب الولايات المتحدة تقديم الخسائر الفادحة في الحرب، واستغلال الفرصة لدخول العراق من دون عناء يذكر.

«الوسط» تكشف تفاصيل علمية الضربة وأشارت المصادر إلى أن الجهات الأميركية المعنية اتصلت بضابط كبير يقيم في إحدى الدول الأوروبية وساومته على الانضمام إلى الجهد الرامي الى إزاحة النظام من خلال الاتصال بالضباط الكبار الذين سبق أن عمل معهم، وهم يعرفونه عن قرب، ومنهم من لايزال يعمل ضمن طاقم الرئيس العراقي، لترتيب انقلاب عسكري يكون هو على قمة التغيير المقبل، فوافق على ذلك وانتقل الى بلد قريب من العراق، وبدأ اتصالاته بالضباط الذين يعرفهم، ومنهم أحد الضباط العاملين في الحلقات القريبة من الرئيس العراقي.

وقالت المصادر: ان هذا الضابط استطاع ان يقيم علاقة شبه يومية بالضابط الموجود في بغداد، وفي اللحظة التي تمت فيها عملية القصف، كان على الجانب الآخر من الهاتف يتحدث إليه، فأوهمه بأنه يعاني من ظروف صعبة في الغربة وأنه نادم على خروجه من العراق، ولذلك فإنه يفكر في العودة والدفاع عن الوطن.

وخلال هذا الحديث سأله عن مكان وجود الرئيس صدام حاليا، فأجابه ذلك الضابط بأنه قد تركه للحال في البيت الواقع في «كرادة مريم»، وكانت الجهات الأميركية تراقب الحديث عن كثب، وفي الحال قطعت الخط الآخر، وانتقلت لتحديد الموقع بحسب المعلومات المتوافرة عندها، وأعلمت الرئيس الأميركي بالأمر، واتخذ القرار في الحال لضرب الموقع من دون تأخير، وهكذا تم قصف المكان بصواريخ ذكية من جهتين متعاقبتين، ولم يعرف في وقتها ما إذا كان الرئيس العراقي قتل أم لا!

وكانت تقديرات الجهات الأميركية شبه متأكدة من مقتله ونجله عدي، ولكن الأنباء اللاحقة أشارت الى مقتل آخرين وإصابة صدام بجروح لا يعرف مستواها حاليا.

وأشارت المصادر إلى أن ما أوقف أي تحرك عسكري عراقي ضد النظام بعد هذه الضربة، كان بسبب فطنة قصي نجل الرئيس العراقي، الذي خرج من الضربة سليما فأعطى أوامره الشديدة لقطاعات الجيش العراقي كافة والمخابرات والحرس الجمهوري بعد الضربة بدقائق بعدم تحرك أية جهة عسكرية عراقية من مواقعها الثابتة الى حين إصدار الأوامر، وبذلك منع محاولة الانقلاب من قبل متربصين باقتناص الفرصة، حتى تمت معالجة الوضع.

والبيت الذي اختاره صدام للاختفاء يقع على شاطئ دجلة، ضمن بيوت كثيرة في المنطقة التي تحيط بالقصر الجمهوري، وهذه المنطقة سيطر عليها صدام منذ السبعينات وحولها إلى مراكز خاصة جدا للمحيطين به ومنهم أجهزة الاستخبارات وقادة القوات الخاصة والمرافقين، ولكنه بنى تحتها انفاقا وملاجئ عميقة، يستخدم بعضها لفترات معينة ويحاول ان يختار الدور السكنية للتمويه وضمان الأمن الشخصي، وقد اكتسب خبرة في الاختفاء منذ حرب الخليج الثانية.

وكان قد كشف أحد المنشقين عن صدام والذي وصل الى منطقة كردستان العراق قبل أسابيع بان الجهات الأميركية كانت أثناء وبعد حرب الخليج الثانية تبحث عن مكان وجدوه مستخدمة جميع الوسائل التجسسية والاستخباراتية وكذلك التقنية المتقدمة. وقد قصفت الكثير من المواقع اعتقدا بوجود صدام فيها، ولكنه لم يكن موجودا في أي من تلك المواقع. وقال المنشق الذي كان يعمل بالقرب من الرئيس العراقي: «ان صدام كان يختفي في أثناء حرب الخليج الثانية في دار السفارة البريطانية في منطقة «الشواكة» الواقعة في جانب الكرخ على ضفة نهر دجلة.

وهذه البناية مهجورة بعد ان قطعت العلاقات العراقية البريطانية، ولا يمكن ان يتصور الأميركان ان يكون الرئيس العراقي مقيما فيها، لذلك لم يخطر ببالهم قصف هذه البناية». وأشار المنشق إلى ان صدام كان يخرج ويدخل الى بناية السفارة البريطانية عبر بيت شعبي يقع ضمن البيوت الكثيرة القريبة من البناية ثم ينتقل إليها من خلال نفق بناه في وقت سابق حتى يصل الى ملجأ البناية الذي يقع في أسفلها

العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً