العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ

اللواء محمد علي بلال: المعركة الفاصلة في بغداد

توقع قائد القوات المصرية التي شاركت في حرب الخليج الثانية في العام 1991 اللواء محمد علي بلال أن يكون الفشل حليف القوات الأميركية البريطانية إذا ما أقدمت هذه القوات على احتلال العاصمة العراقية بغداد. ولفت بلال إلى ما شهدته الأيام الأخيرة من الحرب من قتال شرس من جانب القوات العراقية وفرق المقاومة الشعبية وهو القتال الذي كان له دور كبير في وقف زحف القوات الأميركية التي راهنت على حرب خاطفة، وهو ما يعد انتصارا في حد ذاته للقوات العراقية.

وأشاد بلال بالتكتيك العسكري العراقي الذي عمد إلى استغلال نقاط الضعف الأميركية المتمثلة في فشلها في الاستيلاء على المدن بإبراز وحدة الشعب العراقي في مواجهة القوات الغازية، وأوضح بلال: لقد سعت الإدارة الأميركية إلى الإنجاز السريع لأهدافها في تغيير النظام الحاكم والاستيلاء على العراق وإقامة حكومة جديدة موالية لواشنطن عبر استراتيجية الحرب النفسية من خلال قصف صاروخي متواصل ضد بغداد من دون الاقتراب من أية مدينة أخرى، فيما يعد رسالة الى المقاتلين العراقيين وقيادتهم مفادها ان الأميركيين والبريطانيين جادون في حربهم وأنهم يملكون القدرة على الضرب في المكان والزمان الذي يختارونه، ومن ثم فإن على العراقيين أن يفهموا الرسالة وينقلبوا على قيادتهم، وتلت ذلك فترة من الصمت كجزء من مخططات الحرب النفسية، ثم تواصل القصف مترافقا مع اعلان الاستيلاء على مدينتي أم قصر والناصرية والتقدم نحو مدينة البصرة بغرض الضغط على أعصاب العراقيين ورفع معنويات الجيش والشعب الأميركيين.

وبرأيك هل حققت تلك الخطة أهدافها؟

- بالعكس فقد نجح العراقيون في استغلال نقطة الضعف الأميركية المتمثلة في الحذر من حدوث خسائر في صفوف القوات الغازية وتأخرها في الاستيلاء على المدن بإبراز أن الشعب والجيش العراقيين يقاتلان - مع قيادتهما - القوات الغازية باستبسال، ومسارعة وزارة الإعلام العراقية بتكذيب ادعاءات العدو، وعرض صور من مواقع العمليات لأسرى وقتلى أميركيين، ومن ثم لم تحقق الحرب النفسية الأميركية أهدافها، بل ان العراق نجح في الوقت ذاته في بث رسالة الى الأميركيين والى العالم بأن بغداد لن تسقط بسهولة، وأن لدى العراقيين من الإمكانات الذاتية ما يؤهلهم لمواجهة الإمكانات الأميركية والبريطانية.

وما توقعاتك لمسار الحرب خلال الفترة المقبلة؟

- القوات الأميركية ستحاول بشتى الطرق أن تسرع من عجلة الحرب، وستحاول الاستيلاء تماما على مدن لها أهمية خاصة مثل «أم قصر» لوقوعها على شط بحر العرب فضلا عن كونها هدفا سهلا لصغر مساحتها ووقوع نصفها داخل الأراضي الكويتية، بالإضافة إلى مدينة «البصرة» نظرا الى أهميتها السياسية إلى جانب بعض الأهداف السهلة مثل مدينة «الناصرية» وهي مدينة أثرية قليلة السكان إلى جانب محاولة السيطرة على شبه جزيرة «الفاو».

وأتوقع أن يكون الوضع في الشمال صعبا للغاية إذ ينتظر وقوع صراعات سياسية وعسكرية بين القوات الأميركية والأكراد وتركيا التي تبحث عن دور وغنائم وسيكون من الصعب خروجها بسهولة من الأراضي العراقية التي تواجدت فيها.

وماذا عن مصير كل من بغداد والنظام العراقي؟

- مصير النظام العراقي تحسمه العاصمة بغداد، وإذا ما أصرت القوات الأميركية على احتلالها فستواجه بمقاومة عنيفة وستتعرض لخسائر فادحة على يد العراقيين، وأظن أن صانع القرار الأميركي سيفكر ألف مرة قبل أن يقدم على تكرار تجربة فيتنام

العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً