العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ

عملية فدائية في النجف تقتل أربعة أميركيين

موسى: سقوط بغداد يعني سقوط المنطقة كلها

أمام الهجوم الأرعن لقوات التحالف على أرض العراق يصعّد بعض العلماء المسلمين حدة المقاومة بالدعوة إلى الجهاد. فقد أصدر رئيس رابطة علماء مسلمي العراق عبدالكريم المدرس فتوى توجب قتال وجهاد الغزو الاميركي والبريطاني قام على إثرها أحد العراقيين بتنفيذ عملية فدائية في منطقة النجف أسفرت عن مقتل أربعة جنود أميركيين.

من جهة أخرى، تواصل قوات الغزو زحفها بعمليات القصف والغارات الموجهة إلى قلب العاصمة بغداد والتي استهدفت سوقا في حي الشعب أسفرت عن مقتل 68 عراقيا وإصابة نحو 107 آخرين، حسبما صرح وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أمس.

إمدادات ميناء أم القصر

أوضح متحدث في مقر القيادة المركزية الأميركية في قطر لوك وود انه بالنسبة إلى ميناء أم قصر فقد تم تأمينه بالكامل ويتم حاليا مد خط للمياه من الكويت إلى المدينة لإيصال المياه لنحو 160 ألف نسمة، معترفا بوجود هجمات متفرقة على قوات التحالف في مدينة أم قصر.

واصطف مئات المدنيين العراقيين في طابور للحصول على مياه الشرب في ميناء أم قصر تحت إشراف جنود أميركيين وبريطانيين.

خطف بريطانيين في البصرة

وقال وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في مؤتمر صحافي ان قوات الغزو الأميركي البريطاني دمرت نحو 76 ألف طن من المواد التموينية المخزنة من حليب الأطفال والشاي والسكر في مدينة البصرة، ووصف البريطانيين بأنهم «كلاب مسعورة» لشنهم هذا الهجوم، موضحا ان ما دمره القصف الغازي من هذه المواد نقلته 22 ألف شاحنة. وسخر الصحاف من مزاعم الدول الغازية عن نيتها توزيع مساعدات إنسانية على أبناء الشعب. وأعلنت القيادة الأميركية المركزية أن القاذفات الحربية دمرت مبنى في مدينة البصرة بجنوب العراق يعتقد ان حوالي 200 فرد من القوات العراقية تجتمع فيه.

من جهته، قال ضابط بريطاني في جنوب العراق إن أربعة أو خمسة جنود بريطانيين خطفوا في مدينة البصرة، كما قالت بريطانيا إن جنديا بريطانيا واحدا قتل وأصيب خمسة بجروح فيما قد يتضح انه حادث آخر «للنيران الصديقة» في جنوب العراق. وتحاصر دبابات ونيران مدفعية وحاملات جنود مدرعة أميركية وبريطانية مدينة البصرة. وقال مسئولون بريطانيون إن القوات العراقية فتحت النيران في اتجاه نحو ألفي مدني كانوا يحاولون الفرار من القتال ومن أزمة إنسانية تهدد المدينة.

وأفادت التقارير الواردة من مدينة البصرة، ان النار مازالت تشتعل في 6 من الآبار النفطية فيما يشاهد الدخان المتصاعد من هذا الحريق في المنطقة الحدودية الإيرانية المتاخمة للحدود العراقية.

وقال المتحدث باسم القوات البريطانية آل لوكوود في مقر القيادة المركزية الأميركية في قطر: «يبدو انه وقع حادث آخر للنيران الصديقة يشمل القوات الجوية للتحالف ضد بعض مركبات المملكة المتحدة». وقال لوكوود: «للأسف قتل احد أفرادنا وأصيب خمسة آخرون بجروح، لكن تجري تحقيقات في محاولة للتأكد من الحقائق الفعلية لما حدث». وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في لندن انه تم إبلاغ أسر الجنود. كما عرضت القناة الفضائية العراقية حطاما لطائرة اميركية من دون طيار، وقالت انه تم اسقاطها في مدينة البصرة، وعرضت أيضا صورا لحطام الطائرة الأميركية وبجانبها أفراد من الجيش والميليشيات العراقية.

الناصرية

وشنت قوات مشاه البحرية الأميركية هجوما بمدفعية الهاون ضد المقاومة العراقية في مدينة الناصرية. وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أن الكثير من الدبابات العراقية دمرت في الهجوم، مضيفة أن الجنود الاميركيين أتيحت لهم فرصة جمع جثث ضحاياهم في القتال الدائر في المدينة بين الجانبين.

كربلاء وعملية في النجف

هذا ولقي أربعة أميركيين مصرعهم في عملية فدائية شمال مدينة النجف بالعراق نفذها ضابط صف يدعى علي جعفر النعماني. وأعلن تلفزيون العراق أن العملية أسفرت عن مقتل 11 جنديا أميركيا وتدمير دبابتين وناقلتي جنود مدرعتين.

وقال الكابتن اندرو والس: إن الجنود هم جزء من فرقة المشاة الثالثة، مشيرا إلى ان الحادث وقع عندما انفجرت سيارة تاكسي وقفت بالقرب من نقطة تفتيش أميركية على الطريق السريع شمال مدينة النجف.

وقال الكابتن الاميركي اندرو والس: إن سائق التاكسي لوح للجنود الذين كانوا موجودون في نقطة التفتيش التي تقع شمال مدينة النجف جنوب غربي العاصمة العراقية بغداد طلبا للمساعدة فتقدم نحوه خمسة جنود عندها انفجرت السيارة.

وتعتبر هذه العملية الفدائية الأولى من نوعها ضد القوات الأميركية والبريطانية منذ بدء الحرب في العراق، وقد كان هناك تحذير لهذه القوات من عمليات مماثلة.

من جهته، أعلن الصحاف ان حصيلة قصف الغزو في كربلاء ستة شهداء و52 جريحا والنجف 35 شهيدا و122 جريحا. كما قال ضابط ان طائرات مروحية أميركية هاجمت وحدات من الحرس الجمهوري العراقي ما أسفر عن مقتل 50 جنديا عراقيا على الأقل وتدمير عدد من دباباتهم.

وأوضح الميجر هيو كيت ان طائرة مروحية أميركية «واجهت صعوبة في الهبوط» بعد الإقلاع مباشرة بسبب تعطل في الأجهزة بينما هبطت طائرة مروحية ثانية اضطراريا لدى عودتها لأن الطيار لم يتمكن من الرؤية بسبب العاصفة الترابية.

وفي حادث منفصل أسرت عناصر من الفرقة 101 المحمولة جوا 11 جنديا من قوات الحرس الجمهوري جنوب غربي مدينة النجف في وسط العراق. وقال الجيش الاميركي إن الجنود استسلموا من دون قتال.

68 قتيلا في بغداد

وتعرضت العاصمة العراقية قبل ظهر أمس لعمليات قصف جديدة وأطلقت المضادات الجوية العراقية على الفور نيرانها، ولم تطلق صفارات الإنذار مع تجدد القصف. وعاد بث القناة الفضائية العراقية الملتقط خارج العراق بعد توقفه لفترة. ودمر صاروخ على الأقل الطابق الأخير من مبنى وزارة الإعلام الذي يضم 11 طابقا. وعلاوة على مكتب وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الذي يقع في الطوابق العلوية من المبنى تؤوي الوزارة مكاتب وكالة الأنباء العراقية. وأكدت القيادة المركزية الأميركية في قطر الهجوم الصاروخي على الوزارة. وأضاف الصحاف متحدثا عن القتلى والجرحى ان 68 عراقيا قتلوا في غارات على بغداد مساء أمس الأول كما أصيب 107 آخرون، وأكد رفض بلاده قرار مجلس الأمن الدولي الذي كلف بموجبه الأمين العام للمنظمة الدولية إدارة برنامج «النفط مقابل الغذاء» مؤكدا «ان لا احد سوى العراق يستطيع ان يدير هذا البرنامج».

وقال: «ما لا تقرره الحكومة العراقية لا يمكن ان يطبق»، و«اننا بدأنا عملية مقاضاة جورج بوش، مشيرا إلى أن هذا الاقتراح جاء من مجموعات قانونية منظمة تنظيما جيدا ومتعددة في أوروبا وأميركا اللاتينية وبعض البلدان العربية.

توقف الزحف نحو العاصمة

وقال ضباط أميركيون إن القادة الاميركيين أمروا بوقف يتراوح ما بين أربعة وستة أيام التقدم ناحية الشمال في اتجاه بغداد بسبب نقص الإمدادات والمقاومة العراقية الشرسة. وقال الضباط ان القوات ستواصل مهاجمة القوات العراقية الموجودة أمامها بهجمات جوية مكثفة خلال ذلك الوقف لإضعاف الدفاعات قبل أي هجوم أخير على بغداد. وفرضت قيود على استخدام العربات المدرعة التي تستهلك وقودا كثيرا لتوفير الوقود كما ان القوات تعاني من نقص كبير في الطعام.

تحذيرات موسى

وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من مغبة النتائج المترتبة على سقوط العاصمة العراقية بغداد، وقال: «إن سقوط بغداد يعنى سقوط المنطقة كلها وان دمار العراق سيترك جرحا غائرا في النفسية العربية وسيعاني منه الجميع». وأضاف موسى في حديث تنشره مجلة «أكتوبر» اليوم الأحد «ان هؤلاء الذين يتسامحون مع ما يحدث في العراق، كلهم ونحن معهم سندفع الثمن غاليا لما يحدث»، «إذا لم تسقط بغداد وأرجو ألا تسقط وإذا كان لدينا الإصرار على حل القضية الفلسطينية مهما كانت التضحيات فسيكون هناك أمل أما أن يظل الأمر على ما هو عليه مهينا».

بوش يصف المعارك بالضارية

من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش ان المعارك في العراق «ضارية»، وأكد ان النظام العراقي لم يعد يسيطر سوى على «جزء صغير» من أراضيه.

وقال بوش في خطابه الأسبوعي: «بفضل جهود جيوشنا لم يعد النظام الذي أشاع الذعر في جميع أنحاء العراق يسيطر سوى على قسم صغير من البلاد. لقد تقدمت القوات الأميركية وقوات التحالف بانتظام وأصبحت الآن على بعد اقل من 50 ميلا من بغداد».


الصحافيون يعانون في هذه الحرب

منطقة الخليج - راديو مونت كارلو

يغطي هذه الحرب نحو 600 صحافي وصحافية من جنسيات مختلفة نصفهم في بغداد والنصف الآخر موزع بين الدمج في القوات الانجلو - أميركية والعمل مستقلا من دون حماية مفضلا عدم الخضوع للرقابة. وحتى الآن قتل صحافي بريطاني ومصور استرالي في شمال العراق. أما الفريق الاعلامي لقناة (العربية) الذي اختفى منذ أسبوع مازال على قيد الحياة وهو في طريقة إلى الكويت بعد أن كان منضويا تحت حماية القوات البريطانية. واختفى أمس الأول سبعة صحافيين إيطاليين في البصرة ومصور لقناة الجزيرة اثر قذائف بريطانية لموقع مواد غذائية. واختفى أيضا صحافيان أميركيان ومصور دنماركي في بغداد. من ناحية أخرى طردت القوات المتحالفة صحافيا أميركيا مستقلا مشيرة إلى أنه يعرض حياة الجنود للخطر من خلال وصفه الدقيق لما يجري على أرض المعركة.

يذكر أن الصحافيين يشتكون من المضايقات على حد سواء من قبل القوات الأميركية إذ لا تعترف إلا بالذين يندمجون تحت إمرتها وحتى أولئك الموجودين في المركز الإعلامي لقاعدة السيلية في قطر يشتكون من شح المعلومات وعدم الحصول على إجابة للأسئلة وأن المعلومات تذهب أولا إلى واشنطن قبل أن تأتي إلى القيادة المركزية في قطر كما يعاني صحافيو بغداد من عدم السماح بتصوير جميع المواقع وعدم استخدام أجهزتهم الخلوية المرتبطة بالأقمار الاصطناعية وهي من صميم أداء عملهم

العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً