العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ

مرحلة ما بعد هجمات 11 سبتمبر

محطات مهمة على طريق تشكيل عقيدة الحرب الأميركية(2-2)

تعرضنا فيما سبق إلى المحطات الهامة التي أسهمت في تشكيل عقيدة الحرب لدى الإدارة الأميركية الحالية في مرحلة ما قبل هجمات سبتمبر، واليوم نكمل المحطات التي تلت هذا اليوم التاريخي الفاصل، الذي أعقبه إعلان الحرب على الإرهاب.

المحطة التاسعة

11 سبتمبر/ ايلول 2001 مهاجمة مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع الأميركية

في خطابه إلى الامة مساء 11 سبتمبر قرر بوش اتخاذ موقف جديد أكثر صرامة لمعاقبة الدول التي تؤوي الارهابيين، واعلن ان الولايات المتحدة لن تميز بين الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الاعمال والدول التي تؤويهم. هذا الخطاب حدد اتجاه سياسة بوش تجاه افغانستان والعراق.

المحطة العاشرة

13 سبتمبر 2001 ولفووتز مقابل باول

بعد يومين قدم ولفووتز شرحا إلى البنتاغون عن خطاب الرئيس. ويبدو انه ألمح إلى ان الولايات المتحدة ستوسع حملتها ضد الارهاب لتشمل العراق: «اعتقد انه لابد من القول ان الامر لا يعني مجرد القبض على اشخاص وتحميلهم المسئولية ولكن القضاء على الملاذ الآمن والأنظمة المساندة والدول التي ترعى الارهاب. لذلك فإن الحملة يجب ان تكون واسعة ومستمرة».

اما باول وآخرون فقد ابدوا انزعاجا من كلمات ولفووتز المثيرة والتي تؤجج المشاعر للقضاء على الدول. وقال باول فيما بعد في مؤتمر صحافي: نحن نهدف إلى القضاء على الارهاب. واذا كانت هناك دول أو انظمة او شعوب تؤيد الارهاب فإننا نأمل في اقناعهم بأنه من مصلحتهم التوقف عن ذلك، ولكني اعتقد انني يجب أن اتوقف عند القضاء على الارهاب وادع ولفووتز يتحدث عن رأيه.

المحطة الحادية عشرة

15 سبتمبر 2001 اجتماع في منتجع كامب ديفيد

تمت مناقشة قضية العراق بعد اربعة ايام من هجمات 11 سبتمبر إذ جمع بوش فريقه للأمن القومي في كامب ديفيد لمجلس حرب. وجادل ولفووتز بان الوقت مناسب تماما الآن للتحرك ضد الدول التي ترعى الارهاب بما في ذلك العراق. ولكن باول ابلغ الرئيس بأنه سيكون بالامكان تشكيل تحالف دولي للهجوم على القاعدة ونظام طالبان في افغانستان وليس غزو العراق. وصوت مجلس الحرب لصالح باول وامتنع رامسفيلد عن التصويت. وقرر الرئيس في النهاية أن تبدأ المرحلة الأولى للحرب بأفغانستان على أن تتم إعادة بحث القضية العراقية في وقت لاحق.

المحطة الثانية عشرة

20 سبتمبر 2001 خطاب في جلسة مشتركة للكونغرس

ارتكز خطاب بوش امام الكونغرس على خطابه الذي القاه ليلة 11 سبتمبر: «سنقوم بملاحقة الدول التي تقدم الدعم أو الملاذ الآمن إلى الارهابيين. فعلى كل دولة في كل مكان ان تقرر موقفها الآن. فإما ان تكون معنا أو مع الارهابيين. ومن الان فصاعدا فإن اية دولة تستمر في تأييد او إيواء الارهابيين ستعتبر نظاما معاديا للولايات المتحدة».

وحدد خطاب بوش ايضا رؤية لادارة اميركية قوية في العالم، قيادة تبرز قوة اميركا ونفوذها. لقد أصبحت الحرية والخوف في حال حرب. ان تقدم الحرية البشرية والانجازات العظيمة في عصرنا والأمل الكبير لكل الأوقات يعتمد عليكم الان. ان شعبنا ـ هذا الجيل ـ سيزيل التهديد القائم للعنف الذي يحيط بشعبنا ومستقبلنا. إننا سنحصل على تأييد العالم لهذه القضية بجهدنا وشجاعتنا، وسنعمل من دون كلل أو تردد أو فشل.

المحطة الثالثة عشرة

يناير/كانون الثاني 2002 خطاب إلى الأمة يشير إلى احتمال اتخاذ عمل ضد العراق. تحدث الرئيس بوش في خطابه إلى الامة وعرض فكرة «محور الشر»، العراق وايران وكوريا الشمالية، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة تقوم بعمليات وقائية للتعامل مع هذه الدول:

فكوريا الشمالية نظام لديه قذائف واسلحة دمار شامل بينما يعاني مواطنوه من المجاعة. و ايران تحاول الحصول على هذه الاسلحة بشتى الطرق وتعمل على تصدير الارهاب. والعراق مستمر في التفاخر بعدائه لأميركا، ويعمل على دعم الارهاب. مثل هذه الدول وحلفائها الارهابيين يشكلون محور الشر إذ تتسلح لتهديد السلم العالمي. سنقوم بدراسة الامور مع ان الوقت ليس في صالحنا. إنني لن انتظر حتى تقع الحوادث في وقت تلوح فيه المخاطر. انني لن اقف موقف المتفرج بينما تقترب المخاطر أكثر فأكثر. إن الولايات المتحدة لن تسمح لاخطر انظمة في العالم بان تهددنا باسلحة الدمار الشامل.

المحطة الرابعة عشرة

يونيو/ حزيران 2002 بوش يدعو إلى سياسة الضربات الوقائية

في خطاب في وست بوينت أشار بوش إلى وقائع العصر الجديد بعد الحرب الباردة، وأوجز التحول الرئيسي في استراتيجية الأمن القومي من سياسة الاحتواء إلى الضربات الوقائية. ان أمن الولايات المتحدة يتطلب من جميع الاميركيين ان يخططوا للمستقبل وان يتحلوا بالعزيمة ويكونوا مستعدين للعمل الوقائي عند الضرورة للدفاع عن حريتهم وارواحهم. ودعا ايضا إلى الهيمنة الاميركية، والاحتفاظ بقوة عسكرية لا يمكن تحديها.

ان كلا من الاهداف الاستراتيجية والضربات الوقائية والهيمنة بمثابة تكرار للتوصيات التي وضعها بول ولفووتز العام 1992 في مسودة توجيه التخطيط الدفاعي المثيرة للجدل.

المحطة الخامسة عشرة

أغسطس/آب 2002 داخل الادارة: مناقشة مفتوحة عن العراق

قال وزير الخارجية باول إنه توجد مشكلات في اقناع حلفاء اميركا بالاشتراك في حرب ضد العراق وانه يريد استشارة الامم المتحدة.

وفي غداء خاص مع الرئيس في 15 اغسطس حذّره باول من ضرورة عدم اتصرف بصورة انفرادية، وانه يجب دراسة التداعيات السياسية والاقتصادية للحرب بشكل كامل، وخصوصا في الشرق الاوسط.

ولقي رأي باول تأييدا من مستشار الأمن القومي السابق للرئيس بوش (الاب) برنت سكوكروفت والذي يجادل في أن الرئيس بوش يتحرك بسرعة ضد العراق، وأيد الضغط من اجل عودة المفتشين.

وفي الحال ظهر نائب الرئيس تشيني بمثابة الصوت الذي يؤيد الحرب ضد العراق. وفي خطاب للمحاربين القدماء حذر تشيني من أن عودة المفتشين لن تقدم اي ضمان من اي نوع عن امتثال صدام لقرارات الأمم المتحدة.

وحدد تشيني ايضا سياسة أوسع على المدى الطويل يمكن ان يؤدى بموجبها إلى تغيير النظام في العراق وإعادة تشكيل الشرق الاوسط. وان تغيير النظام العراقي يمكن ان يعود ببعض الفوائد على المنطقة. فعندما يزول اخطر التهديدات فإن الشعوب المحبة للحرية في المنطقة ستكون لديها فرصة للرقي بالقيم التي يمكن ان تحقق السلام الدائم.

اما بالنسبة إلى رد فعل الشارع العربي فإن الخبير في شئون الشرق الاوسط فؤاد عجمي تنبأ بأن شوارع البصرة وبغداد سيعمها الفرح بعد التحرير بالطريقة نفسها التي رحّب بها سكان كابول بالاميركيين، وسيصبح على المتطرفين في المنطقة إعادة التفكير في استراتيجيتهم بالنسبة إلى الجهاد، كما سيتشجع المعتدلون في المنطقة وتزيد قدرتنا على التسريع في عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية كما حدث في اعقاب تحرير الكويت العام 1991.

وبينما استعد بوش إلى قضاء إجازة في كروفورد بولاية تكساس وافق على نقل القضية إلى الأمم المتحدة وطلب من مستشاريه البدء في إعداد الخطاب.

وفي خطابه امام الأمم المتحدة يبدو ان بوش أيد وجهة نظر باول في المطالبة باصدار قرار جديد من قبل الأمم المتحدة. ولكن الرئيس حذر قائلا: «لا بد من تنفيذ قرارات مجلس الأمن والا سيصبح العمل العسكري حتميا. كما ان النظام الذي فقد شرعيته سيفقد سلطته ايضا».

المحطة السادسة عشرة

17 سبتمبر 2002 الكشف عن استراتيجية الأمن القومي

بعد عشرين شهرا من توليه الرئاسة كشف بوش عن استراتيجية الأمن القومي لادارته. فقد تم لاول مرة توضيح العناصر المختلفة بشكل رسمي لسياسة بوش في مكان واحد.

وتقدم الوثيقة التي تحتوي على 33 صفحة إعادة تشكيل جريئة وشاملة للسياسة الخارجية الاميركية. وتظهر الوثيقة موقفا اميركيا جديدا وقويا في العالم ـ موقفا يعتمد على الضربات الوقائية في التعامل مع الدول المارقة والارهابيين الذي يمتلكون اسلحة دمار شامل.

وتذكر الوثيقة ان اميركا ستستغل قوتها العسكرية والاقتصادية لتشجيع «المجتمعات المفتوحة والحرة». وتذكر الوثيقة لاول مرة ان الولايات المتحدة لن تسمح لاي طرف بتحدي تفوقها العسكري كما كان الامر إبان الحرب الباردة. وتصر استراتيجية الأمن القومي على انه في حال تعرض المصالح الاميركية الحيوية للخطر، فإن الولايات المتحدة ستتصرف بشكل انفرادي عند الضرورة.

المحطة السابعة عشرة

الخميس 20 مارس/آذار 2003:

القوات الأميركية والبريطانية تبدأ حرب الخليج الثالثة بموجة من صواريخ كروز على وسط بغداد. وقال وزير الدفاع رامسفيلد إن هذه الضربات ما هي إلا مقدمة لهجمات عنيفة ضمن خطة حربية أطلق عليها خطة «الصدمة والترويع»

العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً