العدد 211 - الجمعة 04 أبريل 2003م الموافق 01 صفر 1424هـ

غضب السوريين بلا حدود لما يجري في العراق

بعضهم يسأل عما يمكن فعله

يكاد غضب السوريين يبلغ حد الانفجار من جراء ما يجري في جوارهم العراقي من مذابح، طالت عشرات آلاف العراقيين على أيدي قوات الغزو الأميركي ـ البريطاني، وهي مذابح مستمرة منذ أسبوعين، راح نتيجتها حسب التقديرات آلاف ممن قضوا، وكثير من الجرحى الذين سيكون على غالبيتهم ان يعيشوا معوقين وأصحاب عاهات لا علاج لها.

ويرى أحد المثقفين السوريين الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان ثمة غضبا لا حدود له في أوساط السوريين إزاء ما يجري في العراق، وانه يرى ان كل تعبيرات الغضب التي أظهرها الشارع السوري، ليست كافية للتعبير عن الموقف من العدوان الأميركي ـ البريطاني وما يتمخض عنه من نتائج.

ولعل هذا القول يفسر بعض ما يجتاح الشارع السوري من مشاعر، دفعت قطاعاته الشعبية والأهلية للبحث عن أشكال مختلفة للتعبير عن موقفها حيال الوضع في العراق، فكانت التظاهرات والاعتصامات التي نظمتها النقابات المهنية من مهندسين وأطباء ومحامين، وقطاعات شعبية من طلاب ونساء وعمال، وكذلك اعتصامات وتظاهرات نظمتها هيئات أهلية وأحزاب سياسية معارضة، وقد تعدت التظاهرات والاعتصامات العاصمة دمشق والمدن الرئيسية في المحافظات، وصولا إلى المدن الصغرى والبلدات، وهو أمر نادرا ما شهدته سورية في العقود الأخيرة. وبالتزامن مع التظاهرات وخلالها، تواصل البحث عن تعبيرات أخرى للشارع السوري في تنظيم قوائم المتطوعين للذهاب إلى العراق والقتال إلى جانب شعبه، وتنظيم متطوعين من ذوي الاختصاصات الطبية من أطباء وممرضين لمساعدة الطواقم الطبية العراقية وهي تواجه تحديات العدوان على المدنيين، إضافة إلى تنظيم حملات الدعم السياسي والتبرعات العينية للعراقيين الذين ضيق العدوان على حياتهم وأرزاقهم.

واستطاع كثير من المتطوعين السوريين من دمشق ومدن سورية أخرى العبور إلى الأراضي العراقية سواء بمساعدة السفارة العراقية في دمشق، أو تسللا من خلال حدود يبلغ طولها مئات الكيلو مترات تربط سورية بالعراق، وليست هناك أرقام رسمية بعدد هؤلاء، لكن تقديرات، تقول ان عددهم نحو خمسة آلاف متطوع، وبين هؤلاء أطباء وممرضين وذوي اختصاصات قد يكون العراقيون بحاجة إليها.

وعلى رغم ان الحكومة العراقية أعلنت رفض استقبال تبرعات عينية من الخارج، فقد نجحت هيئات أهلية سورية في كسر القاعدة، وأوصلت منذ الأيام الأولى للحرب تبرعات أهلية من مدينة الرقة شمال وسط سورية، وأخرى من مدينة حمص وسط سورية كجزء من حملة التبرعات الأهلية، التي يبدو انه كان على العراقيين قبولها.

غير ان هذا الموقف، كما يراه الكثيرون، لا يجد له قبولا لدى كثير من السوريين، لأنه لا يجد ترجمات قوية وفاعلة، تتجاوز التظاهرات وبيانات الشجب والإدانة وإعلان دعم نضال العراقيين، ومن ذلك يسألون عما يمكن القيام به لنصرة العراق ودعمه بصورة عملية في وجه القوة الطاغية، التي قد تجعل من سورية هدفا لها في وقت لاحق

العدد 211 - الجمعة 04 أبريل 2003م الموافق 01 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً